أكد المهندس عبدالعزيز بن صالح العبودي الرئيس التنفيذي لشركة محمد عبد العزيز الراجحي وأولاده القابضة أن القطاع الصناعي في المملكة شهد نهضة نوعية، بدعم غير محدود من فقيد الأمتين العربية والاسلامية الأمير سلطان بن عبد العزيز- يرحمه الله- حيث لم يدخر الفقيد جهدا من أجل ان ينهض هذا القطاع سواء في مجال التصنيع العسكري أو التصنيع المدني. وأضاف العبودي: فقدنا رجلاً له قيمته في داخل كل منا فهو يسكن بداخلنا وإن رحل عنا، فستبقى أعماله الخيرة شاهده على منجزاته، وبجانب خدماته الانسانية التي لا تعد ولا تحصى، ولا يحتويها زمان أو مكان، نتلمس بصماته – يرحمه الله – بوضوح في القطاع الصناعي بشقيه المدني والعسكري، فهو أول من أرسى قواعد التصنيع العسكري في المملكة من خلال مشروع التوازن الاقتصادي الذي انطلق في العام 1405ه وتولى رئاسته، وهو يعد أحد أهم المراحل في عمر الصناعة الوطنية، وأحد أهم مكونات الاقتصاد الوطني ، والذي بسببه تحولت المملكة من دولة مستهلكة للتقنية الى دولة منتجة لها وذلك من خلال الزام الشركات التي تفوز بعقود تسليح القوات المسلحة بنقل التقنية وتوطينها صناعيا ما يعكس الفكر الاستراتيجي لهذا القائد الفذ. وأوضح العبودي وهو عضو في اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية أن الأمير سلطان– يرحمه الله - تبنى الفكر الاقتصادي الذي يحمل بعدا تنمويا انعكس على توطين العديد من التقنيات في مختلف القطاعات الصناعية واهمها صناعات الدفاع والطيران والمجالات ذات المحتوى العلمي والصيانة والهندسة ونظم المعلومات وبرمجة الحاسب الآلي ، ويضيف العبودي: حقق برنامج التوازن الاقتصادي منذ تأسيسه نحو 36 شركة مختلطة يصل اجمالي حجم الاستثمارات بها نحو 17 مليار ريال واسهم البرنامج في توفير حوالي 6500 فرصة عمل اضافة الى خلق كفاءات سعودية لدى القطاع الخاص في مجال صناعة الطيران كما اسهم في تأسيس شركات وطنية هي الأكبر في نشاطها على مستوى الشرق الأوسط مثل الشركة المتحدة للسكر وشركة الشرق الأوسط للبطاريات ، كما أسهم يرحمه الله في تحويل المصانع الحربية الى مؤسسة عامة للصناعات الحربية يشرف على توجهها مجلس إدارة يرأسه الأمير سلطان بنفسه ، وخلال العقود الأربعة الأخيرة تمكنت المملكة من خلق بيئة صناعية حربية وإنتاج العديد من المستلزمات الصناعية وإجراء البحوث اللازمة لتحسين وسائل الإنتاج، وبين العبودي ان اهتمامه – رحمه الله- بدعم وتطوير ورعاية الصناعات الحربية ومنسوبيها بدأ منذ توليه مهام عمله في وزارة الدفاع والطيران ، وبالتالي ليس غريبا ان نعرف انه لم يكن يدخر جهدا في أن يطرق الابواب التي تساعد على نهضة الصناعة المحلية وتأهيل الكادر الوطني القادر على تحويل الحلم إلى حقيقة، وهذا فقط على سبيل المثال لا الحصر . وفيما يخص القطاع الصناعي المدني أشار المهندس عبدالعزيز العبودي إلى اسهامات الامير سلطان بن عبد العزيز بقوله: بصفته نائباً لرئيس المجلس الاقتصادي الأعلى المعني بشؤون الاقتصاد الوطني فقد كان هناك دعم لا محدود من قبله يرحمه الله للاقتصاد الوطني ومنه القطاع الصناعي ففي العام 1419ه، دشن الفقيد مصنعي حمض الترفثاليك والعطريات التابع للشركة العربية للألياف الصناعية " ابن رشد" وهي احدى شركات "سابك" بتكلفة حوالي 3 مليارات وهذان المشروعان يعدان من ابرز مشاريع البتروكيماويات في المملكة من حيث ضخامة التكلفة ومواردها الانتاجية التي يتم تصنيعها لأول مرة بالمنطقة حيث بدأ انتاج خامات البوليستر في عام 1995 بطاقة سنوية تفوق 140 الف طن لتشكل قاعدة صلبة للصناعات الوطنية التحويلية وتهيئ فرصا استشمارية لا يمكن حصرها في ميادين صناعة الغزل والنسيج والاقمشة وحشوات الاثاث والتعبئة والتغليف. ويضيف العبودي ان محاولة حصر انجازات الامير سلطان في قطاع ما امر صعب ولا نستطيع ذكر كل إنجازاته، فمثلا القطاع الخاص ونتيجة لجهود الامير سلطان فقد حقق معدلات نمو عالية في القطاع الصناعي المحلي حيث بلغت في عام 1997م نحو 9،6% وهي نسبة من اعلى معدلات النمو في القطاعات الاقتصادية وبلغت نسبة مساهمة الصناعات الوطنية في الناتج المحلي الاجمالي حوالي 9،5% خلال العام المالي 1417ه/1418ه نحو 27 ألف مليون ريال قامت المملكة بتصديرها الى حوالي 100 دولة على مستوى العالم كل ذلك يجعلنا نشعر بالعجز من امكانية حصر منجزات سموه يرحمه الله، في النهاية لا يسعنا إلا ان نعزي انفسنا والامتين العربية والاسلامية في الامير سلطان بن عبد العزيز فهو رجل دولة ورجل أمة وهو شخصية عالمية فقدها العالم بأسره، ولكن سيظل حيا بداخلنا فأعماله ماثلة أمام اعيننا وفي كل مكان تطأه اقدامنا سواء داخل المملكة أو خارجها . رحم الله الفقيد وعزاؤنا الى كل مسلم وعربي.