أن تفقد أمة رجلاً بوزن سلطان بن عبدالعزيز لا شك حدث جلل .. تتعطل معه لغة الكلام وتعجز الأقلام .. ذلك لأنه كان رحمه الله رجلا استثنائياً بكل ما تعنية الكلمة .. ان الحزن الذي عم بموته يندر ان يحدث .. فقد عم كل الأفراد والأسر .. ولف كل المدن والقرى والهجر .. ولم يقتصر على المملكة بل تجاوزها لتجد له أثراً في كل البلاد العربية والإسلامية .. بل وكل دول العالم .. قلما يحدث ذلك.. لأنه رحمه الله كان قامة في كل شيء وليس في ذلك مبالغة.. لقد أحدثت وفاته ردود فعل مؤثرة تعكس مدى الخسارة الكبيرة التي أصابت العالم العربي والإسلامي الذي فقد عنصرا عربيا اسلاميا له حضوره القوي على مدى مساحة العالم .. وكانت له أيادٍ بيضاء في لم الشمل العربي وتعزيز الدفاع الخليجي ودعم الصمود ضد العدو الصهيوني. وكان رحمه الله شخصية متميزة شاركت في الحركة السياسية العربية والعالمية لفترة طويلة وكان بشهادة الساسة والقادة صاحب رؤية سياسية إستراتيجية ثاقبة ودور لا ينسى في مسيرة المملكة وفي المسيرة العربية والعالمية.. وإن إسهامات سموه في ازدهار وتنمية المملكة ستظل منحوته في الذاكرة أبد الآبدين فقد كان عضد الملوك بعد مؤسس هذه البلاد .. خطط وشارك وعمل وسهر في كل المجالات دون استثناء وكانت له بصمة واضحة أينما بحثت في ملحمة صنع مجد هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية .. كان سلطان بن عبدالعزيز من أكثر الناس عطاء وأوسعهم يدا وأكرمهم نفسا وأحبهم إلى الناس خلقاً .. فهو شخصية برزت فيها أصالة الإنسان المسلم الذي يهفو قلبه إلى طاعة ربه وامتثال أوامر نبيه وترجم ذلك في الواقع على شكل ما جرى ويجري على يديه من أعمال البر وعون المحتاجين ومسح دموع الأرامل والثكالى ورعاية اليتامى والإحسان للفقراء وأهل الحاجة والمعوزين .. فكان سجله وسيظل حافلا بأعمال الخير في الداخل والخارج التي تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة تنظيما لأعمالها وضمانا لاستمرارها .. رحل الأمير سلطان ولكن أعماله ستبقى دائماً في الذاكرة وسيخلدها التاريخ. إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون. *مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن بالرياض