(1) بنصف ابتسامة ... برغوة موس الحلاقة تحت أذنيّ .. بإهمال أظافري أحيانا، وبمكتبي الشاحب، بكوب قهوتي البارد تسقط القصيدة من شجرة الوقت ...! أحيانا تتركني دقائق أعبث بالورقة تحت شهوة الرؤيا، ريثما تهيئ جسدها على لوحة المفاتيح في محمولي القديم ... ترقص لي غالبا حين تقف على مسرح الخلوة معتمدةً على غريزتي الشرقية المتوارثة ... تتعطّر بالهواجس المنقرضة، وتقبّل وجهها على المرايا المفضوحة .. صوتُ خطواتها قادمة كالشروع بقبلة، وجسدها الأبديّ راعشُ الرغبةِ كسمكةٍ بنصف ماءٍ تقاوم الغرق ...! (2) الشعراء لا يؤمنون إلا بظلالهم، ولا يفقهون إلا باحتياجاتهم ورغباتهم ونزعات أرواحهم اللاهثة وراء التاريخ ... أكثرهم غزارةً وشجنًا أولئك الذين لا يحفلون بالمواعيد الخائفة وتعاويذ الإدعاءات وتبرير الغواية ... حين يكون البحر أزرق اقتداءً بالسماء، لن تفقد النجوم بريقها حتى وهي ترتعش قلقا على سطحه المائج، ولن يكون الليل وكرا إلا للقصيدة التي تتربّص بالروح وتأخذها نحو شجرة الزمن وتفاحتها التي سقطت بعيدًا عن رأسي ... يا الله ..! ربما كنتِ ستكونين التفاحة الثالثة .. فالأولى جاءت بنا إلى الأرض كما توهّم التاريخ، والثانية قلبت موازين الأرض فوق رأس نيوتن.. لكن الثالثة تدحرجت حتى جرفتها جداول الصحراء النادرة للبحر الحي، فالتهمتها القروش القادمة من البحر الميت ..! (3) متعَبٌ صدّقيني .. لم يعد يتبقّى من الصمتِ إلا القليلْ ...! متعبٌ كلّنا صدقيني ... شاعرٌ عند بابِ الحقيقةِ يكذبُ أو شاعرٌ مستحيلْ ...!