يضرب سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص، فقد كان عضدًا لأخوته من الملوك والأمراء ممن تعرضوا لمتاعب وأزمات صحية يرافقهم في رحلات علاجهم ويخفف ويرفع من معنوياتهم ويبقى بجوارهم مساندًا حتى لحظات الوداع الأخيرة. ويعتبر سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز العضيد الوفي لكل ملوك البلاد ورموزها منذ مرافقته للملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في مرضه، وكذلك الملك فهد -يرحمه الله- حتى مرافقته الطويلة للأمير سلطان -رحمه الله- حتى ظهور التأثر الواضح على قسمات وجهه في مراسم دفن جثمان الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، مما يدل دلالة واضحة على وفائه وإخلاصه وشيمه وأخلاقه الكريمة. فعندما اشتد المرض بالملك خالد -رحمه الله- اضطر للسفر غير مرة للعلاج خارج المملكة، وكان يرافقه في معظم الرحلات الأمير سلمان حتى وفاة الملك خالد عام 1402 في الطائف وانتقاله إلى جوار ربه. وكان وفاؤه للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- خلال سنوات مرضه أحد الشواهد على ما يتمتع به من نبل وإخاء ووفاء لا يمكن وصفه بكلمات أوعبارات، فقد بقى وفيًا له أنيسًا في وحشة المرض ونديمًا في راحته واطمئنانه حتى لحظات الوداع، واستطاع الأمير سلمان آنذاك أن ينظم استقبال رؤساء الدول وكبار مسؤوليها لحضور تشييع جثمان الملك الراحل ومواراة جثمانه الثرى. كما دفع وفاء وإخلاص سلمان إلى الوقوف بجانب أخيه سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- في حله وترحاله ليرافقه في رحلاته العلاجية ما بين الرياض ونيويورك ثم الرياض، فالأمير سلمان حفظه الله جدير بثقة إخوته وعكست مساندته لهم على الدوام كل معاني النبل والوفاء على امتداد السنوات الطويلة خففت كثيرًا من لوعة الألم ومعاناة المرض التي يحس بها المريض وهو يبحث عن أعز المقربين الذين ترتاح النفس لرؤيتهم. استمرت مرافقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأخيه سلطان -يرحمه الله- أكثر من عام في الرحلة العلاجية الأولى، كان البلسم لأخيه يخفف عنه آلام المرض بكل ما يستطيع، ثم رافقه في رحلته الثانية، وظل مساندًا له ولم يتركه حتى بعد وفاة حرمه الأميرة سلطانة السديري -رحمها الله- رفيقة دربه، فتلقى العزاء ثم عاد مرة أخرى رغم أحزانه إلى الولاياتالمتحدة ليبقى بجوار أخيه يسانده، حتى لحظة الفراق. ووفاء الأمير سلمان لأخوته ليس غريبًا عليه، فقد سطر كل معاني الحب والتفاني للرياض وأهلها حتى أصبحت مضرب المثل في التطور والنماء بالتزامن مع ما تشهده مناطق المملكة الأخرى من نهضة مماثلة. ظل الأمير سلمان قريبًا من الجميع يسأل عن أحوالهم ويتفقد أوضاعهم ويعود المرضى في المستشفيات في تواصل إنساني رائع وفى نموذج نادر من الوفاء.