غيب الموت صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ففقدت المملكة بغيابه ركناً من أركانها وعلماً من أعلامها، فقد كان (يرحمه الله) رجل دولة ورجل إنسانية من نوع فريد، سخر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته، واسهم اسهامات بارزة في تعزيز المكانة المرموقة والنهضة الشاملة التي شهدتها المملكة بجهود ملموسة وانجازات عديدة سيذكرها التاريخ بكل فخر وتقدير. وكان - يرحمه الله - بأعماله وصفاته المحمودة ملء السمع والبصر، فكلنا يعرف من هو سلطان الخير والإنسانية، كان رغم مشاغله الرسمية الكثيرة وأعباء العمل الجسيمة محباً للخير والأعمال الإنسانية ليس في المملكة وحدها بل امتدت أعماله ومواقفه النبيلة إلى معظم أنحاء العالم، وقد تشرفت بمقابلة سموه في مناسبات متعددة فعندما كنت أميناً عاماً لجمعية البر الخيرية بالرياض قمت بزيارته ومعي مدراء فروع الجمعية حيث استقبلنا بكل حفاوة وترحاب وتبرع للجمعية بمبلغ خمسة ملايين ريال بالاضافة إلى مليون ريال سنوياً. وفي مرة أخرى التقينا بسموه بمرافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس جمعية مكافحة سرطان الثدي حيث تبرع للجمعية بسخائه المعروف بمبلغ كبير، كما تبرع لبعض من كانوا معنا ممن تعافوا بفضل الله بعد تلقيهم العلاج عن طريق هذه الجمعية وقال لنا إن بابه مفتوح في أي وقت لطلب أي شيء تحتاجه الجمعية. لقد كان - يرحمه الله - رجلاً بسيطاً لا تفارق الابتسامة محياه.. متواضعاً في أدب (ومن تواضع لله رفعه) وقد رفع الله قدر الأمير سلطان ومكانته، فاحتل منزلته في سويداء قلوب الناس، لذا فقد فُجع فيه كل محبيه، حيث بكاه الأطفال والأيتام، وبكته الثكالى والأرامل، كما بكاه المرضى وأصحاب الحاجات. كان - يرحمه الله - محباً للخير، جزيل العطاء، ارتبط اسمه على وجه الخصوص بعمل الخير والدعم اللامحدود للمشاريع الخيرية والإنسانية، فنسأل الله تعالى أن يتقبله القبول الحسن، وأن يتغمده بواسع الرحمة، ويسكنه أعلى مراتب الجنة. ونتوجه بخالص الدعاء لله تعالى أن يديم على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصحة والعافية، وندعو لسمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز بالتوفيق والسداد وأن يجعله الله خير خلف لخير سلف، وأن يحفظ لبلادنا قيادتها وأمنها واستقرارها، (إنا لله وإنا إليه راجعون). * رجل أعمال ومستثمر عقاري