في اطار مواصلة اللقاءات والحوارات مع الفصائل الفلسطينية عقد امس الوفد الامني المصري برئاسة اللواء مصطفى البحيري لقاء مع قادة حركة الجهاد الاسلامي في مدينة غزة ضم كلاً من الدكتور محمد الهندي وعبد الله الشامي ونافذ عزام وإبراهيم النجار وذلك في مركز فلسطين للدراسات والبحوث بمدينة غزة. وقال الدكتور محمد الهندي أن اللقاء جاء قبيل مغادرة الوفد الأمني المصري الأراضي الفلسطينية امس حيث تم تدارس الوضع ووضع قادة حركة الجهاد الإسلامي في صورة الاتفاق النهائي . واوضح ان اللقاء جاء لاستكمال الجهود المبذولة من الحركة، مبينا انه جاء بطلب من الوفد المصري وتخلله نقاش حول الاتفاق الذي ابرم بين حركتي (حماس) و(فتح) في غزة الليلة قبل الماضية، موضحا ان الوفد المصري نجح إلى حد ما في احتواء الأزمة القائمة بين الطرفين والتي نتجت في أعقاب نتائج الانتخابات البلدية في مرحلته الثانية وهو مرتاح جدا لوضع حل للمشكلة . وأشار الهندي انه خلال اللقاء تم استعراض لكافة بنود البيان، مشيرا أن الوفد الأمني المصري ثمن عاليا دور حركة الجهاد الإسلامي الداعي إلى الوحدة ونبذ الخلاف وقدم شكره لجهود الحركة التي ساهمت في الوساطة بين الجانبين. وأكد القيادي في الجهاد «أن شعبنا كان وسيبقى موحدا في خندق المقاومة ضد الاحتلال، مؤكدا أن ما جرى كان طارئا على شعبنا، موضحا أن فصائل المقاومة الفلسطينية حافظت على الوحدة الوطنية منذ مئات السنين وأفشلت مخططات صهيونية كبيرة من قبل وتمكنت بفضل الله من تجاوز الأزمة». واكد د. الهندي ان حركته قدمت رؤية من شقين لحل النزاع تتمثل في نزع فتيل التوتر ووقف اشكال التحريض والاتهامات الشخصية وتشكيل لجنة وطنية مقبولة من جميع الأطراف لمراقبة الانتخابات وتكون ضمانة لعدم التزوير في أي منها. واكد ان حركة الجهاد الإسلامي قدمت شكرها للجهود المصرية في تطويق المشكلة وثمنت الدور المصري عاليا . من جانبه اكد الشيخ نافذ عزام «أن شعبنا الفلسطيني شعب معطاء ومتماسك ويدرك جيدا ان المرحلة اكبر من الخلافات هنا او هناك»، موضحا ان «الاحتلال يستهدف كافة أبناء شعبنا دون استثناء وعلى الجميع الانتباه أن الاحتلال لم ينتهي ومن المبكر قطف ثمار المقاومة والانتفاضة والاقتتال فيما بننا» . واكد أن الانتخابات البلدية ليست الهم الكبير لنا كفلسطينيين وسط القضايا المهمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية من تهويد وتسويف من قبل البعض . وتوجه الشيخ عزام بالدعوة للفصائل ان تجتمع على خيار المقاومة والانتفاضة وليس على خيارات وهمية وزائلة ولا تجدي نفعا امام الملفات الكبيرة مثل اللاجئين والاستيطان وتهويد القدس وما تتعرض له المدينة من تهويد . وكان الوفد المصري تمكن مساء اول من امس وقبيل مغادرته قطاع غزة من احتواء الازمة بين حركتي (حماس) و(فتح) في اعقاب نتائج الانتخابات المحلية التي جرت قبل اسبوعين في قطاع غزة والضفة الغربية. وعقد كل من اسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحركة حماس وعبد الله الافرنجي مسؤول مكتب التعبئة والتنظيم لحركة (فتح) مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام لقاء مطول استمر نحو اربع ساعات ضم مسؤولين من الحركتين عقد في فندق بيتش على شاطئ بحر غزة بدعوة من الوفد الامني المصري. وأكدت حركتا (حماس) و(فتح) انه تم الاتفاق على جدول اعمال ينهي كافة قضايا الخلاف بين الطرفين فيما يتعلق بنتائج الانتخابات المحلية التي جرت قبل اسبوعين في قطاع غزة والضفة الغربية. وتلا اسماعيل هنية البيان المشترك للحركتين وقال «اتفق كل من الاخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والاخوة في حركة المقاومة الاسلامية حماس على الاستمرار في ترسيخ الوحدة الوطنية واعتماد لغة الحوار الاخوي البناء كأساس وحيد لحل كافة الاشكالات والاختلافات التي تعترضنا والعمل على ازالة مظاهر الاحتقان والتوتر وتعزيز مبدأ الشراكة القائمة على التعددية السياسية». وقال «بهدف استمرار العملية الديمقراطية شفافة ونزيهة وضع الطرفان جدول اعمال يتناول كافة القضايا الخلافية وتم الاتفاق على آلية لتحقيق ذلك وسوف تباشر الحركتان وبمشاركة القوى والفصائل في وضع الضوابط الآليات التي تكفل تحقيق ما سبق». واضاف «تتوجه الحركتان بجزيل الشكر والتقدير للاخوة في جمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا ونخص بالشكر والعرفان الاخوة اعضاء الوفد المصري الذي كان لمجهوداته الاثر الطيب في تحقيق الهدف النبيل الذي سعى اليه الجميع». وفي تعليقه على موقف حركته من المشاركة في جولة الاعادة الجزئية للانتخابات المحلية في رفح وبيت لاهيا والبريج قال هنية «حماس اتخذت قرارا بالحوار مع الاخوة في فتح وهناك جدول اعمال تناول العملية الانتخابية» واضاف «نحن قررنا آلية واضحة للحوار حول هذا الجدول وكلنا ثقة وامل كبير في ان نصل الى تفاهم ليضع حلا لكل نقاط الخلاف». واكد هنية الاتفاق على اشياء كثيرة خلال اللقاء قائلا « اتفقنا على اشياء كثيرة على جدول اعمال وآليات وقضايا تفصيلية لم نشأ الحديث فيها على الاعلام لتوفير الظروف المناسبة، اليوم استكمال لجولة الامس واسست لما اتفقنا عليه اليوم واتفقنا على قضايا لمصلحة شعبنا وتكون الديمقراطية شفافة ونزيهة ويطمئن شعبنا على العملية برمتها». من جانبه قال عبد الله الافرنجي «لقد اتفقنا ان نكثف جهودنا ونستمر في الحوارات على ارضية الحوار الاخوي وتعميق الحوارات ونأمل ان نصل الى حل لكل هذه المشاكل كي نستطيع ان نجري اعادة الانتخابات بشكل يرضي شعبنا وضميرنا والمصلحة الوطنية. واضاف «الاخوة في حماس لهم ملاحظات ونحن لنا ملاحظات وتناقشنا واتفقنا ان نعمق النقاش حولها وسنقوم بتشكيل لجنة لدراسة كافة هذه الملاحظات واتفقنا ان لا نطرحها للنقاش امام الاعلام لاننا لا نريد ان نغوص في المشاكل قبل ان نحاول حلها بشكل جذري، ونتمنى ان نقف امام الاعلام ولدينا اجابات أكثر وضوحا. وعلى الصعيد الميداني استشهد في ساعة مبكرة من فجر امس السبت شاب فلسطيني واصيب اثنان آخران بجراح اثر انفجار غامض بالقرب من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وذكرت مصادر طبية ان الشاب بكر مصطفى حمودة (23 عاماً) استشهد جراء انفجار غامض قرب الحدود الفاصلة بين بلدة بيت حانون والاراضي المحتلة عام 48 يعتقد أن يكون الانفجار من مخلفات قوات الاحتلال، كما اصيب اثنان آخران جراء الانفجار تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج. على صعيد آخر انفجرت مساء اول من امس عبوة ناسفة بالقرب من ناقلة جند اسرائيلية مدرّعة في قطاع غزة، كما عثرت قوات الاحتلال على عبوة أخرى بالقرب من السياج الإلكتروني المحيط بالقطاع. وذكرت مصادر أمنية اسرائيلية أن العبوة انفجرت بالقرب من ممرّ العمّال على حاجز «إيرز» في قطاع غزة ولم تقع إصابات. واشارت المصادر ذاتها أنّ المنطقة من المفروض أنْ تكون تحت حراسة الشرطة الفلسطينية، فيما اعتبرت أجهزة الأمن الاسرائيلية أنّ الحادث هو «عملية إرهابية» وأنّ (إسرائيل) تدرس الردّ عليها. كما عثرت قوات الاحتلال على عبوةٍ أخرى تزن 48 كيلوغراماً بالقرب من السياج الإلكتروني في مركز قطاع غزة، وقام خبراء المتفجّرات بتفكيكها دون وقوع أية أضرار.