لم تكن تلك القرارات الصادرة من لدن خادم الحرمين الشريفين مجرد شغل لمناصب كانت شاغرة، بل كانت أكثر من ذلك كله فهي تدوير للمناصب القيادية العليا والهامة في الدولة وتغيير في آليات العمل واستحداث لمناصب هامة في الحكومة.إن التغيير في علم الإدارة ركن أساس من أركان التطوير وهذا ما انتهجه حفظه الله منذ توليه زمام القيادة. فاستحداث هياكل إدارية بحجم وزارات ومؤسسات حكومية تُعنى بالوطن والمواطن كان شغله الشاغل وما القرارات الأخيرة إلاّ تكريس لجهوده أطال الله في عمره في التطوير والإصلاح.هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فلم تكن تلك الهامات المختارة لتسنم تلك المناصب هامات غير عادية، فقد كان بعض منهم ركنا أساسا وما يزال من أساس الحكومة، غير أن التغيير الذي يُعتبر سنة كونية قبل أن يكون منهجية إدارية دعا لذلك التغيير. إن وجود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مجلس الوزراء،إضافة إلى توليه حقيبة وزارية بحجم وزارة الدفاع وهو الضليع في شؤون الأسرة الحاكمة كما أنه ضليع في شؤون الأُسر السعودية كلها على حد سواء وقريب من شيوخ القبائل التي تُعتبر عنصراً هاماً في تركيبة المجتمع السعودي لهو أمر في غاية الأهمية لرجل يمتلك الخبرة الإدارية الطويلة.كما أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز خلفاً للأمير سلمان بن عبدالعزيز في إمارة منطقة الرياض هو الآخر كان قراراً حكيماً وصائباً إذ إن الأمير سطام يعرف جيداً أدق التفاصيل عن المنطقة كيف لا وهو الذي ظل نائباً للأمير سلمان طوال أكثر من أربعين عاماً. أيضاً تعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع هو الآخر يُعد قراراً في غاية الأهمية؛ إذ إن الأمير خالد يُعتبر أحد أبرز قادة حرب الخليج الثانية 1990م وهو الذي كان وراء الحملة العسكرية التي تمت في نوفمبر 2009م لتطهير جنوب المملكة من الحوثيين والتي لم تدم طويلاً إذ وفي فبراير من عام 2010م انسحب الحوثيون بعد أن تكبدوا خسائر بشرية ومالية كبيرة. ويعتبر الأمير خالد بن سلطان بدراسته بأعتى الكليات العسكرية الغربية وبخبرته الطويلة في شؤون الحرب يُعتبر مكسباً هاماً للوطن في هذا المنصب الهام خصوصاً مع الأحداث الحالية المضطربة في الشرق الأوسط. كما جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة الرياض هو الآخر في محله إذ إن خبرته في إمارات المناطق والتي استمدها من توليه منصب نائب أمير منطقة القصيم لفترة طويلة جعله الخيار الأنسب ليكون نائباً لأمير منطقة الرياض. أما تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً لولي العهد فهو الآخر قرار في غاية الأهمية لخبرته الإدارية الطويلة والمتعددة في شتى المناصب.. إذ كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية ثم سفيراً للمملكة في أسبانيا ثم مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الداخلية مما أهّله ليكون في هذا المنصب الهام والحساس. كما كان لتولي صاحب السمو الأمير/ فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود رئاسة هيئة الطيران المدني بُعد آخر لما يملكه من خبرة في الطيران المدني إبّان توليه منصب مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني وكذلك كونه نائباً لمجلس إدارة الهيئة قبل فصلها عن الوزارة والذي بدوره سيُساعد في تطويرها لخبرته في مجال الطيراني المدني. أخيراً هنيئاً للوطن بتلك القرارات وهنيئاً للوطن بتلك الهامات في مناصبها الجديدة. وهنيئاً لعجلة الإصلاح والتغير بهذه وتلك وإلى الأمام يا وطن الشموخ.. *وكيل جامعة شقراء للدراسات العليا والبحث العلمي والمشرف العام على الكليات الصحية بالجامعة