"الخير" بحروفه الصغيرة فوق السطور وببعده الإنساني الراقي ومعانيه الكبيرة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي السمح يعتبر لغة الإنسان المسلم تجاه كل استغاثة تتوجه إلى حس الخير في داخله، وفي أحيانا كثيرة نجد أناسا كثيرين ينذرون أنفسهم وحياتهم للتعامل بهذه اللغة وبلا حدود، و"سلطان الخير" -رحمه الله- بإحساسه الكبير وعطائه المتدفق وشهامته التي تدفعه دفعاً لحب الخير في كل الاتجاهات الجغرافية استطاع أن يلامس أوجاع المحتاجين دون تفرقة لعمر أو جنسية، ولذلك استحق أن يكون الوجه الأجمل والأروع والأغلى والوجه الآخر المشرق للوجه الإنساني لحب الخير، وذلك من خلال أدواته لهذا العمل والتي يمكن تحديدها في العطاء والكرم بلا حدود ليكتسب شعبية كبيرة بين شعبه دون استثناء ويصبح الإنسان الأمير الأقرب لقلوبهم ولعقولهم. إن الخير فيه -رحمه الله- جعله يسعد كثيراً برسم لوحة إنسانية متناغمة من ألوان الفرح فوق الوجوه المتعبة بغبار التعب، لعلها تزيل تلك الصورة الضبابية اللون فوق أحلامهم والتي تأتي في مجموعة من الصور المريحة للنظر سماء صافية وفراشات ملونة وزهور تعيد الأمل الغائب لشفاه تعثرت على شواطئها الشكوى والأنين ومن شدة حبه "رحمه الله" على الخير كان حريصاً أن يكون بنبض قلبه أقرب إلى الناس من أنين أوجاعهم؛ ولذلك عندما نذكر "أبو خالد" ترتسم أمامنا صور الأطفال السعداء فرحاً ب"سلطان الخير"، وتعلو دعوات النساء الضعيفات بكل الخير لسلطان الخير، وحكايات أخرى تفاصيلها كثيرة ربما يصعب رصدها من أعمال خير تدعو حروفها المضيئة بكل الخير لسلطان الخير؛ لأنه استطاع بحبه وحرصه للخير أن يسأل الناس من حوله قائلاً: "تأمرون على شيء" حرصاً على أن يشعرهم بمبدأ المساواة وأن يحقق لهم أماني كانوا يجدون صعوبة لتحقيقها مثل توفير سكن أو شراء سيارة في الوقت الذي استطاع فيه أن يحول الحاجة إلى قوة والدمعة إلى ابتسامة والخوف إلى أمان. الراحل يقف ليستمع إلى قصيدة طفل محب لقد استطاع "أبو خالد" -رحمه الله- أن يخلق من خلال حبه للخير ثقافة إنسانية يمكن اعتمادها كنظرية لفعل الخير، لا تنتظر موافقة رسمية من جهة ما أو مشاركة مالية بين مجموعة من الناس وتنفذ هذه الثقافة على جميع أعماله الخيرية، وذلك بأن تكون من ميزانية حسابه الخاص ودون حدود مالية لأي عمل مهما كان فحسه الإنساني يصعب وصفه وتحديد مداه والذي نتمنى أن يخلفه الله له حسنات تثقل ميزان أعماله" إيمانا منا بأن الله سيخلف هذا المال بأحسن منه فهو يشدد على متابعة ما ينشر في الصحف من قصص إنسانية تحتاج المساعدة ولا يتجاهل اتصال هاتفي على قصره يطلب مساعدة ولا خطاب يتضمن حاجة للعلاج، وإنني أكاد أجزم بأن داخل كل بيت يعيش عملا للخير كان من الممكن أن يشهد ميلاده على يد "سلطان الخير" وإن تأخر تحقيقه ذلك قليلا فذلك ربما لظروف رحلة علاجه الطويلة والذي كان بعيدا عنا بجسده وقريباً ألينا بتفكيره. الحالات الإنسانية التي كانت تنشر عبر الصحف السعودية كانت تنادي حب الخير في الأمير الإنسان "أبو خالد" والذي كان يحرص على أن يداوي أوجاعها عبر اتصال سريع يبحث عن أصحاب تلك الحالات ليطمئنهم بأن الخير في طريقه إليهم أينما كانوا في الوقت الذي كان يحرص على أن يدون أعماله الخيرية بلقب "فاعل خير" هرباً من كلمات الإطراء التي كانت تخجل حسه الإنساني المتواضع. الأمير سلطان يستمع إلى الأطفال في إحدى المناسبات الفقيد قريب من كل محتاج