مبدعة تربت على احترام الإبداع، فاكتشفت أن كل من حولها مبدعون، هذا ما كان يحفزني لكتابة قصة نجاح الدكتورة ليلى القرشي التي لازمت والدها الشاعر السفير الراحل حسن عبدالله القرشي في حله وترحاله، فأكسبها ثقافته وإبداعه، وانفتاحه على الآخرين. أغراني ما قرأته عنها أن أرسم صورتها في مخيلتي، طفلة تمسك بالفرشاة والألوان، وتصنع من الآثار القديمة حليها، وعندما كبرت فهي تسجل وترتب وتعد وتقترح على أبيها، وفي الجامعة تنتصر لنفسها وللإبداع من أساتذتها. وهي بين هذا وذاك تصنع لنفسها مكانا بين عالم الكتابة الصحافية لتنتصر للمرأة وقضاياها بأفق جديد. التقيتها في القاهرة وأكملت حديثنا في مكة وأخيرا انجزت اللقاء في عمان بالأردن، كان بيننا حوار متصل، ربما لم ينته بعد، وأظنه لن ينتهي. نشأت في أحضان شاعر: تقول الدكتورة ليلى القرشي عن السنوات الأولى: نشأت مثل أي طفل تربى في أحضان شاعر، كان الوالد -رحمه الله- يغدق علينا من الحنان والمحبة والإحساس المتدفق ما فيه الكثير، ولو أن مشاغله كانت كبيرة ما بين العمل كسفير وحضوره كشاعر، وقد عوضتنا في هذه الفترة عمتي رحمها الله السيدة منيرة القرشي، كانت مثقفة قادرة على الكلام في المواقف المختلفة، ربتنا منذ الصغر على الصلاة والصدق وأداء العبادات، كانت تمزج ما بين الحزم والشدة واللين، إضافة إلى أن جدتي من والدي كانت مثقفة، كانت تغذينا بالحكايات في جو من الحميمية، وهذا ما عوضني عن فقداني المبكر لوالدتي والتي طلقها أبي، ودرست بجدة اللغات الإنجليزية والفرنسية والموسيقى والرياضة البدنية والرسم، وشاركت في معرض بالمرحلة الإعدادية للرسم، وما زلت أحتفظ بلوحاتي التي رسمتها حتى هذه اللحظة. كما أنني انشغلت بعمل الحلي، فكنت أجمع بعض الاكسسوارات لدى عمتي وأصمم منها بعض الحلي والأقراط والعلب التي توضع بها المجوهرات. كما كان لي اهتمام بكتابة القصص القصيرة، وكنت أحب مادة التعبير بالمدرسة وأحصل على الدرجة النهائية فيه. بيتنا معروف بمكة: وقد ولدت بمكةالمكرمة بجانب الحرم بمنطقة «أجياد»، وكان بيت الوالدة بيتا معروفا بمكة هو بيت عبدالعزيز المالكي، وكان جدي عبدالله القرشي شاعرا وكان يكتب الشعر النبطي، وكانت جدتي السيدة جواهر المحلاوي حكاءة، وراوية للشعر والأحاديث، وكنت ألازمها، لكنها رحلت وأنا في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية، وكانت عمتي راوية شعر وقصة رغم أنها تعلمت في كبرها، كانت ذاكرة متقدة، وهي التي قامت بتربيتي أنا وأختي. القرشي الأب: وتتوقف القرشي كأنها تريد أن ترسم لوحة فريدة للأب، فتقول: يتدفق القرشي حنانًا ورقة وشفافية مع الجميع فما بالك بأولاده وبناته إنه نهر دافق من العطاء والحنان، وعطاؤه المعنوي يرقى بنفوس أبنائه، فهو يحثهم على الطموح في طلب العلم والمعرفة وعلى التعامل الممتاز مع الأغراب والأقارب. وأذكر في ذات يوم قدم لي بعض النصائح منها: 1 - عدم عمل أي شيء يضطرني للاعتذار. 2 - الحرص على استمرارية العلاقات الطيبة مع الأهل والمعارف. 3 - الحرص الدائم على الاطلاع والقراءة. 4- الاهتمام بالمواعيد التي لا بد أن أنفذها في الوقت المناسب. 