سجل قطار المشاعر وجسر الجمرات الجديد نجاحا باهراً في نقل وتيسير حركة حجاج بيت الله الحرام، حيث كان قطار المشاعر والذي دخل الخدمة في هذا العام بكامل طاقته التشغيلية دورا كبيرا في اختصار الزمن وتقصير المسافة امام حركة تنقلات الحجاج بين المشاعر المقدسة بشكل عام وبين انتقال الحجاج من مخيماتهم الى جسر الجمرات طيلة ايام التشريق بشكل مستمر، حيث إن عددا من القطارات دخلت الخدمة هذا العام إضافة إلى أن كل قطار يحتوي على 12 مقطورة، وأن كل مقطورة قادرة على استيعاب نحو 150 راكبا. ويأتي مشروع منشأة جسر الجمرات العملاقة والتي تم الانتهاء منها بالكامل في هذا كأحد أهم المشاريع التي شهدتها المشاعر المقدسة طيلة الفترة الماضية والذي كان له الدور البارز في توفير الأمن والأمان امام ضيوف الرحمن اثناء رميهم للجمار، وحيث تم تركيب نظام الرش الآلي لتلطيف الأجواء، حيث تم تنفيذ المشروع على خمس مراحل بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 4,2 مليارات ريال، ويتكون من أربعة طوابق إضافةً إلى الدور الأرضي، ويستوعب قرابة أربعة ملايين حاج، وتم تطوير ساحات كبيرة في منطقة الجمرات تستوعب مئات الآلاف من الحجاج، وكذلك إيجاد نظام آلي لتنظيف الساحات وإيجاد نظام نقل ترددي بالقطارات ينقل الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات ومنها وقت النفرة إلى الحرم المكي الشريف، مع ربط هذا الجسر بمخيمات الحجاج على سفوح جبال منى وإنشاء عيادات طبية ومصاعد إلكترونية إضافةً إلى (12) نقطة للدخول ومثلها للخروج وربطها بالمخيمات عن طريق جسور معلقة. ويجسد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الرعاية والاهتمام اللذين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار بما يمكنهم من أداء مناسكهم في أيسر السبل وأفضلها وبما يحفظ لهم سلامتهم. وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية، وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر، مع ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات واستعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحة.