من أجل إطلالة مشرقة ووجه بلا تجاعيد ينفق الكثير من الأشخاص أموالا طائلة على كريمات باهظة التكاليف ، بل ويخضع بعضهم إلى عمليات تجميل على أمل إخفاء علامات السن من على وجوههم. لكن هناك دراسة حديثة أثبتت أنه يمكن للمرء أن يوفر على نفسه كل هذا العناء باتباع نصيحة واحدة ، آلا وهي: ابتسم لتبدو أصغر سنا. وخلص العلماء إلى نتيجة مفادها: "الضحك لا يجعلك تبدو أصغر سنا فقط ، لكنه يجعلك أكثر صحة أيضا لأنه يؤثر بشكل إيجابي على التنفس ، كما يحسن أداء الدورة الدموية ويقوي المناعة ويسهل الهضم ويجعلك سعيدا". وقد توصل إلى هذه النتيجة فريق من علماء النفس في جمعية "ماكس بلانك" للأبحاث العلمية في العاصمة الألمانية برلين ، وذلك بعد بحثهم عن العوامل التي من الممكن أن تؤثر على تقدير العمر الحقيقي للإنسان. وقال مانول فولكله المشرف على الدراسة في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني امس الأربعاء: "تعبيرات الوجه لديها تأثير جوهري على دقة تقدير العمر ، فالعمر يمكن تقديره بشكل سليم في الغالب من خلال تعبيرات الوجه المحايدة ، لكن تقدير عمر الأشخاص الذين يبدو عليهم السعادة غالبا ما يأتي أقل من عمرهم الحقيقي". وبرر العلماء النتيجة التي توصلوا إليها بأن الخطوط التي تظهر على الوجه خلال الضحك تجعل من الصعب تقدير عمر الشخص بشكل دقيق ، "فالأشخاص الباسمين يتمتعون في تلك الحالة بميزة تفوق الآخرين عندما يقوم شخص بتقدير أعمارهم ، حيث سيأتي التقدير في الغالب أقل من عمرهم الحقيقي ، كما أن الابتسامة يتم ربطها بالجاذبية وبالتالي تندرج تحت إطار الشباب". وفي إطار الدراسة قام العلماء بعرض أكثر من ألفي صورة ل171 رجلا وامرأة من أعمار مختلفة على 154 شخصا ، وطلبوا من هؤلاء الأشخاص تقدير عمر الرجال والنساء الموجودين في الصور. وتظهر الصور تعبيرات وجه مختلفة ، مثل الغضب والخوف والفرح والحزن والحيادية. وتبين للعلماء من خلال الدراسة أن قدرة الخاضعين للتجربة على تقدير العمر بدقة تراجعت مع الوقت ، كما أن كبار السن والبالغين الشباب كانوا أكثر دقة وأقل انحرافا في تقدير الأعمار مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. وبوجه عام وجد الخاضعون للتجربة صعوبة في تقدير عمر كبار السن في الصور بشكل دقيق ، كما جاءت تقديراتهم لعمر الوجوه النسائية عموما أقل من الرجال بثلاثة أعوام.