على رغم أن الأنظار تتجه صوب عروس البحر الأحمر غبطة على ما حظيت به من امتيازات لم تحظ بها أي مدينة أخرى من مدن المملكة من موقع خلاب وتعدد أماكن المتنزهات التي توفر خدمات يندر توافرها في بقية المدن، إلا أن قاطنيها من فئة الدخل المحدود يتذمرون من وجود عوائق تحجب عنهم فرصة الاستمتاع بالأجواء الخارجية والإطلالة البحرية واحتساء بعض المشروبات الساخنة في بعض المقاهي في عطلة نهاية الأسبوع، والمتمثلة في ارتفاع الأسعار، إلى جانب إلزامهم على دفع ما يسمى بالحد الأدنى للطلبات والذي تختلف رسومه من مكان إلى مكان، إذ تتراوح الأسعار من 80 إلى 150 ريالاً على الشخص، وفرض رسوم دخول على بعض الأماكن الترفيهية. يقول محمد أحمد، وهو موظف حكومي يعول أسرة مكونة من زوجة وسبعة أطفال، إن عطلة آخر الأسبوع تحمّله أعباء مالية «وبات يصعب علي الخروج بهم إلى الترفيه بسبب الأسعار التي ترتفع خلال العطلة، إذ يجبر الفرد على دفع 100 ريال كحد أدنى على الشخص الواحد في غالبية الأماكن ما يجعلني أقف عاجزاً عن دفع مبلغ لا يقل عن 900 ريال ينعكس سلباً على موازنتي كوني من أصحاب الدخل المحدود». وطالب نائب رئيس لجنة الضيافة بالغرفة التجارية الصناعية في جدة درويش الخضراء في حديثه إلى «الحياة»، وزارتي السياحة والتجارة بالتدخل في الحد من ارتفاع أسعار المطاعم والمقاهي والمتنزهات والمنتجعات السياحية خلال مواسم العطل وإجازة آخر الأسبوع، ورفع رسوم الدخول والحد الأدنى للطلبات. ويقول الخضراء إن فرض الرسوم على الزوار يعد مسالة غير أخلاقية، لأنه يتسبب في عزوف الكثير من الناس عن المطاعم والمتنزهات والجلوس على الأرصفة وخصوصاً ارتفاعها في مواسم الرغبة في الترويح عن النفس كالأعياد وعطلة الأسبوع، مشيراً إلى أن أسعار المنتجعات السياحية تتضاعف من دون رقابة «إذ قد يلجأ البعض للسفر إلى إحدى المدن العربية القريبة كونها لا تصل كلفتها كلفة المصاريف التي يدفعها في الإقامة في المنتجعات». من جهته، يرى نائب رئيس اللجنة السياحية في جدة سعيد عسيري أن محدودية الفرص الاستثمارية في الواجهة البحرية الحالية ليست بمستوى التطلعات، مرجعاً السبب إلى التخطيط العمراني السابق مع بداية الثمانينات الميلادية في القرن الماضي، الذي ركز على المنظر من أجل الإبهار وفقد الجوهر وتجاهل النمو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في بعض المتنزهات والمطاعم. وأوضح عسيري ل «الحياة» أنه توجد خيارات مختلفة لمرتادي تلك الأماكن «على سبيل المثال أن يتولى منظمو الرحلات على الأقل حالياً تنظيم برامج نهاية الأسبوع بتقديم أسعار مجموعات لخدمات الطعام والترفيه على البحر، وقد تصل إلى خفض 50 في المئة، وبالتالي فإن المستثمر سيتفاعل من دون تردد مع البرامج وتقديم هذه الأسعار إذا ضمن إشغالاً مناسباً للمكان باكراً».