أقيمت العديد من الدراسات والأبحاث في شتى المجالات الطبية، وتطالعنا بين فينة وأخرى هذه الدراسات بأرقام ونسب تثير الرعب في نفوسنا أحيانا والدهشة أحيان أخرى، ونحن إذ نتحفظ على دقة الأرقام والنسب، ولكننا لما نوليه من اهتمام بصحتكم وسلامتكم فقد انتقينا أفضل النتائج التي نعتقد بأنها الأقرب للواقع وأن لدى من قاموا بها مصداقية والتزام وإليكم نتائج بحثنا: * 45%- 52% تلك هي نسبة البدانة بين السعوديين والسعوديات على التوالي. * 25% من أطفال المدارس في السعودية يعانون من البدانة، وهذه تربة خصبة للأمراض المزمنة كالسكري في المستقبل. * تشير الأبحاث الحديثة أنّ زيادة الوزن تخفض متوسط العمر المتوقع بحوالي سبع سنوات في سن 40 سنة . * إنّ السمنة تزيد من معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكري بنسبة 50% في البالغين من الرجال والنساء. * مرض السكري القاتل الثاني في السعودية بعد حوادث المرور. * إنّ ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة وارتفاع نسبة الدهون في الدم ومرض السكري تسببت في ازدياد معدلات الإصابة بتصلب الشرايين في السعودية، حيث أكدت الإحصائيات اصابة 74% من السعوديين بها مما هم فوق سن 45 عاما مع وجود عامل زيادة الوزن. * زيادة الوزن تزيد من خطر ضعف الانتصاب بمقدار 30-90٪ بالمقارنة مع الأوزان في الحدود الطبيعية. وقد أثبتت الأبحاث أنّ السمنة وزيادة الوزن لها تأثيرات سلبية عديدة على القدرة الجنسية للرجل، بل ايضاً على القدرة على الإنجاب. * السمنة وبتعبير أدق الخلايا الدهنية تعمل على تكسير هرمون الذكورة بالدم وتحويله إلى هرمون أنوثة فهى تزيد معدل هرمون الأنوثة في دم الرجل، وفى نفس الوقت تقلل معدل هرمون الذكورة فيه بالإضافة الى أنّها تعمل على زيادة معدلات هرمون الحليب (البرولاكتين) في الدم وهو بالطبع ذو تأثيرات سلبية كثيرة على الذكورة والخصوبة فى الرجل والمرأة أيضاً. * إنّ السيدة التي تعاني من زيادة في الوزن تحتاج إلى وقت أكثر حتى يحدث الحمل، وهذا يعني أنّ زيادة الوزن قد تؤخر الحمل أي تمنعه بشكل مؤقت، وذلك بسبب عدم انتظام الإباضة كما أنّ فرصة استقبال البويضة في بطانة الرحم تكون أقل بسبب خلل في بطانة الرحم وأنّه حتى مع استعمال الأدوية المنشطة للمبيض وإجراءات المساعدة على الإنجاب يبقى الوزن الزائد عامل سلبي في فرصة نجاح الحمل بسبب الإضطرابات الهرمونية التي تسببها زيادة الوزن. * إنّ زيادة الوزن رفعت من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والكليتين والبنكرياس وكذلك سرطان الثدي عند النساء اللائي انقطعت عنهن الدورة الشهرية حسب الدراسة الذي نشرها المعهد الأمريكي للسرطان. وماذا بعد؟ ماهي ردة فعل الفرد منّا ومؤسسات الدولة والمجتمع من هذه التقارير والإحصائيات المخيفة في دلالاتها المستقبلية والمتسارعة في تفاقمها خصوصاً بعد وصولها الى معدلات وبائية خطيرة ومهددة على المستوى الصحي للفرد والإقتصادي للدولة. إنّ الصورة الملتقطة للثقافة الغذائية السعودية اليوم توضح مدى رداءتها، وذلك بعدم تنوعها واعتمادها فقط على النشويات المكررة والدهون وافتقارها للألياف والخضروات والفواكه لتلوينها مما يدل على ضعف أو غياب الوعي الصحي الغذائي إن صح التعبير، إنّ الكثير منّا يلقي باللوم على المدنية وماجاءت به من أطعمة ومشروبات غنية بالسعرات الحرارية وذلك أمر صحيح على وجه العموم، ولكن ما هو أشد صحة أنّ ثقافة المائدة الغذائية السعودية بحد ذاتها غنية هي الأخرى بل وأشد غنى بالنشويات المكررة والدهون، فالفرد السعودي لا يفضل الأرز الا إذا كان” كبسة” ولايتناول الدجاج أو السمك الا اذا كان مقلياً بالزيت أمّا وقت الشاي والقهوة فهو بلا معنىً بدون تلك الحلويات الشرقية منها والغربية وتلك المعجنات والساندوتشات والفطائروالبيتزا اللذيذة أمّا ضمير الأم فلا يكل ولايمل بنصح أولادها بتناول ماتقدمه من تلك الأطعمة بدلاً من تلك الوجبات السريعة ظناً منها أنّ ماتقدمه (مغذٍ) أو (مشبع) لا يهم فهي لاتعلم مالفرق بين المعنيين، وما يثير الدهشة فعلاً أنّ أقصى استعمال لصرف تلك الدهون المخزنة في أجسام السعوديين والسعوديات يتم فقط بالضغط على الريموت كنترول الخاص بالتلفزيون أو السيارة أو الزر الخاص بالمصعد! إنّ تناول الطعام يجب أن يبنى على ثقافة غذائية صحية أو ما يسمى بالمعرفة الغذائية، وذلك بإدراك الفرد منّا «قيمة» الغذاء بمعرفة أنّ الدافع الأساسي لتناول الطعام إنّما هو لإمداد الجسم بالمغذيات الضرورية للقيام بالوظائف الحيوية المختلفة على أكمل وجه، وذلك بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والفقيرة بالدهون كالحبوب الكاملة واللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك والبيض والحليب والألبان ومشتقاتها قليلة الدسم والمكسرات والفواكه والخضروات، وبالتالي فإنّ تلك المعرفة بأنواع وأصناف الأطعمة المختلفة وما تمده من مغذيات أساسية متعددة تختلف بإختلاف الأصناف تضمن للفرد منّا الاختيار الصحيح للطعام كصنف وطريقة طهي تضمن لتلك الأطعمة احتفاظها بقيمها الغذائية، فتناول الطعام ليس للتسلية أو وسيلة للتنفيس عن الضغوطات وهو ما يسمى ب«الأكل العاطفي» كما أنّه ليس «للشبع» فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وللأسف الشديد أنّه وبالرغم من أنّ العديد منّا لا تخفى عليه فوائد الرياضة الا أنّ الكثير منّا يتقاعس عن أدائها، وبإمكاننا تلخيص الأسباب بنقطة واحدة وهي غياب ثقافة الرياضة في المجتمع السعودي والسلك التعليمي يتحمل مسؤولية ذلك، فتهميشها في المنهج المدرسي للبنين وغيابها كلياً عند البنات أضعف وجودها كقيمة ثقافية ممارسة يتبناها ذلك النشء في بداية مراحل حياته فالتعليم مسؤول عن التعريف بالرياضة وأهميتها وقواعدها وضرورة الإيمان بالأخلاقيات والقيم التي تدعو اليها، فالتعليم كان ومازال ركن أساسي في تشكيل ثقافة أي مجتمع، ومن ثم يظهر دور المؤسسات المدنية الأخرى بدعم تلك الثقافة بتوفير الميادين والحدائق العامة والملاعب المهيئة لممارسة الرياضة وبأسعار رمزية لتتسنى لجميع أفراد المجتمع وأطيافه. * التثقيف الصحي