الحمد لله على قضاء الله وقدره، فوفاة الأمير سلطان حادثة مفجعة لكل من يعرف سلطان المملكة العربية السعودية لأنه رمز الكرم العربي والقائد الرشيد في الحرب والسلم سلطان الاقتصاد سلطان الخير سلطان المعرفة، ان رحيله أحدث جلبة وتساؤلات حول مستقبل المملكة لثقل مكانته والفراغ الذي تركه ولكن ولله الحمد السفينة السعودية ابحرت رغم العزاء والأسى بصدور قرارات شجاعة. في يوم مجيد هو 8/12/1432ه حيث صدر أمر خادم الحرمين الشريفين (وفقه الله) بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، ولاشك ان مثل هذه القرارات أوقفت هذه التكهنات والسيناريوهات والشائعات وعرف الجميع ان الاستقرار والأمن هو مطلب الجميع - لذا نهنئ أنفسنا ووطننا لهذه القرارات الاستراتيجية ذات الرؤية والرسالة والهدف الواضح الذي همه الوطن والمواطن لأنها بإذن الله تعزز الرخاء الذي نعيشه والعدل والتسامح الذي ننعم به. فالأمير نايف صاحب المواهب المتعددة ذو تميز وحكمة يشهد له جميع وزراء داخلية العرب فهو رجل دولة ومثقف دبلوماسي ورجل تاريخ وإعلام يهمه الرأي الصائب ويتبع نهج الآية الكريمة (ألا تزر وازرة وزر أخرى) (سورة النجم - آية 38) يبحث عن الكوادر ذات الكفاءة والفاعلية من جميع أنحاء المملكة ليخدم هذا الوطن ومن يعيش عليه، وهو شخصية قيادية يحترم ويُحترم، ركن مهم في أمن الدولة شاع بين الصغير والكبير والمقيم، لا تخف نايف موجود في الداخلية (وهنالك من القصص الكثيرة التي تثبت ما اقول). نعم ان الأمير نايف خريج مدرسة الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) والآن رفيق درب وعضد أخيه الملك عبدالله، ترأس الكثير من الوفود في الداخل وفي الخارج، الأمن همه أين ما كان يبدأ به وينتهي به، جدوله اليومي يزدحم بالزيارات الرسمية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية الكل يجد مطلبه والأمور تنتهي عنده، وبه تحسم كثير من المواضيع مهما بلغت بفكره وحكمته. إن وزارة الداخلية تعرف نايف ويعرفها نايف، رجل إصلاح وتطوير يطالب أمراء المناطق بالإصلاح والتطوير وحل أمور المواطن والمقيم لأنه أعطاهم الصلاحيات التامة في حل الأمور وخدمة المراجع. إن وجود سموه الآن ولياً للعهد ونائباً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية في هذه الظروف يعكس أهمية وعزيمة هذا الرجل الذي أعطى جل همه للأمن أحب رجال الأمن وأحبوه. ويجب أن لا نغفل ان الخبرة التي يمتلكها سموه وانفتاحه على العصر يؤمن بالفكر الأمني والأمن الفكري، الثوابت عنده مهمة نابعة من عقيدة إسلامية صحيحة، رضا ربه أول اهتماماته يستشير العلماء ويحترم رأيهم، بهذا الفكر إن شاء الله سوف يظهر لنا الخير الكثير ويختصر الوقت في أمور كثيرة ويلمس الجميع مستقبلاً زاهراً بإذن الله، ولأن الله ائتمن هذه القيادة على أطهر بقعتين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وهذا مؤشر بإذن الله على رضا الله سبحانه وتعالى على مؤسس هذه الدولة وأبنائه من بعده. وهنا لا يسعنا إلا ان نبارك لسموه ونجدد ونوثق البيعة له، وأن يكون سنداً لخادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) وندعو له بظهر الغيب ولكل مسؤول في هذا الوطن الغالي بالتوفيق والنجاح. هذا وآخر دعوانا ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.