الاعتذار.. من صفات الكرام، والنفوس الطيّبة التي جُبلت على حُب الخير والعطف والإحسان فهو من أقوى أسباب بني العلاقات المتينة واستمرارها بين الناس، فمن يعترف بالخطأ يفرض احترامه في المجتمع الذي يحب ويحترم كل من يتحلى بالأدب وحسن الخلق والصدق.. فقد أصبح التوتر والغضب والغلط ظاهرة متفشية بيننا، وشكلت هذه الظاهرة البُعد والتنافر في أوساط المجتمع، واعتقد أن بعض الأخطاء يصعب قبولها فليس من السهل جرح مشاعر الناس وفي هذا الاتجاه تقول الشاعرة تذكار الخثلان: ما كل جرح يطيب من عذر عادي وما كل غلطة عذرها دوم مقبول لذا يجب الحذر في تعاملنا اتجاه الآخرين من جرح مشاعرهم، واحترام عقولهم وتقديم الاعتذار لهم عندما يحصل الخطأ في حقهم بقلب صافي، ونّية سليمة، وكرم صادق، فمن سرّ نجاح الإنسان وتتقدّمه مبادرته بالاعتراف بالخطأ، والإسراع في تقديم الاعتذار عن ما بدر منه اتجاه الآخرين بكل لباقة وحسن تصرف وتلطف وانتقاء الالفاظ التي يكون لها الأثر الطيّب في النفوس.. فعدم الاعتذار والتأخر في تقديمه يسبب كبر الجروح التي يصعب دوائها، وقد يحصل ما يحصل بين المحبين فالابد من الاعتذار الذي يطفي لهيب الجروح يقول الشاعر محمد خلف الخس: أنا لي ثمان سنين أجامل وأنا مجروح أكن المودّة داخل الصدر واكتمها فالاعتذار الجميل هو الكلمة الحلوة التي يكون مفعولها له الأثر الطيّب، والفعّال في نفوس الناس كما تقول المهندسة غادة الصباغ من خلال زاوية "قلم وحبر" بمجلة اليمامة: (تصنع المعجزات.. تذلل الصعاب.. تلين القلوب.. تذيب المشاعر.. تحقق المستحيل تولف الأرواح.. ترضي النفوس.. ما خابت في كل زمان ومكان وما خيبت سامعها.. واقصد بذات الكلمة الحلوة الطيّبة الخارجة من القلب.. المكللة بالهدوء المصحوبة بابتسامة، ومهما تغير معناها واختلف مسماها فهي تصنع السحر) انتهى. ولابد يتعلموا الأبناء طريقة الاعتذار والتعوّد في طباعهم على الاعتراف بالخطأ وأن ننتقي أسمى المعاني وأجمل الكلمات في الاعتذار فالثقافة الأسرية من الأمور الهامة في حياتنا.. ومع العلم أن المجتمع ليس على درجة واحدة من الفهم والعقل فبعضهم يقبل الاعتذار حسب حجم الخطأ، وبعضهم ينتابه شعور العداء حتى لو كان الخطأ صغير ويُعد من تفاهات الأمور، وتساوره الأوهام فهذا دليل على فقد الإحساس بالنبل والطيبة، ويكسب العداء بينه وبين الآخرين بعدم تقبّله الاعتذار، ويتصور أنه إنسان سوي . قبل النهاية للشاعر فهد المبدل: من باعنا بشوي بعناه ببلاش إما نصير إخوان والا بلاشي عناية الدكتور وأجهزة الانعاش ما فادت اللي باع دمّه بلاشي من لا يقدّر عشرة العمر لا عاش حلم وتبدّد في مخدّة فراشي