كشفت مصادر مطلعة في الأمانة العامة بمنظمة التعاون الإسلامي امس الخميس بأن اجتماعا سيعقد في واشنطن في 12 ديسمبر المقبل من شأنه أن يبحث سبل تطبيق قرار 16/18 الذي أقره مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف في مارس الماضي وأعدته المنظمة بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويستمر الاجتماع ثلاثة أيام، يبحث خلالها قرار 16/18 الذي يهدف إلى مكافحة التمييز الديني ويرتقب أن يشارك في الاجتماع ممثلون عن دول أعضاء في التعاون الإسلامي ودول غربية أخرى. في غضون ذلك صوتت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بالإجماع على قرار 16/18، الأربعاء فيما اعتبرته المصادر نجاحا إضافيا للقرار الذي لقي دعما مطلقا في مجلس حقوق الإنسان الدولي في مارس الماضي، ونوهت بأن الإجماع الدولي في الجمعية العامة على القرار يعكس اتساع دائرة الدعم له، وثقة المجتمع الدولي فيما يمكن أن يحققه. وذكرت المصادر أن دولا مثل أستراليا والبرازيل وتايلاند قد أكدت دعمها المطلق للقرار، كما قدم المبعوث الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي لدى الأممالمتحدة، أفق جوتشين، شرحا مفصلا للقرار في اجتماع لحوار الأديان عقد الأسبوع الجاري في مراكش بالمغرب، وأفاد جوتشين بأن المشاركين أبدوا دعما كبيرا للقرار الذي كانت قد أعلنت عنه التعاون الإسلامي في اجتماع ترأسه الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في اسطنبول يوليو الماضي. ويهدف القرار إلى القضاء على أسباب التمييز الديني وما يسفر عنه من كراهية وأعمال عنف كما يخدم على المدى البعيد حملة مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تنتشر في الغرب. وقالت المصادر إن اجتماع واشنطن الذي سيعقد على مستوى الخبراء سوف يحاول وضع الآليات القانونية لتطبيق قرار 16/18 وعدم الاكتفاء بطرحه للتصويت الدوري وذلك من أجل تمهيد الطريق لإيجاد تشريعات وطنية في الدول الأعضاء بالأممالمتحدة تعمل على الحد من التمييز الديني والإساءة الدينية التي تولد الكراهية وأعمال العنف. وقالت المصادر إن اجتماع واشنطن سيحاول التغلب على العقبات التي تحول دون تطبيق قرار 16/18، والمتمثلة بشكل أساسي في فهم مبدأ حرية التعبير، الذي تعتبره الدول الغربية مقدسا فيما تحاول المنظمة وضع أطر له تضمن عدم الإساءة للأديان أو النيل من المقدسات الدينية التي تفرز حالات عداء وتمييز في كثير من الدول الغربية والتي كان آخرها ما نشرته مجلة فرنسية من إساءة ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.