استطاع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- خلال 50 عاماً أن يسخّر نفسه لخدمة الشعب، منذ حداثة سنه، إبان ما حظي بثقة والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي عينه أميراً لمنطقة الرياض، وهو في الحادية والعشرين من عمره، وتولى بعدها مناصب وزارية في الزراعة والمواصلات، ثم في وزارة الدفاع والطيران وأثبت في كافة المناصب كفاءةً فذة، عبر ما يتمتع به من قدرات رجل الدولة المسؤول، الذي يتخذ من التخطيط والدراسة أسلوباً في العمل، حتى إذا ما استوفيت الدراسة كان التنفيذ بأعلى مستويات الدقة والفاعلية والسرعة. وكان لسموه -رحمه الله- أسلوب مميز وفلسفة عميقة يتجلى فيها إيمانه المطلق بأن بناء نهضة المملكة، والقوات المسلحة لا تقوم إلاّ بالتمسك بشريعة الله، والاستفادة من خيرات الدنيا، وأي شيء لا يقوم على هذا الأساس يعد ناقصاً وغير نافع، وثقته بأن العلم والتدريب هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة القوات المسلحة، لاسيما بعد التطور الذي طرأ على العلوم العسكرية الحديثة، وما وصل إليه إنتاج الأسلحة على اختلاف أنواعها وأغراضها من تقدم، فكان لسموه -رحمه الله- التوجيه بإنشاء كلية القيادة والأركان، وكلية الملك عبدالعزيز الحربية، وكلية الملك فيصل الجوية، وكلية الملك فهد البحرية، وعدد من المعاهد الفنية للقوات المسلحة بمختلف أسلحتها، ومراكز ومدارس تعليمية وتدريبية تشمل جميع الأسلحة والإدارات والقوات، مما ساهم في تخريج عشرات الآلاف من الضباط والأفراد المتمرسين في اختصاصاتهم، والقادرين على استيعاب العلوم النظرية والعلمية في حياتهم العسكرية. ..وفي جولة تفقدية للأسطول الشرقي وكان -رحمه الله- يؤكد في مختلف المناسبات أن المملكة بلد يدعو إلى السلام، ويعمل من أجل السلام، وما القوات المسلحة إلاّ السياج الذي يحمي السلام، القائم على الحق والعدل، وما العمل على الاستعداد للحرب، إلاّ حماية للسلام، ووقاية من المعتدين والطامعين والغادرين، ويشير أن وزارة الدفاع والطيران لها نصيب كبير في المسيرة التنموية عبر المشروعات الضخمة التي أنشئت، وكان لها تأثيرها على المناطق التي تقام فيها بوصفها مراكز حضارية تهيئ فرص العمل للآلاف، وبعضها يقدم خدماته مباشرة للمواطنين كما هو شأن المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، كالمستشفى العسكري، ومستشفى مركز ومدرسة قوة الصواريخ الاستراتيجية. معايدة سموه للقوات المسلحة في المنطقة الجنوبية يذكر أن الأمير سلطان -رحمه الله- استطاع أن يطور "القوات المسلحة" خلال توليه مسؤولياتها منذ عام 1382 هجرية، حيث عُين سموه وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً في 3 جمادى الآخرة 1382ه، ومنذ ذلك التاريخ شهدت "القوات المسلحة" وثبات تطويرية كبيرة بإعادة تنظيمها، وتحديث سلاحها، وانشاء الكليات والمعاهد العسكرية، وإضافة سلاح رابع إلى القوات المسلحة الرئيسية الثلاث "البرية" و"الجوية" و"البحرية"، وهو سلاح "الدفاع الجوي الملكي"، وأشرف سموه -رحمه الله- بشكل مباشر على تنفيذ خطط وبرامج محددة الأهداف؛ لتطوير القوات المسلحة، مما وضع القوات السعودية في مستوى العصر الحديث تنظيماً وتدريباً وتسليحاً، ورعى سموه -رحمه الله- المشروعات العسكرية الكبرى كالمدن العسكرية، والمستشفيات، والقوات الجوية والبحرية وغيرها، مما يُعد من منجزات القوات المسلحة وعلامات مضيئة في المسيرة التنموية، وسّن سموه -رحمه الله- اسلوباً حميداً في الاهتمام بإخوانه وأبنائه من منسوبي "القوات المسلحة" بقضاء أيام الأعياد بينهم، وتفقد أحوالهم، وتهنئتهم. ..ويتفقد منسوبي قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية