أسهم 15 مهرجانا في 13 منطقة بالمملكة خلال العام المنصرم بتحقيق أثر كبير للعاملين في مناشط السياحة، وذلك عبر عوائدها التي تجاوزت 5 مليارات ريال، وفي الوقت الذي تتركز فيه أغلب الأنشطة الاقتصادية في المدن الرئيسية فإن السياحة تعد من أهم الأنشطة التي تثري المناطق اقتصاديا من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة السياحية في كل المناطق، وهي أنشطة تستفيد منها فئات المجتمع اقتصاديا، إما بشكل مباشر من خلال المشاركة في هذه الفعاليات أو استثمارها اقتصاديا من خلال البيع والشراء في المعارض المقامة في المهرجانات والتي تركز على الأسر المنتجة، كما أن هناك أثرا اقتصاديا غير مباشر يتحقق في تلك المناطق من الأنشطة السياحية من خلال زيادة حركة البيع والشراء من الزوار والسياح وتحريك الدورة الاقتصادية وزيادة دخل خدمات الفنادق والشقق المفروشة والمراكز التجارية ومحطات الوقود وغيرها. ويعكس التقرير الأخير الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة والآثار المهرجانات السياحية التي رعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار في صيف هذا العام الأثر الكبير الذي تحققه السياحة عبر عوائدها التي استفاد منها سكان المناطق التي أقيمت فيها هذه المهرجانات. وتشكل الفعاليات والمهرجانات السياحية عاملا اقتصاديا هاما يتضح أثره من خلال التوظيف المؤقت للمواطنين خصوصاً فئة الشباب، ونشر ثقافة التطوع، وإتاحة الفرصة للمواطنين الموجودين في المناطق لعرض وتسويق منتجات المناطق، إلى جانب أن هذه الفعاليات ساعدت في زيادة الطلب على المناطق وتشغيل منشآت الإيواء بها. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد أكد في تصريح صحفي على أن الفرص الوظيفية في القطاعات السياحية سوف تصل إلى المواطن في منطقته وموقعه وليس العكس. وجدد سموه التأكيد على أن قطاع السياحة سيكون من أهم وأكبر ثلاثة قطاعات منتجة لفرص العمل في مستقبل المملكة القريب إن شاء الله، مضيفا "تتميز فرص العمل السياحية على المستوى الأفقي من حيث انتشارها في المناطق والقرى والمحافظات وعدم اعتمادها على مدن صناعية أو اقتصادية، وعلى جميع المستويات العمودية التعليمية والتدريبية، من الشخص الذي يحمل شهادات عليا أو رجل الأعمال الذي يدير شركات ضخمة إلى الشخص أو امرأة أو رجل كبير أو صغير في السن ويعيش على حرفة صغيرة أو خدمة صغيرة أو صناعة مأكولات في قرية صغيرة، وهذا هو الفرق عندما تذهب فرص العمل إلى المواطن وليس أن يأتي المواطن ويبحث عن فرص العمل، ومن أكبر الخلل الذي نعمل على معالجته مع الانتشار الجامعات والكليات هو انتقال المواطنين من قراهم وبيئتهم إلى بيئات جديدة".