رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز صاحب مبادرات الخير والدعم الانساني والوطني ، تاريخ العطاء والمواقف والحكمة .رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهو الذي تتسابق قلوب الناس وإخوانه، شعبه حكاماً ومسؤولين، في محبته والشعور بالفقد لوفاته. تمتلئ منابر الرأي في وسائل الاعلام كافة بفصول متوهجة من تاريخ الامير سلطان بن عبدالعزيز في موافقه وسطور مضيئة من انجازاته المتعددة ، مهمات العمل السياسي وملفاتها الصعبة ، العمل الخيري والوطني والبيئي بشكل لا يمكن متابعته بالتفاصيل من فرط غزارة عطائه وتميز مواقفه -رحمه الله-. وفي حكايات الناس على اختلاف درجاتهم ومستوى اقترابهم منه، عمق وحس إنساني أثير يجعل من رؤاهم عن تفاعله معهم -يرحمه الله- نسيجا فريدا من الاحتواء ،تؤكد دوما بأن صورته الانسانية المطبوعة في الاذهان هي سيرة استثنائية بكل المقايس، واليوم والوطن كله يغمره الحزن لرحيل رمز اثير من رموزه الوطنية لا يسعنا والعالم من حولنا إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة ، وتأمل هذا المشهد الحزين في حضور خادم الحرمين الشريفين، رغم أهمية مرحلة النقاهة إثر العملية الجراحية التي اجريت له -حفظه الله ورعاه-، في استقبال جثمان الامير سلطان -يرحمه الله -بالمطار والصلاة عليه في مسجد الإمام تركي مع الجموع الحزينة والملتفة حول حزنها وحول مليكها ، الامير نايف يحمل النعش والامير سلمان، يحوطهم أبناء الأسرة والشعب كله يشاطرهم المشاعر والالتفاف حولهم. كم من الكلمات والصور والتواريخ والمواقف يختزنها امتداد سيرة الفقيد يرحمه الله؟ مشهد معبر بصدق وإحساس غامر بأن فقيد الوطن باق حياً في دعوات محبيه وأهله، في سيرته وصفحات تاريخه المضيئة . وتوالي وفود العالم من رؤساء وملوك وحكام ليعطي العبرة في مكانة وطننا ومكانة الامير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله ، وفي كلمات سمو الامير نايف وزير الداخلية والنائب الثاني بالأمس عن مآثر الفقيد وصفاته الإنسانية يوضح لنا ملامح أكثر فهماً واستيعاباً من تاريخ الفقيد ونوعية العلاقة القوية التي كانت تربطه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. حتى ان سموه افصح كيف كيف تم رجاء خادم الحرمين الشريفين بأن لا يخرج للمطار وان لا يصلي حرصا على صحته ، ولكن مثلما قال الأمير نايف "عندما نعلم مكانة سلطان عنده نقتنع مع الخوف على صحته ".تفاصيل وتواريخ وانطباعات لاشك انها ترسم أبعاد صورة الأميرالنبيل سلطان بن عبدالعزيز وعبقريته الانسانية. واليوم نستمع إلى رؤى الامير خالد الفيصل وهي لا تقل شفافية ومحبة في الفقيد الراحل. يحكي عن بدايات الحكم في ريعان الشباب وكيف ان مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز رأى في الامير سلطان جدارته بحكم العاصمة الرياض بفراسة لا تخطئها العين ، ومثل كلمة الامير نايف المعبرة، توالى سرد صفات الفقيد الانسانية وكيف انه كان انسانا لن يتكرر. ولاشك ان هناك الكثير من مناقب الفقيد والدروس من أسلوب إدارته وسياسته التي سوف تتعلمها الأجيال من بعده إن شاء الله. رحم الله الراحل فقيد الوطن سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته .