هل يكون العالم مغروراً؟ سؤال يطرحه مقال الكاتب الصحفي شايع بن هذال الوقيان "غرور العلماء: النخبة والعامة" بصحيفة "عكاظ" حيث يرفض تقسيم المجتمع إلى "نخبة" تضم المثقفين والعلماء والأدباء، و "عامة" تضم جموع الناس، معتبرا أن هذا التقسيم سببه "غرور العلماء" وأن بعض الناس أكثر موهبة، ويحملون آراء أفضل من بعض هذه النخبة، وفي مقاله "الراحة في قطع الاتصال والتواصل" بصحيفة "اليوم" يحذر الكاتب الصحفي وليد الهلال من الأمراض النفسية الناجمة عن إدمان إرسال واستقبال الرسائل القصيرة عبر الجوال، معتبرا أن العلاج يكمن في قدرة الإنسان على الاستغناء عنها، ويأتي ذلك تعقيباً على دراسة لباحثة أسترالية كشفت فيها عن الأضرار النفسية لهذا النوع من الإدمان.
الوقيان: "غرور العلماء" دفعهم لتقسيم الناس إلى نخبة وعامة في مقاله "غرور العلماء: النخبة والعامة" بصحيفة "عكاظ" يرفض الكاتب الصحفي شايع بن هذال الوقيان تقسيم المجتمع إلى "نخبة " تضم المثقفين والعلماء والأدباء و "عامة" تضم جموع الناس، معتبراً أن هذا التقسيم سببه "غرور العلماء" وأن بعض الناس أكثر موهبة، ويحملون آراء أفضل من بعض هذه النخبة، يقول الوقيان: "في المشهد الثقافي المحلي تتردد أحياناً عبارة: العامة والغوغاء، يقابلها: النخبة والصفوة". ويتساءل الكاتب: "هل هناك صفوة حقيقية في بلادنا؟ وهل العامة مجرد مجموعة من الجهلة والحمقى؟ مثلاً: أحد الشيوخ الأجلاء كان يرى أن العلم يجب أن يصان من العامة، وأن يسمح لهم فقط ببعض ما ينتفعون به في دينهم ودنياهم. والغريب في الأمر أن هؤلاء العامة هم رأس مال هذا الشيخ، ولولاهم لما كان لعلمه جدوى. وكنت قد استمعت إلى أديب بارد، ليس لأدبه طعم ولا رائحة، يتحدث بحنق ضد العامة، ويدعو إلى تكثيف الرعاية والعناية بالنخبة والصفوة، الذين يضع نفسه معهم، رغم أن هؤلاء العامة يفكرون بشكل سليم وتلقائي لا يستطيع هذا "النخبوي" أن يجيده"، ويضيف الكاتب: "إنني أتصفح المواقع والمنتديات التي يكتب فيها (العامة) عن أفكارهم وآرائهم ومواقفهم تجاه كثير من القضايا، فأجد فيها من الطرافة والجدة والعبقرية ما لا أجده لدى النخبة" ويعلق الكاتب على هذا التصنيف للمجتمع بقوله: "إن هذا التصنيف الثنائي دليل على ما أسميته في المقال السابق ب (غرور العلماء). فلا نخبة ولا عامة، والمسألة كلها مسألة (موهبة)، فثمة من لديه موهبة فائقة في الكتابة، ولكن بالمقابل هناك من لديه موهبة فائقة في علوم الحاسب (الكومبيوتر)، وموهبة فائقة في الميكانيكا، وفي التجارة. فهل يكون الموهوب في الكتابة هو وحده النخبة، وأما الموهوبون في بقية المجالات فهم دهماء وعامة؟! أليس هذا ظلماً وغروراً لا فائدة منه؟" ويرى الكاتب أن الموهبة والقراءة هي الفيصل ويقول: "إنني أراهن على شيئين فقط: الموهبة، كما أسلفنا، وشيء آخر يدعم الموهبة ويجعلها ترتقي بصاحبها إلى مراق عليا: الاستقلال والحرية. فكم من عالم أو أديب أجهد نفسه في القراءة والاطلاع، ولكنه في النهاية مجرد مقلد ومتبع لبعض أساتذته، فهل يستحق فعلاً أن يكون من ضمن (النخبة) كما يدعي؟ إن الموهوبين، والذين يقدرون موهبتهم حق التقدير بحيث لا يكونون مجرد أتباع ومقلدين، هم الأحق بمسمى: النخبة، إذا وافقنا على هذه التسمية. وإلا فإن أغلب الناس لهم مواهب، ولكن القليل منهم من عثر على موهبته وسعى في تنميتها وتحقيقها".
الهلال: إدمان الرسائل النصية القصيرة يقود إلى المرض النفسي في مقاله: "الراحة في قطع الاتصال والتواصل" بصحيفة "اليوم" يحذر الكاتب الصحفي وليد الهلال من الأمراض النفسية الناجمة عن إدمان إرسال واستقبال الرسائل القصيرة عبر الجوال، معتبرا أن العلاج يكمن في قدرة الإنسان على الاستغناء عنها، ويأتي ذلك تعقيباً على دراسة لباحثة أسترالية كشفت فيها عن الأضرار النفسية لهذا النوع من الإدمان، يقول الكاتب: "أوضحت باحثة أسترالية في دراسة حديثة نشرتها أن إدمان كتابة الرسائل النصية القصيرة التي تعرف باختصار (إس إم إس) وبخاصة لدى المراهقين والمراهقات، لا تقف عند الشعور بالألم في أصابع اليد بسبب الضغط المفرط على أزرار لوحة الهاتف، وإنما تتعداها إلى أمراض نفسية، وصفتها بمتلازمة الضغط النفسي. وقد أشارت إلى أن هذا الضغط النفسي يتمثل في صور عدة، منها الانتظار المتوثب للحصول على رد على الرسالة المرسلة، وزعزعة الثقة بالنفس عندما لا يكون هناك رد، إضافة إلى الشعور بالشك في الآخرين بعدم القبول أو الاستلطاف بسبب تجاهل الرسالة النصية" ويشير الكاتب إلى أن مثل هذه الدراسات تكشف عن " الآثار السلبية الصحية والنفسية التي تسببها وسائل الاتصال الحديثة وبخاصة ما يعرف بوسائل الاتصال الاجتماعية في حالة الإذعان الكلي لتأثيرها والاستغراق في متابعة خدماتها.. فوسائل الاتصال الاجتماعي تلك تحيلك إلى كائن متصل بها على مدار الساعة.. محتوى هذا التواصل المستمر عندما تضيف إليه ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.. بالطبع ستفضي بك إلى مشاكل نفسية وصحية تفوق الفوائد المرجوة من تلك الوسائل" ومن هنا ينبه الكاتب إلى "أهمية تدريب النفس على قطع حبل التواصل مع تلك الوسائل عند الشعور بسيطرتها على تفكيرك وسلوكك الأسري والاجتماعي"، ويضيف الكاتب: "لتعرف عزيزي القارئ مدى سطوة هذه الوسائل على مفردات حياتك ونفسيتك، تفحص حالتك عندما تفقد جوالك أو جهاز البلاكبيري أو اتصالك بشبكة الإنترنت لساعات أو أيام. فبعد ساعات من هذا الفطام الاتصالي تجد نفسك رويداً رويداً تعود إلى حالتك الطبيعية وتنشط حواسك الاتصالية الأخرى البسيطة الإنسانية غير تلك المربوطة بوسائل الاتصال الحديثة".