بافتراض صحة حكاية تفاحة نيوتن التي سقطت يوما على رأسه فألهمته قانون الجاذبية الشهير, فإنه من الخطأ الكبير رمي الأمر برمته للحظ الذي جعلها تختار رأسه دون غيره من الرؤوس, فالسر كما هو واضح ليس في التفاحة التي سقطت بقدر ما في الصلعة التي التقفتها! تخيلوا فقط أن المستلقي تحت شجرة التفاح تلك, كان شخصا آخر غير نيوتن فما الذي سيحدث؟ أقصر سيناريو مقترح هو أن يفز مذعورا ثم يطلق كثيرا من الشتائم العشوائية ثم يلتهم التفاحة ويبحث عن أخرى يسد بها ما تبقى من جوعه ثم يعود مرة أخرى لوضع الاستلقاء! أعود لأؤكد لكم أيها السادة مرة أخرى أن السر ليس في التفاحة التي سقطت، وإلا فلتعلموا جميعا أنني أعرف شخصا استقبلت رأسه «أريكة جلوس» تركية الصنع من علو ثلاثة أدوار ثم هو لم يخترع أي قانون يذكر, بل لم ينطق ببنت شفة منذ تلك اللحظة التاريخية! وحين يزعم الجالسون عن فعل أي شيء أن «الدنيا حظوظ» في تكريس منهم لمبدأ انتظار الحظ الذي ربما يحظر على شكل تفاحة نيوتن فتفتح لهم أبواب الثراء وأضواء الشهرة أو ربما يحضر كأريكة صاحبي فتفتح له طريقا متصلا نحو المقبرة, فإن العاملين يدركون أن الحظ وحده لا يكفي بل لا بد أن يحضر معه في الطريق الموازي معرفة وإرادة ثم جهد متصل وعمل دءوب للوصول إلى الهدف المحدد. يعرف خبير التنمية البشرية الكندي «براين تيرسي» الحظ بقوله «هو عبارة عن الفرصة التي تتاح عندما تكون متبوعة بالتحضير الجيد» وهو ذلك التحضير الذي كان يملأ رأس نيوتن حين كان محملا بقاعدة بيانات ضخمة من المعادلات الفيزيائية في اللحظة ذاتها، التي أصبح رأسه مهبطا للتفاحة, ليستنبط بعدها قانون الجاذبية الشهير ويخترع بعد ذلك أول «تليسكوب» عاكس, ولتستمر إنجازاته في علم الرياضيات والبصريات, وضع المعادلات الفيزيائية حتى قام البروفيسور الأمريكي «مايكل هآرت» بتصنيف نيوتن بأنه الشخصية الثانية الأكثر تأثيرا في التاريخ البشري، وذلك في كتابه الشهير المائة شخصية الأكثر تأثيرا في التاريخ!