أكد الرئيس الامريكي جورج بوش فور انتخابه لولاية رئاسية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر، عزمه على استثمار رصيده السياسي، غير ان العقبات التي وضعها الكونغرس على طريقه تعيق مبادراته. فالنكسات تتراكم امام الرئيس الجمهوري بعد ان تأخر تعيين مرشحه لمنصب المندوب لدى الاممالمتحدة جون بولتن والتهديد بفرض فيتو رئاسي على اقتراح قانون حول خلايا المنشأ واستمرار الجدل حول اصلاح نظام التقاعد. والمثير للدهشة في الامر ان حزب بوش الجمهوري يسيطر على مجلسي النواب والشيوخ فيما بدت المعارضة الديموقراطية قبل ستة اشهر فقط محبطة بعد هزيمة مرشحها للرئاسة جون كيري. وقال ستيفن هيس خبير التاريخ الرئاسي في مؤسسة بروكينغز في واشنطن ان «الرئاسة في ولاية ثانية اشبه بعد عكسي لكن ما يدهشني هو انه يجري بهذه السرعة». وتراجع معدل شعبية جورج بوش الى 46٪ ووحدها حربه ضد الارهاب لا تزال تحظى باستحسان غالبية من الامريكيين. وتمكن الديموقراطيون من تأجيل التصويت حول تعيين بولتن المحافظ المتشدد حتى السابع من حزيران/يونيو. كما صوت مجلس النواب على اقتراح قانون حول زيادة التمويل الفدرالي للبحوث العلمية حول خلايا المنشأ فيما يهدد بوش بفرض فيتو رئاسي على الامر متذرعا بحماية حياة الاجنة. ويقابل اصلاح نظام التقاعد الفدرالي الذي اعتبره الرئيس من اولويات ولايته الرئاسية الثانية، بفتور كبير في الكونغرس حتى في صفوف الجمهوريين. ورأى ستيفن هيس انه «ثمة في الوقت نفسه مشكلات حقيقية كثيرة يواجهها المواطنون تبقى مهملة مثل سعر البنزين وزيادة معدلات الفائدة على القروض العقارية، وهذا تحديدا ما يجدر بالرؤساء معالجته وليس المشكلات التي ستطرح بعد عشرين سنة». ويبقى نصف الانتصار الوحيد الذي حققه الرئيس الامريكي التسوية بشأن تعيين قضاة في محاكم الاستئناف الفدرالية بعد ان عرقل الديموقراطيون في الكونغرس هذه المبادرة من خلال مناورات اجرائية. ومن المتوقع ان يصادق مجلس الشيوخ على تعيين ثلاثة الى خمسة من هؤلاء القضاة فيما يؤجل الى اجل غير مسمى تعيين الآخرين وهم الاكثر تشددا بين القضاة المحافظين. ومن المحتمل ان يؤدي هذا الاتفاق الى تسوية مماثلة بالنسبة لتعيين قضاة في المحكمة العليا، الهيئة الاساسية في النظام السياسي الامريكي، خلفا لقضاة يتوقع رحيلهم خلال السنتين المقبلتين. ويبقي النواب الجمهوريون نصب اعينهم الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 لتبديل جميع اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ. وتمارس المجموعات المسيحية المحافظة ضغوطا كبيرة على النواب الجمهوريين مطالبة بضمانات وتعهدات لمنحهم دعمها. غير ان الجدل القائم حول خلايا المنشأ ادى الى بروز عناصر اخرى يظهر جليا انها باغتت البيت الابيض. وقال ستيفن هيس «ان الامر غريب جدا. فكان يتحتم الاخذ في الحسبان التاريخ الطبي لعائلة كل من اعضاء الكونغرس لتوقع نتيجة التصويت لانهم صوتوا فعلا بموجب معايير شخصية». وكانت نانسي ريغان ارملة الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان، احد ابرز شخصيات الحزب الجمهوري الذي توفي عام 2004 بعد اصابته بمرض الزهايمر، وجهت انتقادات الى بوش خلال الحملة الانتخابية حول هذا الموضوع. وطلبت من الرئيس الامريكي تليين موقفه وزيادة حجم التمويل الفدرالي للابحاث حول خلايا المنشأ. وتمكن بوش من منع تحول هذا الموضوع الى رهان كبير في الحملة الانتخابية لكنه لم يتوصل الى تجنب طرحه مجددا منذ بداية ولايته الثانية.