5- القناعة ليس لأنها كنز ولكن لأنها راحة بال، إلى غير ذلك من النصائح التي أعتز بها وأحاول تنفيذها. وتوضح د.ليلى: الشيء الوحيد الذي يبعده عن الأهل هو اهتمامه الشديد بعمله وانشغاله بالتزاماته الأدبية والثقافية واشتراكه الدائم بتمثيل المملكة العربية السعودية في الخارج في العديد من المؤتمرات الأدبية وحضوره الدائم لهذه المناسبات مما جعل وقته ليس ملكه. كنت حريصة جدًا على اللحاق به كلما سنحت لي الفرصة فعندما كان سفيرًا للمملكة في السودان طرت إليه ومكثت عنده عدة شهور، وعندما يأتي إلي جدة فإني أقضي معه أسعد أوقاتي وأشعر أني ارتويت من دفق المعرفة وألوانها وأسهر الليل في كتابة بعض الابيات الشعرية وكأني مكثت في مكتبة عامرة. حريصة على ارضائه لأنه حساس جدًا جدًا وحريص على التعامل الممتاز مع الناس. أذكر أني غضبت منه ذات يوم لأنه علّق على أكلة طبختها له ولم تعجبه وكنت آنذاك في المرحلة الثانوية فجاءني واعتذر ولم يغادرني إلا وقد ارتسمت على شفاهي بسمة وضحكات. أما عن علاقته بأحفاده فهو يحبهم جدًا ويسأل عنهم دائمًا ولولا ظروف سفره لكان حريصًا على أن يكونوا معه كل يوم وأني ألتمس منه ذلك ليستفيدوا من ثقافته وغزارة أدبه وفنه ويذيقهم عسل سفره وعمق تفكيره وتدبيره للأمور. وتذكر د. ليلى أبياتا للقرشي الأب كتبها إثر إجرائها عملية جراحية، فقال: شفاؤك كان للقلب الشفاء ومن بعد الشجون غدا هناء فيا من حبها للناس نفح من الجنات يملؤهم صفاء ويامن دأبها للخير عهد ومن للعلم أجزلت العطاء سلمت لنا وزاد الله ربي كمالًا منك يغمرنا عطاء وتضيف: له بعض الشعر في مواساة ابنته الكبرى فريال عند فقدها لابنها البكر فيصل محمد طرايزوني غريقًا وبإذن الله شهيدًا في البحر في ديوانه ستائر المطر بعنوان «ناشئ في الورد» وقد كان معجبًا جدًا بالمرحوم وأخلاقه وأدبه وطموحه العلمي في شتى المجالات. وتضيف: كان يعجبني جدًا عطاؤه حتى وهو في أشد حالات المرض، لاحظت ذلك عندما انتابته وعكة صحية مؤخرًا ودخل إثرها العناية المركزة وكان مرتبطًا بموعد مع المجمع اللغوي بالقاهرة لتقديم قصيدة الافتتاح ومحاضرة عن المرحوم حمد الجاسر فكلما أفاق ذكرني بالموعد وأنا أقول له بإذن الله ستشفى وتذهب في الوقت المناسب وبالفعل وبفضل الله سبحانه ذهب في الموعد، وألقى القصيدة والمحاضرة الملتزم بها. وبعدها قام بعمل لقاءات صحافية واذاعية وتلفزيونية ولم يتخلف رغم المرض. وتتحدث د.ليلى عن عادات الأب فتفول: كانت تبهرني أناقته وهندامه وعطره وهو في أشد حالات المرض، وكم كان يبهرني اهتمامه بالقراءة فهو يقرأ 18 ساعة في اليوم واهتمامه ليس بالأدب فقط وإنما بكل أنواع المعرفة من سياسية واقتصادية واجتماعية. رحلاته معي: وعن رحلاته تقول: رفقته رائعة، شفافة، سعيدة، رحالة متميز يحب الحركة ويحضن الحياة والأحياء بشوق، اجتماعي من الدرجة الأولى ولديه الحس الحي في التصرف مع الناس والحرص على استمرارية العلاقات. وتضيف: كنت معه في رحلة إلى العراق وبيروت واليونان كانت رحلة ممتعة للغاية، حيث كانت رحلة ثقافية أدبية وسياحية في أوائل رمضان عام 1973م للمهرجان الأدبي الذي يقام لتكريم الأدباء. وبعدها رحلة إلى بيروت التقيت خلالها مجموعة عديدة من الأدباء والأدبيات منهن الشاعرة لميعة عمارة، وقد أعجبت بشخصيتها القوية التي توحي بكبرياء المرأة العربية وشموخها، ثم كانت رحلة اليونان الى ثلاث عشرة جزيرة يونانية. كان والدي هادئًا لا يحب أن يزعج أحدًا أو يوتره، فإن أحب إيقاظي قال بعض الابيات بطريقة ألحان ونغمات شعرية فأستقيظ، وكان لا ينام إلا سويعات قليلة. هوايتي المجوهرات القديمة: قلت لها لماذا لم تتحدثي عن والدتك؟ فقالت: والدتي إنسانة الزمن الجميل، عفوية ومحبة للناس، أحبها وأحترمها، وطلاقها من والدي مقدر، لكن مازال بيننا اتصال. لكن الوالد كان أكثر من تأثرت بكتابته، رغم أني لم أعش معه فترات طويلة، كنا نلتقي به في الإجازات (ثلاثة أشهر) سنويا. وتضيف: كنت أحب التجول في محلات المجوهرات، عمتي لديها مجموعات من الأشياء القديمة والتراثية وشدت انتباهي أن أطور في الحلي القديمة، وكنت أمضي الساعات، أعيد نظمها، خرزة من هنا وأخرى من هناك، ما زلت أحتفظ بالساعات القديمة وبعض علب المجوهرات. أردت الفنون فدخلت الجغرافيا ثم الإدارة: وأول ما دخلت الجامعة كنت أريد أن أتخصص بالفنون الجميلة، ولم يكن هذا التخصص مدرجا بجامعة الملك عبدالعزيز، فدخلت قسم الجغرافيا، وفي هذه الفترة فكرنا أن نغير التخصص من الجغرافيا إلى الإدارة لما في التخصص الجديد من اتساع يشمل مجالات الحياة فطلبوا أن نجتاز اختبارا ونجحنا فيه بتفوق، وتمت الموافقة على أن نلتحق بكلية الإدارة، وتخصصت بالإدارة العامة، وعندما أردت أن أكمل دراستي العليا في الإدارة التحقت بجامعة أم القرى وحصلت منها على درجة الماجستير في التخطيط التربوي، ثم نلت درجة الدكتوراه في التخصص ذاته. وحين حصلت على الدكتوراه أحسست أنني في بداية الطريق، بداية تفعيل ما درسته، وبحثي عن القيادة الإبداعية والمناخ التنظيمي في الجامعات السعودية، كان البحث اختبارا لمدى اهتمام الجامعات بوجود قادة مبدعين في الإدارة، ومدى وجود جو تنظيمي يحتضن الإبداع، ووجدت أن الصفات الإبداعية والمناخ الإبداعي موجود بدرجة متوسطة في الجامعات السعودية، وفي بعض الأحيان أقل من المتوسطة، وأحببت أن أفعل البحث فاتصلت بالدكتور عبدالرحمن توفيق وطلبت منه أن نتعاون في طباعة رسالة الدكتوراه على أن يقوم هو بعمل الجانب التدريبي في البحث لتفعيل توصياته. لفتة إبداعية: سألتها عن صدى الأطروحة فقالت: أنا أخبرتك أن النتائج كانت أقل من المتوسط، وبالنسبة للإناث أقل من الذكور، وأتمنى في الجامعات العربية أن تتكون لديها لفتة الإبداع، كانت لي صديقة سعودية اسمها الدكتورة مريم الصبان، بعد أن حصلت على درجة الدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية سألها أستاذها عما إذا كانت الدرجة أعجبتها، وأخبرته فيما بعد أن الدرجة أعجبتها، واللفتة هنا لفتة إبداعية فيها قدر من العدل، الإنسان في موقع المسؤولية قد يخطئ، وهذه الطريقة تعطيك ثقة، هناك أشياء تحبط الطلاب بالجامعات، لا بد من إشراك الطالب في اختيار البرامج واختصار بعض المواد والامتحانات، هناك درجة كبيرة من الشفافية والصدق والاحترام، فأنا واجهت كثيرا من النماذج المحبطة في الجامعة، منها أحد الأساتذة الذي لا أود أن أذكر اسمه، وربما كان هذا الاضطهاد موجها للمرأة خلافا لما أكدت عليه العقيدة الإسلامية، فكثير من النماذج تربت بطريقة خاطئة، المرأة كانت راوية للشعر والنثر، وشاركت في المعارك، وبعض الشخصيات النسائية كانت لها صالونات أدبية.وتعلق د. ليلى: نحتاج لتربية مختلفة، تقوم على برامج تدريبية تتجه إلى تنمية الهوايات ودعمها، وقد بدأت بالرياض مؤسسة للموهوبين، وبدأ الاهتمام بالاختراعات الصغيرة وإعطاء جوائز لأصحابها. الإسلام دين الوسط: وتتطرق القرشي إلى الأسرة العربية وتربية الفتيات والعنف الأسري فتقول: نحن لا نضع العنف والقسوة التي تواجهها الفتاة عليها أو أمامها تجاه الأم أو نفسها لا نضعها حجة أو تبريرًا لكي تطلق ساقيها للريح عندما تسمع أول طارق يدق باب قلبها، بل نقول قد تؤدي إلى اختمار الفكرة في رأسها، فالتربية الوسط كما في ديننا الإسلامي دين الوسط والقبض على العصا من منتصفها، أمر بالغ الأهمية إذا ما نظرنا إلى أوضاع هذا الجيل هداه الله في السلوكيات الأخرى، كما أن إعطاء الفتاة فرصة المبيت عند القريبات كالجدة والخالات والعمات ولفترة طويلة نسبيا يفقد هاجس الانتماء للبيت، مهما كان ذلك البيت، فالأسرة لا بد أن توفر مناخًا انتمائيًا لها وأن تحاول مساعدتها على تقبل ذلك البيت بإيجابياته وسلبياته المتمثلة في العنف سواء من الأب أو الأخ مع الوصول إلى حلول مع الأم النصف الآخر وحل تلك الأمور جذريًا بمساعدة إدارة المدرسة والمرشدة الطلابية لتكون المدرسة متنفسًا سليمًا وعلى أسس سليمة، كما يجب الابتعاد عن القنوات الفضائية التي تدعوا إلى التفسخ والانحلال. أعمالي الإبداعية تأخرت بسبب الدراسة: وعن الجانب الإبداعي باعتبارها شاعرة وقاصة تقول القرشي: هناك ديوان تحت الطبع اسمه «أحاسيس أعيشها»، وهناك مجموعة قصصية بعنوان «عندما يتكلم الجرح»، لكن أعمالي تأخرت بسبب انشغالي بالدراسة الأكاديمية، أنت تعرف أن طريق الشعر ليس بالسهل، مسافات وطلوع ونزول وأشواك، خفت من السير في الطريقين معا، ورأيت أن أسلك الطريق الأكاديمي أولا، لكن انشغالي بالطريق الأكاديمي كان انشغالا عن طباعة أعمالي الإبداعية وليس عن الكتابة ذاتها، فأنا كنت أكتب الإبداع أثناء دراستي ذلك الكائن الذي لا يعرف وقتا محددا، كنت أطلع الوالد الشاعر حسن القرشي رحمه الله على ما أكتب، وشجعني على عمل ديوان، لكنني أجلت ذلك إلى أن أنتهي من دراستي الأكاديمية، وهو ما انعكس على طبيعة الديوان ففيه تجد قصائد شفافة من فترات مبكرة في حياتي، من المرحلة الثانوية والجامعية. وتضيف: الديوان يجمع ما بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وهو كتابة تالية لمرحلة ما بعد الدكتوراه، واخترت الكتابة الحرة لأنها تعطيني مساحة حرية أكبر للتعبير، ولا تقيدني بالقافية، فتقيدك بالقافية يجعلك تنظم كلاما ربما لا تحسه، لكن الطريقة الحرة مفتوحة دائما على الصدق والشفافية والحميمية. الشباب يتجهون للكتابة السريعة: وتؤكد د. ليلى أنها تتفاعل مع كثير من الكتابات الجديدة، فتقول: هناك كثير من الشباب يكتبون قصيدة نثر، ويمكن القول أن كتابة القصيدة الموزونة المقفاة كانت اتجاه