الحجاب ليس جزءاً من الثقافة الاجتماعية للمرأة السعودية بل هو جزء أكيد من ثوابت الدين الإسلامي، لن أدخل في جدلية غطاء الوجه فذلك امر اتركه للمختصين من علماء الدين القادرين على استيعاب الدين فعلاً وليس كما يريدون. حجاب المرأة السعودية حقيقة يمثل خصوصية سعودية نسائية ليس من حيث غطاء الوجه بل من حيث المفهوم.... بعضهن تصر على وضع الغطاء على وجهها وهي في تجمع نسائي بحت لا رجال فيه، بل ولا خوف من دخول الرجل لكون المبنى مغلق وخاص بالنساء فقط مثل البنوك النسائية أو العيادات الطبية أو أماكن انتظار النساء بل إن بعضهن تصر على الغطاء في حال حضورها لحفل مدارس بناتها...؟؟ هناك في المقابل فتيات يمارسن التبرج والغنج من خلال الحجاب ولكن بطريقتهن التي تثير الضحك حيناً والشفقة احياناً اخرى...... تلك الصغيرات يتفنن في انتقاء خيوط تزيين العباءة.... ويبدعن في رسم الزخارف عليها.... الى درجة انها تثير العين وتجعلك تحاول جاداً قراءة معاني الرسوم الجمالية وايضاً تحاول قراءة البعد النفسي لتلك الفتاة التي اصرت على رسم أفعى على عباءتها، بينما اخرى اعلنت وطنيتها من خلال رسوم السيف والنخلة ايضاً على العباءة فيما اصرت اخريات على ان يؤكدن ان العباءة السعودية يمكن ان تكون نوعاً من الفن السوريالي ولكن بمفهوم وإبداع سعودي وبفلسفة سعودية تؤكد أن مفهوم الحجاب عند الفتاة السعودية والمرأة السعودية تكوين اجتماعي اكثر من شرعي مع العلم ان اساسه شرعي قبل ان يكون اجتماعياً. المساحة التي تفصل بين تلك المرأة المتحجبة بين النساء وغير المتحجبة وسط الأسواق والأماكن العامة، تلك المساحة تؤكد ان فهم الأولى للحكمة من الحجاب خطأ والاخرى ايضاً تؤكد الفهم الخاطئ ولكن بطريقتها والنتيجة مشهد في خصوصية المجتمع السعودي في قطاعه النسائي.. الإشكال ان الفئتين تمثلان شريحة مهمة في المجتمع السعودي أي انهن نسبة غير قليلة في المجتمع السعودي وان كانت المتحجبة بين النساء تمثل اقلية الا انها موجودة اكثر في المؤسسات التعليمية حين الاستفسار عن بناتهن أو حين حضور الاحتفالات أي انهن يشاهدن الانشودة والمشهد التمثيلي وكلمة المديرة وغير ذلك وهن مغطيات لكامل الوجه فقط العيون متاح لها الاشراق عبر فتحات محددة كل ذلك وهن بين النساء والغريب انهن ايضاً يبقين على نفس الوضع حين يخرجن للأماكن العامة..؟؟ المساحة التي تفصل بين تلكما المرأتين يمكن من خلالها قراءة الكثير من التناقضات الاجتماعية السعودية ليس بين النساء فقط بل وايضاً بين الرجال حيث نصر جميعاً على ان نمارس تناقضاتنا في مجريات حياتنا الاجتماعية كل يوم دون ان نقترب من المواقع الاهم في سلوكياتنا اليومية خاصة السلبية وبالذات التي تنتشر على مستوى المجتمع مكتفين بملامسة مشاكلنا الاسهل ولابأس من طرح مشاكل لم نعد نعانيها بعمق أو خطورة لاننا لا نستطيع علانية ان نفتح الجروح الاجتماعية لخوفنا من مواجهة الحقيقة التي مازلنا نكتفي بنفيها أو عدم إعلانها من منطلق الخصوصية السعودية.