كفكفت بلادنا دموعها، وطوت الجناح على أحزانها بعد وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وبعد أيام قليلة توالت القرارات الملكية لتعلن للعالم أجمع أن الوطن أكبر من كل فرد ، وأن الأسرة الملكية ينطبق عليها قول الشاعر: إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول فبدءا باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ثم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع، تم شغل المنصبين الساميين بسلاسة ويسر بهرتا الأصدقاء وأذهلتا الأعداء، بعد أن كانت بعض الجهات تتحدث إما بإشفاق المحب أو بشماتة الكاره عن أن انتقالا كهذا لن يمر بسلام، أو أن الخلافات سوف تعصف بأركان الأسرة، ولذلك كان من الأهمية بمكان أن يظهر أعضاء هيئة البيعة متراصين متآلفين تشملهم قيادة عبدالله بن عبد العزيز وأبوته، ويوحدهم القسم الذي تعاهدوا فيه على الحفاظ على مصالح الدولة ووحدة الأسرة، ثم جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أميرا لمنطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائبا لوزير الدفاع مؤشرا على الثبات والاستمرارية، فالأميران عملا في إمارة الرياض ووزارة الدفاع سنوات طويلة، ووجودهما في هذين المنصبين سوف يدعم توافر الاستقرار والخبرة اللازمتين في موقعين من أكثر المواقع أهمية وحساسية، وبعد ذلك يأتي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيسا لديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائبا لأمير منطقة الرياض ليضخ إلى الموقعين خبرات جديدة وكفاءات متمرسة وقدرات حيوية تبشر بأداء متميز وتساعد المسئولين الرئيسين في هذين الموقعين على الاضطلاع بمهام أعمالهما بفعالية أكبر، وبذلك أعلنت هذه الأوامر عن انتقال سلس وفعال للقيادة في مواقع حساسة هامة من أعلى المواقع في الدولة. ومن ناحية أخرى جاءت بقية القرارات الملكية الأخرى لتعلن عن نقلة نوعية في الإدارة كان من أهم مجالاتها فصل الطيران عن الدفاع وهو مطلب كنت قد تعرضت إليه في أحد مقالات «أفكار للحوار» قبل بضع سنوات،وكذلك الحال بالنسبة لأنشطة أخرى ارتبطت بالدفاع لأنها ارتبطت بشخص الأمير سلطان بن عبد العزيز فأصبح الوقت ملائما لأن تحظى وزارة الدفاع باهتمام وزيرها دون أن تشاركها فيه اهتمامات أخرى.. . نقلتان هامتان في القيادة والإدارة أمر بهما خادم الحرمين الشريفين في عشية عيد الأضحى المبارك ليضفي على هذا العيد مسحة من الأمل والتفاؤل وإشراقة من النور والتجديد.. وكل عام وأنتم بخير.