المخضرمين الذين كانوا يهتمون بقراءة القصائد القديمة وينضوون تحت تأثيرها، أساتذتهم المتنبي وأبو تمام وجرير، لكن التجربة الشبابية اليوم تتجه إلى الكتابة السريعة، هناك أشياء جديدة تؤثر بهم مثل الكمبيوتر والفضائيات، هناك اتساع للثقافة، هذا لا يقلل من تجارب الكبار، لكن الظروف اختلفت. ثريا قابل نموذج ممتاز: وترصد القرشي تجربة المرأة السعودية في الإبداع فتقول: المرأة السعودية بدأت الكتابة مبكرا، البعض منها كان يكتب بأسماء مستعارة، والبعض فضل الكتابة بأسمائه الحقيقية مثل الشاعرة ثريا قابل التي اعتمدت على الموروث الشعبي، وتغنى المغنون بكلماتها، وأنا كنت أستمع إليها قبل خمس وثلاثين عاما، الظروف الآن تختلف عن الماضي، هناك دعم للمرأة لأن تكتب، الشعر ليس عيبا. الحق في الإبداع: وتنتصر الدكتورة ليلى للإبداع في مختلف المواقف قائلة: تابعت بعض ما أثير حول الكتابة الإبداعية بالمملكة، وأعتقد أن الكاتب له الحق في الكتابة في كل المجالات، ليس لنا أن نعترض إلا إذا كان في كتابته ما يخالف القانون، لكن إذا ما كان يكتب من أجل إصلاح وضع معين، فهذا أمر مهم، وكل مجتمع لا يخلو من الممارسات الشاذة. ----------------------- د. ليلى القرشي مكان الميلاد: مكةالمكرمة التعليم: درجة الدكتوراه في الإدارة التربوية – تخطيط من جامعة أم القرى عام 1425 ه درجة الماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط من جامعة أم القرى مكةالمكرمة. بكالوريوس كلية الإدارة والاقتصاد - قسم الإدارة العامة من جامعة الملك عبدالعزيز الثانوية - مدارس دار الحنان السعودية - جدة المتوسطة - مدارس دار الحنان السعودية - جدة الابتدائية - مدارس دار الحنان السعودية – جدة الأعمال: إنشاء وتشغيل مدرسة أهلية للبنات بمكةالمكرمة مدارس مكة الخاصة 1408ه. الهوايات: الرسم وتشكيل الحلي عضو مجلس أمناء الصندوق الخيري لمساعدة الأسر السعودية المنقطعة كاتبة في مجلتي كل الناس وسيدتي شاعرة وأديبة صدر لها ديوان شعري بعنوان نداء المرافئ وتأملات شعرية بعنوان “أحاسيس أعيشها” إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان «عندما يتكلم الجرح» ------------------------- د. هانم بنت حامد ياركندي - كلية التربية للبنات: الدكتورة ليلى القرشي برعت في التنبيه إلى دور القيادة الإبداعية في المدارس السعودية، وكشفت في دراساتها عن مستوى المهارات القيادية الممارسة فعلًا لدى بعض مديرات المدارس الابتدائية للبنات بمكة من وجهة نظر المعلمات والموجهات من خلال المهارات الذهنية، والمهارات الإنسانية، والمهارات الفنية، والمهارات الذاتية. واستخدمت استبانة من إعدادها لقياس تلك المهارات، وطبقتها على (200) معلمة يمثلن (23) مدرسة وكذلك (30) مشرفة تربوية وتوصلت إلى أن جميع أنواع المهارات تتوافر لدى مديرات المدارس وفي معظم العبارات بنسبة 70% من وجهة نظر المعلمات والمشرفات التربويات. د. عبدالرحمن توفيق مؤسس مركز الخبرات المهنية بميك: تجربة الدكتورة ليلى القرشي لفتت النظر إلى أهمية الإبداع في القيادة وكشفت عن دور المجتمع والتنشئة الأسرية في تشجيع القدرة الإبداعية، ونبهت إلى الجانب الإبداعي