ضمن تغريداته القليلة في شجرة "تويتر" كتب نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي النصر الأمير طلال بن بدر يقول: "آمل من الجماهير والإعلاميين النصراويين عدم الانجراف خلف بعض طالبي الشهرة الذين يحاولون الإساءة لنادينا ليحظوا بجماهيرية يفتقدونها في أنديتهم، حتى لو كانت جماهيرية، فالمثل يقول "الحقران يقطع المصران"، وتأكدوا بأننا سنشكوا كل مسيء للجهات المختصة بدون وصوله لهدفه". تغريدة الأمير طلال وإن لم تكن مستغربة من حيث المضمون، باعتبارها تكرس لطبيعة الخطاب النصراوي القديم الذي ما فتيء يقوم على مخاصمة الآخر غير النصراوي، والتسويق الدائم لنظرية المؤامرة ضد كل ما هو "أصفر"؛ لكنها مستغربة من حيث الشكل والآلية؛ إذ إنها تأتي هذه المرة عبر "تويتر"، والذي يعتبر أحد أهم مفاصل الإعلام الجديد الذي يقوم على التفاعلية بين طرفي الخطاب الإعلامي، الذي لا يمكن الركون فيه على الإرسال دون الاستقبال، كما في وسائل الإعلام القديم كالصحافة الورقية والتلفزيون؛ ولذلك فالمرسل عبر الإعلام الجديد لابد وأن يفكر في الاستقبال مرتين قبل أن يقوم بأي عملية إرسال. المستغرب أيضاً في تغريدة نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف النصراوية أنها تأتي محذرة من الانجراف خلف طالبي الشهرة الراغبين في الإساءة للنصر بحسب تغريدته، في وقت يعيش فيه النصر أسوأ أوضاعه الفنية والنتائجية، ما يجعل طالبي الشهرة الذين عناهم الأمير طلال بمنأى عن النادي، الذي لم يعد اليوم يلبي أدنى متطلبات الشهرة حتى للنصراويين أنفسهم، فضلاً عن غيرهم، وهو ما يوحي بأن الهدف من تلك التغريدة أبعد من مجرد تحذير عابر، وذلك فلا أستبعد أن تكون تلك التغريدة تكتيكاً إعلامياً؛ يهدف لصرف الجماهير عن واقع النادي الذي يعيش وضعاً مأزوماً على غير صعيد، وذلك باصطناع عدوٌ متوهم بغية تحشيد الأنصار حول النادي. مفاعيل الإعلام الجديد على "تغريدة" الأمير طلال بن بدر جاءت متوقعة؛ إذ في الوقت الذي لم تنسجم تغريدته مع متطلبات هذا الإعلام المباشر، فقد جاءت تغريدات التابعين لحسابه "الفلورز" كما ينبغي أن تكون، ليس من المناوئين للنصر أو طالبي الشهرة كما أسماهم، بل من النصراويين أنفسهم، فأحدهم ردّ يقول : "ما شفنا غير الوعود والحكي يا أمير أما الأفعال يفتح الله"، وردّ ثانٍ :" بلانا منا وفينا يا بو بدر"، في حين كتب ثالث: "الآن الادارة النصراوية تطلب الجمهور بعدم السماع للإعلاميين، أين الإدارة في بداية الموسم لم تستمع لجمهورها؟ بل كابرت وما تزال". تلك التعليقات لا تعني عدم وجود مغردين انسجموا مع تغريدة الأمير طلال؛ ولكن الواقع يكشف بأن ثمة متغيرات حادثة في التعاطي الإعلامي تجعل التماهي مع الآليات القديمة للخطاب النصراوي الرسمي مستحيلة؛ وهو ما لم يدركه غالبية أصحاب القرار في البيت النصراوي بعد، وليس الأمير طلال وحده، إذ يخاطبون الجيل الجديد بأدوات الإعلام القديم، وهو ما جعلهم بعيدين عن الحراك الجماهيري، وبالتالي فلم يعد من السهولة أن تمر أي تكتيكات أو مناورات إعلامية على الجمهور الذي بات على مستوى من الوعي؛ بحيث لا تنطلي عليه أي محاولات للقفز على الحقيقة، التي لا زالت مغيبة داخل أسوار النادي الكبير.