في ثقافة الغرب التجارية والفنية لا يوجد شعور اسمه مناطقية أو إقليمية. الآن يجري الترويج للفيلم الكبير "السيدة الحديدية" الذي قامت ببطولته عن قصة حياة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ، الأميركية ميريل ستريب الفيلم وصفه النقاد الذين شاهدوه في عروض خاصة بأنه "رائع". و ثارت تساؤلات حول ما إذا كان من المناسب أن تقوم ممثلة أمريكية بأداء دور شخصية شامخة في السياسة البريطانية مثل مارجريت تاتشر، الفن لا حدود له والبحث عن النجاح لا تحكمه عقلية القرية. فيلم "السيدة الحديدية" سينزل دور العرض البريطانية في السادس من يناير/ كانون الثاني من العام القادم، وتقوم فيه ميريل ستريب بدور مارجريت تاتشر وهي سيدة مسنة تسترجع ذكريات الانتصارات والانكسارات في حياتها الحافلة، والثمن الذي دفعته من حياتها الشخصية وصحتها مقابل ما نجحت في تحقيقه. ومن المتوقع أن يصبح فيلم "السيدة الحديدية" مادة دسمة للإعلام في بريطانيا خلال الأسابيع القادمة، لأن مارجريت تاتشر لا تزال شخصية يحيط بها جدل كثير، وتتضارب بشأنها عواطف البريطانيين بين مناصرين يحبونها ويرون أنها أنجح من تولى قيادة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وبين كارهين يرون أن سياساتها الاقتصادية ربما كانت المسئولة عن التعثر الاقتصادي الذي تعاني منه بريطانيا حتى الآن. والممثلة ميريل ستريب الآن في الثانية والستين من العمر، وهي واحدة من أكثر ممثلات هوليوود تمتعا بالاحترام، وقد سبق لها الفوز مرتين بجائزة أوسكار. وأكدت الممثلة ستريب أنها بالرغم من أنها لا تتفق مع الكثير من سياسات تاتشر "ولكن أحست أنها كانت تؤمن بها وأن هذه الأفكار كانت وليدة اعتقاد صادق في أنها لصالح المجتمع". تسببت رسالة نصية تقول: "لقد ماتت تاتشر" وتتحدث عن نفوق هرة، بحدوث بلبلة دبلوماسية كبيرة في كندا وفي بريطانيا، إذ أسيء فهم النص عندما أعتُقد للوهلة الأولى أن المتوفاة المقصودة هي مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة. وظهر من التمحيص أن النافقة هي قطة وزير النقل الكندي واسمها "تاتشر". وبعد قراءتهم لنص رسالة بايرد، قام أشخاص معنيون بإبلاغ رئيس الوزراء الكندي المحافظ، ستيفن هاربر، بأن الليدي مارغريت تاتشر، البالغة من العمر 84 عاما، قد فارقت الحياة. إلا أنه تبين لاحقا أن الميتة لم تكن في الواقع سوى هرة بايرد، التي طالما أحبها كثيرا، فأطلق عليها اسم تاتشر، تيمنا ببطلته السياسية البارونة مارغريت تاتشر. ولم يقف الأمر هنا، بل انتشر الخبر في أوساط المشاركين في إحدى الفعاليات الكبيرة في تورنتو، حيث ساد المكان جو من الارتباك والتخبط، وعلا الوجوم وجوه الأشخاص 1700 ممن جاؤوا بلباسهم الرسمي للمشاركة في المهرجان. دقت أجراس الهواتف في كل من مقر رئيس الحكومة البريطاني، وقصر باكينجهام، أي قصر الملكة، حيث وقف المسئولون مشدوهين لا يعرفون بماذا يردون على استفسارات المتصلين بشأن صحة نبأ "وفاة البارونة تاتشر".