يرى ديفندر وريكا كومار أن طفلين يكفيان. فبعد إنجابهما طفلهما الثاني وهو صبي أدرك الزوجان أنهما لا يستطيعان تحمل إنجاب المزيد. ويعزز قرارهما حقيقة أنهما سيحصلان على حوافز نقدية بالإضافة إلى فرصة للفوز بسيارة جديدة إذا ما توقفا نهائيا عن الإنجاب. ولذلك وجدت ريكا البالغة من العمر 24 عاما نفسها مؤخرا بين مجموعة تضم عددا من النساء بالإضافة إلى رجل واحد في بلدة بوهانا براجستان، كانت قد عقدت العزم على الخضوع لعمليات تعقيم مجانية لضمان عدم إنجاب المزيد من الأطفال. وعقب إجراء العملية يتلقى الشخص قسيمة تتيح له الاشتراك في سحب للفوز بجوائز تتراوح بين سيارة جديدة ودراجات نارية وخلاطات طعام. وقالت ريكا وهي تخرج دامعة العينين من غرفة العمليات،" لا ارغب في المزيد من الأطفال، لقد قررت الخضوع للجراحة لتسهيل تحقيق هذا الأمر." وتعاني الهند من تضخم سكاني وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن عدد سكانها سيزيد على عدد الصينيين بحلول عام 2050 حيث سيرتفع من 2و1 مليار حاليا إلى 5و1 مليار نسمة. وفي دولة تعاني من ضغوط هائلة على الثروات الطبيعية والفرص، خاصة في المدن المكتظة السكان، يحذر المراقبون من تحديات خطيرة ستنجم عن الزيادة السكانية. ومن الناحية الفنية، فان دفع مبالغ للناس للخضوع لعمليات التعقيم أمر غير مشروع. غير أن وزراة الصحة أسست مشروعا يتولى دفع المال للأشخاص الذين يخضعون للجراحة خاصة إذا لم تكن لهم مصادر دخل. فالرجل الذي يخضع لجراحة قطع القناة الدافقة يتلقى 1100 روبية (حوالي 100 ريال) بينما تحصل المرأة التي تجرى لها عملية التعقيم على مبلغ 600 روبية فقط. ويحصل الشخص الذي يجلب من يرغب في الخضوع للجراحة – ويسمى المحفِّزْ- مبلغ 200 روبية. ويقول سيتارام شارما، مفوض الصحة في مقاطعة جونجونو براجستان إن الولاية تهدف إلى تعقيم واحد بالمئة من السكان وأضاف،" خضع 10 آلاف شخص للجراحة في جونجونو وحدها في العام الماضي. ويصل الهدف المرصود لهذا العام إلى 21 ألفا." ويقول الطبيب سومير سينغ إن عملية تعقيم المرأة تستغرق 3 دقائق والرجل 7. وعلى الرغم من ضعف الوعي بتحديد النسل إلا أن الظروف المعيشية تدفع بالمزيد من الهنود إلى الخضوع للتعقيم. فارتفاع أسعار الأغذية والخضر والوقود جعل السكان يفكرون في حجم أسرهم. ومن هؤلاء سوريندر سينغ،57 عاما، من قرية بامانواز الذي اصطحب زوجة ابنه لتعقيمها. ويرى ابنه وزوجته انه لا حاجة لهما بالمزيد من الأطفال فوق طفليهما. واتت بهاتيري ديفي مع شقيقة زوجها ، التي كانت تتمدد على بطانية مفروشة على ممر خارج غرفة العمليات حيث كانت تفيق تدريجيا من آثار التخدير. وتضم العيادة غرفة إنعاش صغيرة للغاية ، الأمر الذي يستدعي أن ترقد النساء في الخارج إلى أن يفقن، وفي تلك الأثناء تقوم صديقاتهن أو قريباتهن بطرد الذباب عنهن بأطراف خُمرهن. وتقول ديفي وهي أم لخمسة أطفال،" عندما أنجبت أطفالي لم يكن القلق ينتابني حول إطعامهم. أما هذه الأيام فان أسعار الخضروات والسكر والإيجارات مرتفعة للغاية." ويحكي ديفندر كومار، الذي احضر زوجته للتعقيم، حكاية مماثلة عن القلق حول ارتفاع الأسعار وكيفية إطعام المزيد من الأفواه فوق البنت والابن الذين أنجباه. ويصر كومار على انه لم يسمع بالسحب على السيارة وبقية الجوائز إلا بعد وصوله المستشفى. وعندما سئل حول لماذا ستخضع زوجته للتعقيم دون أن يتم تعقيمه هو أيضا، أجاب قائلا انه سيعود لتجرى له الجراحة، وعندما قيل له انه لا داعي لذلك بعد أن يتم تعقيم زوجته، قال بإصرار،" من حقي أن يتم تعقيمي وان احصل على المال." وبعد خروج زوجته من غرفة الإنعاش تم مساعدتها على المشي وهي تترنح وصولا إلى السيارة التي أقلتهما إلى قريتهما. وأوضحت ريكا أنها اختارت التعقيم لأسباب عملية.غير أنها اعترفت بأنها تحمست أكثر باحتمال فوزها بإحدى الجوائز وقالت،" إذا كنت سأفوز فإنني أتمنى الفوز بالسيارة." نساء يتمددن خارج العيادة قبل أن يفقن من التخدير