أمور كثيرة مرت في حياتي كانت تشكل حينها معاناة وكانت تبدو لي بلا حلول... وحين تجاوزها الزمن بأيامه وسنواته أضحكتني تلك المعاناة حد البكاء ورأيت نفسي بعد انتهائها "غبية ساذجة " أعتذر لشخصي الكريم ولكنها الحقيقة وهل أكثر مرارة من الحقائق ؟! لعلي أبررها الآن لأخفف عن نفسي طعم الهزيمة في ساحة الاستسلام بتغير الناس واختلاف الزمن وتبدل الظروف .. أتدرون ما الذي يدعو للقهر في الوقت الراهن ؟؟ أن لدينا من الأمور ما يدعونا للبكاء .. عفواً أقصد الضحك على أنفسنا حد الإغماء ونحن نراها وندركها ولا نستطيع تحريك ساكن ونحن على يقين أنها بعد فترة من الزمن سنذكرها ونضرب كفاً بكف على استسلامنا وسذاجتنا لحدوثها ..!! كل تلك المقدمة كانت من أجل العودة لموضوع المدارس الذي كان حديثي الأربعاء الماضي .. ولم استطع في مساحة محددة بعدد من الكلمات أن أبوح لكم ما بداخلي من حزن على وضع أبنائنا في المدارس بشكل عام والحكومية بشكل خاص وقد زادني ما شاهدته من تعليقات القراء سواء في موقع الجريدة أو في ايميلي الخاص زادني إحباطاً حيث تبين أن الوضع أسوأ من تجربتي واطلاعي وآلم من أي تعبير.. هل أبالغ في حديثي عن سوء وضع التعليم والمدارس ؟ هل هناك أهم وأخطر من إعداد الإنسان ؟؟ أخبروني بربكم عن أي مشروع يقام على وجه الأرض تعتقدون أنه أهم من إعداد وتأهيل الإنسان ؟ أأخبركم بأبسط مثال على أمر غاية في البساطة "من وجهة نظري " والذي سوف يضحككم مستقبلاً رغم ألمه الآن..؟ هل شاهدتم طلاب وطالبات المراحل الدنيا وهم يحملون فوق ظهورهم حقائبهم التي تشبه متسلقي جبال الهمالايا ؟؟؟ الرياضيات كتابان واللغة العربية أربعة كتب والعلوم كتابان والتوحيد والفقه كتابان ولكل مادة لا يقل عن دفترين هذا عدا الألوان بأنواعها الخشبية والشمعية وأحياناً المائية ولا تنسوا الأدوات الأساسية كم قلم وكم مساحة وقارورة الماء والبعض يحمل "لانش باج" وهي حقيبة الفسحة الخاصة في حين لا يجدون مكاناً لتناول فطورهم سوى افتراش الأرض " الرخامية اللامعة..!!" من منكم شاهدهم وهم يسيرون بظهور محدبة ورؤوس مطاطأة ليست ذلاً طبعاً وإنما لزوم التوازن الجسدي ... من منكم شاهد أطفال الصف الأول وهم يصعدون للدور الثاني أو الثالث إلى فصولهم في الأدوار العليا وفوق ظهورهم أثقالا تبلغ دون مبالغة ما يقارب أوزانهم؟ والمشكلة كل معلم يدافع عن مادته قائلاً أنا مادتي فقط كتابان صغيران ودفتر..!! والبعض يلزم الصغار بإحضار جميع الكتب تحسباً لغياب أحد المعلمين ومن ثم استغلال الفرصة لأخذ المزيد من الدروس بدل الحصص المفقودة دون أي مراعاة لاستعدادات الطالب النفسية او الجسدية وطبعاً ما ينطبق على المعلم ينطبق على المعلمة.. يا قومي هل من مجيب ؟ أم نسثمر ما يحدث بطريقة إيجابية وندع معاناتنا تمر مثلما مرّ غيرها ؛ لنجد مواضيع دسمة تستحق أن يضحك عليها أحفادنا..وربما أبناؤهم ..!!