لدى بعض القيادات التعليمية في الجامعات السعودية، وكان لها الفضل في تفعيل كثير من النتائج التي توصلت إليها، وحفز المسؤولون في التعليم بالمملكة على الأخذ بها. الشاعر فاروق شوشة: لزمت أباها وأفادت من خبرته الشعرية وعلاقاته الواسعة، وكثيرا ما كانت تشاركه مجالسه الأدبية والدبلوماسية التي كان أغلب المثقفين العرب ضيوفا عليها، وبلغ من وفائها لوالدها الشاعر حسن عبدالله القرشي أن تكفلت بإصدار أعماله التي لم تصدر في حياته، وجمع الكثير منها من خلال الدوريات المختلفة، وإصدار مخطوطاته التي كان يحتفظ بها في مكتبته، والشروع في تنفيذ وصيته بتحويل مكتبته إلى مكتبة عامة. الشاعر محمد عبدالعال رئيس رابطة شعراء العروبة: شاعرة تحافظ على التقاليد الشعرية العربية، تعلمت على يد رواد التجديد الذين صادقوا والدها الشاعر السفير في مكةوالقاهرة، فكتبت القصيدة الموزونة، ولم تزل تراعي هذه التقاليد رغم مواكبتها للكتابات الشعرية الجديدة. --------------------- كلنا مبدعون: نقطة مهمة التفتت إليها الدكتورة ليلى حسن عبدالله القرشي في دراساتها الأكاديمية مبكرا، وهي أثر القيادة الإبداعية في المدارس والجامعات، وهي بذلك نبهت المسؤولين عن التعليم بالمملكة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك القيادة في تطوير وتنمية التعليم، الأمر الذي أتى بثماره حين اهتمت القيادات المختلفة بالمبدعين من القائمين على التعليم والطلاب أيضا. وليس غريبا على ابنة شاعر الجزيرة الراحل حسن عبدالله القرشي أن تكرس جهودها الأكاديمية لدراسة الإبداع، ليس في مجال الشعر والأدب والفنون وهو القضاء الذي عاشت فيه وعشقته، وإنما في مجال الأعمال. لقد أرادت القرشي أن تفيد من خبرتها الأدبية والثقافية وتنقلها إلى مجال الحياة اليومية، لتؤكد أن الإبداع ليس مقتصرًا على فئات بعينها، وإنما هو طاقة تتفجر لدى الإنسان، وعليه أن يكتشفها. وإذا كان المبدعون التقليديون يتحدثون عن أثر التنشئة الأسرية على كتاباتهم وإبداعاتهم، فإن الدكتورة ليلى نبهت في دراساتها الأكاديمية إلى أثر التنشئة الأسرية في تفجير الإبداع بمفهومه العام وليس بمفهومه الأدبي، مشيرة إلى أننا جميعا مبدعون وأن علينا أن نكتشف ذواتنا الإبداعية. وإذا كانت القرشي واجهت إحباطات في مجال دراساتها، فإنها نجحت في تحويل هذه الإحباطات إلى محطات نجاح، فقد نجحت في لفت النظر إلى خطورة النماذج المحبطة على الإبداع، تلك الثروة التي يمتلكها المواطن السعودي وتحرص قياداته في كل مكان على تنميتها. القرشي كونت موقفا ناقدا مما شهدته في مراحلها التعليمية المختلفة، وقررت أن تقوم بدور فاعل، ولم تكتف بالكتابة والنقد، وإنما شرعت في تطبيق كل ما توصلت إليه في دراساتها. ومما يميز الدكتورة ليلى القرشي أنها جمعت بين المفهوم التقليدي للإبداع والمفهوم العملي، فهي شاعرة لها أعمال منشورة وتتمتع بقدرة لافتة على إلقاء الشعر، كما أنها قاصة ورثت قدرة هائلة على الحكاية، وفضلا عن ذلك فهي تمارس الرسم منذ سنوات تعليمها الأولى، ولو كان مسموحا وقتها بكلية للفنون الجميلة لكان للقرشي مكان بارز في عالم التشكيل. --------------------------