قال فرانسوا بايرو زعيم حزب "الحركة الديمقراطية" المنتمي إلى وسط اليمين الفرنسي إنه سيعلن ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري دورتها الأولى في شهر أبريل القادم. وجاء هذا التأكيد خلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزيون الفرنسية الأولى مساء أمس الأول الخميس. وينتظر أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن قرار الترشح بين الخامس والثامن من شهر ديسمبر المقبل. وتتوقع عمليات استطلاع الرأي اليوم لبايرو إمكانية الحصول على نسبة من أصوات الناخبين تتراوح بين خمسة وسبعة بالمائة. ولكن محليين سياسيين يرون أنه بإمكانه أن يحصل على نسبة أهم من هذه النسبة وأنه أصبح جزءا من المرشحين القادرين على خلط أوراق مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ينتظر مبدئيا أن يتنافس في دورتها الثانية كل من الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي باسم اليمين وفرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي باسم اليسار. بل إن بعض المحللين يرى أنه بإمكان بايرو التأثير حتى في نتائج الدورة الأولى لاسيما وأنه مرشح من طراز خاص. فهذه هي المرة الثالثة التي يترشح فيها بايرو للانتخابات الرئاسية. وكان قد ترشح لها لأول مرة عام ألفين واثنين وحصل في أعقاب الدورة الأولى على ستة فاصل ثمانية بالمائة من الأصوات. وفي عام ألفين وسبعة حصل في أعقاب الدورة الأولى على ثمانية عشر بالمائة من الأصوات. ومن خاصيات هذا المرشح أنه مقتنع اقتناعا كليا بأنه سيكون يوما ما رئيسا للجمهورية لأنه ظل دوما وسطيا في آرائه وأطروحاته ولأن مساعدة فرنسا على تسوية مشاكلها الداخلية والاضطلاع بدور هام في البناء الوحدوي الأوروبي أمر يمر أساسا حسب رأيه عبر قيادات قوية الشخصية تنتمي إلى الوسط وتكون مستقلة عن الأحزاب الكبرى. وفعلا أثبت الرجل أنه قادر على الثبات أمام حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني الحاكم الذي استطاع ابتلاع غالبية احزاب اليمين التقليدي عندما تأسس عام ألفين واثنين . وقد تخلى عن بايرو أغلب القياديين الذين ينتمون إلى وسط اليمين والتحقوا بالحزب الحاكم. وفشلوا كلهم تقريبا في فرض أنفسهم وأفكارهم على الحزب الحاكم . وهو مثلا حال جان لوي بورلو الذي كان يعتقد أنه قادر على توحيد صفوف غالبية الحركات المنتمية إلى وسط اليمين ويقودها إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولكنه فشل في هذا المسعى. وهو أيضا حال هرفي موران وزير الدفاع السابق والذي انشق عن بايرو والتحق بالحزب الحاكم. ولم ينجح هو الآخر في فرض أطروحات الوسط على حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية" . وينتظر أن يعلن ترشحه غدا الأحد إلى الانتخابات الرئاسية. ولكن استطلاعات الرأي تتوقع له حاليا نسبة من الأصوات لا تزيد عن واحد بالمائة. والملاحظ أن بايرو يبلغ اليوم الستين من العمر. وهو نائب في مجلس النواب وكاتب ومزارع. ومن أهم الكتب التي ألفها واحد عن سيرة هنري الرابع ملك فرنسا في نهاية القرن السادس عشر. وقد بيع من هذا الكتاب أكثر من سبع مائة ألف نسخة. واشترى بايرو بأموال حقوق التأليف من هذا الكتاب مزرعة لتربية الخيول الأصيلة .