التاريخ لا يعرف غير الحق والحقيقة، والتاريخ الإنساني يذكر الأمم العظيمة بدورها الحقيقي في صناعته، ويتذكر الرجال العظماء الذين شاركوا في تطوره وتقدمه بحروف من الأعمال والإنجازات.. والمملكة بفضل من الله تعالى امة مؤثرة في التاريخ الإنساني الحديث، ثم برجالها وبأدوارهم الملهمة وبتاريخهم المشرف، فمن نعم المولى عز وجل على أطهر بقاع الأرض أن قيض لها رجالاً يقضون حوائجها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – حتى تاريخنا الحالي.وإذا كان تاريخ هذه الأمة مني بفواجع فقدان أعظم رجالها؛ فإنها تزخر ايضاً بكنوز من الرجال .. وهذا عزاؤنا في وقت الحزن الكبير على أعز الرجال.. فما كاد الوطن يستفيق من صدمة فقدان أحد أبرز رجالاته.. سلطان الخير – صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله – حتى تجددت الأحزان برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الرجل الذي ظل على مدى عمره درعاً حامياً لأمن الوطن واستقراره وأمنه وبسلامة المواطن وخيره . ولكنّ عزاءنا كما ذكرت في رجال هذه الأمة .. ولهذا يعد اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية خير خلف لخير سلف، ويترجم هذا الاختيار سداد الرأي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - . ولا شك أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز قيادة استثنائية تحمّل أعباء مسؤوليات ومهام العديد من مواقع القيادة البارزة بكل حنكة واقتدار ولهذا فانّه يتمتع برصيد من الخبرات السياسية والادارية وبقدرة على القيادة الحازمة والمدركة بمقدرات الوطن ومكانته السياسية والاقتصادية على الخريطة الاقليمية والدولية. كما يتمتع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمكانة مرموقة في قلب وعقل كل مواطن، وبحب وتقدير كبيرين وذلك انعكاسا لمواقف الرجل الوطنية والانسانية. فقد قدر ابناء المملكة وفاء الأمير سلمان لشقيقيه الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمهما الله- خلال فترة مرضهما . وحرص واصرار سموه ملازمتهما، فكان قدوة تحتذى للوفاء وللأخوة . اما حين كان أميرًا للرياض ثم وزيرا للدفاع كان مكتبه ومنزله واحة لكل المواطنين وملاذا امنا لاحتياجاتهم وهمومهم وشكواهم ، وكان ولازال سموه الكريم اخا ووالدا لكل مواطن.. ولهذا لم تكن مشاعر الحب والتقدير الفياضة التي يكنها له المواطنون والأشقاء العرب بمستغربة فهي تعكس حجم مشاعره الوجدانية نحو أمته ووطنه.اما الجانب الإنساني والخيرى للأمير سلمان.. فهذا سجل حافل بالخير والعطاء ، وإنني شخصيا شرفت منذ سنوات بمعايشة الكثير من مبادرات سموه الكريم الخيرية والانسانية تجاه ابرز المؤسسات الخيرية وهى جمعية الاطفال المعوقين وذلك حين تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس مجلس امناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة بإتاحة الفرصة لي ان اشارك في الجهود الكبيرة التي يبذلها سموه في رعاية المعوقين.. وخلال تلك الفترة كنت شاهدا على مبادرات الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكريمة تجاه الجمعية وعلى حرص سموه الكريم على تقديم ارقى مستوى من الخدمات المتخصصة والمجانية للأطفال المعوقين في كل مراكز الجمعية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة ، وعلى تبني سمو ولى العهد للعديد من البرامج التي تستهدف رعاية فئات المعوقين بصفة عامة والاطفال المعوقين خاصة. ولهذا.. فإنني استشرف خيرا كبيرا بتحمل سموه الكريم هذه المسؤولية الكبيرة .. حيث إنّ سموه أهل أن يكون عضدا لقيادتنا الحكيمة وسندا في الحفاظ على الوطن وعلى امنه واستقراره. * أستاذ الإعلام المشارك