التخطيط السليم المبني على أسس علمية ودراسات ميدانية مكثفة والدقة في التنفيذ والتفاني والاخلاص في الأداء والجهود الكبيرة والجبارة والمضنية والمتواصلة التي بذلت منذٌ بداية الموسم كل تلك العوامل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى كانت وراء النجاح الكبير الذي تحقق لموسم حج هذا العام، حيث كان حجاً مثالياً بكافة المقاييس. ولم يكن ذلك النجاح ضربة حظ او صدفة عابرة بل للجهود التي بذلت من كافة الجهات المعنية لخدمة الحجاج وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وبمتابعة ميدانية من نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وأمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. ومما لاشك فيه ان الخبرات التراكمية والطويلة التي اكتسبتها الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن اوجدت لديها رصيد معلوماتي مميز مكنها من ادارة حركة الحجيج بأمن وأمان وبكل يسر وسهولة. وكل متابع يدرك تماماً أن لمنشأة الجمرات العملاقة التي كلفت مليارات الريالات دورا كبيرا وبارزا وهاما في تمكين الحجاج من رمي الجمار بكل يسر وسهولة عبر أدواره المتعددة وبسبب تعدد مداخل المنشأة ومخارجها التي لا يتقابل فيها الحجاج ليحدث بينهم تدافع أو تزاحم. مشاريع عملاقة سهلت الرحلة الإيمانية.. وأهالي مكة تنافسوا على خدمة الحجيج وان كان ضيوف الرحمن قد بدأوا في مغادرة أراضي المملكة فان هناك الكثير من النجاحات الرائعة المحققة خلال موسم حج هذا العام والتي تفخر بها المملكة حكومة وشعبا وقد رسخت في أذهان ضيوف الرحمن محملة بذكريات جميلة ورائعة لا تنسى عن رحلة ايمانية لامثيل لها في حياة المسلم من أي بقاع الأرض، وذلك في ظل التسهيلات التي قدمت لهم. ولقد جندت كافة الطاقات ووفرت كافة الأمكانيات ليؤدوا ضيوف الرحمن مناسكهم بكل يسر وسهولة بدء من وصولهم لأراضي المملكة عبر منافذها البرية والبحرية والجوية حتى عودتهم من تلك المنافذ عائدين إلى أوطانهم محملين بذكريات لاتنسى من مجريات أجمل رحلة كونية يقوم بها المسلم في حياته. وقد سجلت عدسة "الرياض" خلال تواجدها في المشاعر المقدسة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث سعت كافة القطاعات الحكومية والأهلية إلى وضع خططها وبرامجها بشكل يضمن إيصال تلك الخدمة لضيوف الرحمن والتفاني في ذلك. أحد رجال الأمن يرشد أحد الحجاج فالأمن وان كان هدفا أوليا تسعى الدولة لتوفيره لضيوف الرحمن فقد تمثل بشكل وأضح في انتشار رجال الأمن بالطرقات من خلال مشاركة نحو عشرات الآلاف من رجال الأمن وتركزت أهدافهم الأساسية في توفير الأمن والأمان لضيوف الرحمن. ولم يكن رجال الأمن وحدهم الساعين لخدمة ضيوف الرحمن فهناك أفراد آخرون سعوا لنيل شرف خدمة الحجيج من خلال توفير وسائل السلامة لهم داخل مخيماتهم إذ انتشر أفراد الدفاع المدني لا لإطفاء حريق أو إنقاذ محتجز أو غريق لكنهم سعوا لإيجاد السلامة أولا لضيوف الرحمن من خلال استعانتهم بأحدث الوسائل التقنية في مجال السلامة. وتمكن أفراد الدفاع المدني كغيرهم من العاملين بخدمات الحجاج لإيصال رسالتهم الخدمية لكل من ارتدى الإزار الأبيض ودخل المشاعر المقدسة ملبيا نداء الحق تبارك وتعالى لبيك اللهم لبيك. وإذا كان العسكريون من رجال الأمن العام والطوارئ الخاصة والدفاع المدني والحرس الوطني والخدمات الطبية بوزارة الدفاع والطيران قد رسموا بخدماتهم نموذجا صادقا لحرص الدولة على خدمة ضيوف الرحمن ونموذجاً رائعاً في الأداء. فان لوزارة الصحة ممثلة في من حملوا مسكن الألم وضماد الجراح دورا بارزا في خدمة الحجيج سواء كانوا في المستشفيات التي جهزت بإحدث المعدات والأجهزة الطبية و المراكز الصحية المنتشرة في المشاعر المقدسة. وكان لأفراد هيئة الهلال الأحمر السعودي التي انتشرت مراكزها بكافة أنحاء المشاعر المقدسة وزودت بسيارات مجهزة طبيا دور بارز في خدمة ضيوف الرحمن . ولا يغيب دور جمعية الكشافة العربية السعودية التي سعت من خلال منسوبيها إلى إيصال الحجاج التائهين إلى مخيماتهم بالمشاعر المقدسة وأرشادهم إلي مخيماتهم. وفي مقابل كل جهد بذل فان وزارة الحج كجهة إشرافية على قطاعات النقابة العامة للسيارات ومؤسسات الطوافة كان تواجدها أكثر لإيصال الخدمة مباشرة للحاج وبشكل أكثر تنظيما وأمانا. وكان لفرق لجان المراقبة والمتابعة الميدانية بوزارة الحج إضافة إلى التنظيمات الجديدة لتفويج الحجاج لجسر الجمرات التي أكدت في موسم حج هذا العام أن الارتقاء بالخدمة يمكن الوصول إليه متى ما توفرت الإرادة الصادقة والتي أبرزها العاملون بمؤسسات الطوافة الأهلية بعملهم الصادق تجاه ضيوف الرحمن وتجاوبهم مع نداءات الوزارة التي كل مامن شأنها راحة ضيوف الرحمن . تنظيم عال في محطات قطار المشاعر واذا كانت خطة السير قد نجحت فالمشاعر المقدسة ففي مكةالمكرمة تفانى رجال المرور بالعاصمة المقدسة في تنفيذ الخطط الموضوعه التي من شأنها تسهيل حركة التنقل من مشعر منى الي المسجد الحرام والمغدرة الي خارج مكةالمكرمة حيث نفر من ضيوف الرحمن مايقارب 80% دون العودة الي مشعر منى ووفق ما أكده مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد مشعل بن مساعد المغربي فإنه قد تم تحويل طريق الملك عبدالعزيز باتجاه واحد الي الحرم في كامل مساراته من نقطة محبس الجن اتجاه المسجد الحرام إلى نهاية نفق السوق الصغير. ولقد ساهمت تلك التغيرات على الحركة في انسيابية الحركة المرورية قياسًا بالأعوام السابقة، من مشعر منى الي الحرم ومن ثم الى خارج المنطقة المركزية.