قدم خبير متخصص في تقييم الفرص الاستثمارية والمشروعات جملة من النصائح للشباب وللمقدمين على مشروعات جديدة، في مقدمتها "ألا تضع البيض كله في سلة واحدة" أي الاهتمام بتنويع الاستثمارات، مع توسيع النطاق الجغرافي للمشروع، كما نصح "بإعطاء الخبز لخبازه" بمعنى الاستعانة بذوي الخبرة في كل نشاط، وعدم المبالغة في قدرة المستثمر في إدارة المشاريع المختلفة المتباعدة التخصص، كأن يدير خمسة مشاريع متباينة النشاط في آن واحد، مشددا على أهمية عنصر الإدارة واختيار المدير الكفء، محذرا من أن الإدارة السيئة هي سبب رئيسي لفشل المشروعات. جاءت هذه النصائح على لسان إسلام البياع رئيس قسم الاستشارات المالية بشركة KPMG خلال المحاضرة التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة في لجنة شباب الأعمال بعنوان "كيف تدرس وتقيم الفرص الاستثمارية" أمس الأول، وحضرها حشد كبير من شباب وشابات الأعمال والباحثين عن أفكار وفرص لمشاريع جديدة. وأضاف البياع أن بعض المشاريع تحتاج للاستعانة بشريك استراتيجي فني، وأن من الأفضل أن ينضم للمشروع كشريك استثماري أي يساهم في رأس المال، وهو ما يضمن سير المشروع على أساس سليم بعيداً عن الارتجالية أو الاجتهاد المجازف غير المحسوب، بمعنى أن يحدث توافق وتعاون أفضل لمصلحة المشروع ونجاحه. ونصح المحاضر بأن يتم من البداية وضع خطة عمل واضحة والاتفاق على سياسة عمل المشروع وتوزيع الأرباح، حتى لا يحدث سوء فهم بين الشركاء، وأن يتم لضمان عدم الاختلاف وضع الهيكل القانوني المناسب للشركة، ونصح بتسجيل الفكرة الجديدة المتميزة للمشروع عبر اتفاقية قانونية تمنع أي طرف من استغلال الفكرة لمصلحته، وأن يتم تسجيلها كبراءة اختراع وتحديد حقوق استخدامها، كما أن من المهم أيضاً أن يتحسب الشركاء لاحتمال "الطلاق قبل الزواج"، فانفضاض الشراكة يجب أن يكون احتمالاً وارداً لدى الشركاء حتى لا يتفاجأوا بخلافات ما بعد البداية. وركز البياع حديثه على شرح آلية تقييم فرص الاستثمار والمشروعات، وقال إذا بدا أن الفكرة الأولية للمشروع جيدة، فمن المهم اختيار الشخص المناسب المشهود له بالخبرة والكفاءة لإدارة المرحلة الأولية لتنفيذ المشروع، ومن ثم يوكل الأمر للجهة التي تجري دراسة الجدوى، وتشمل الدراسات السوقية والفنية، ثم صياغة اتفاقية البيع المسبق، وتابع أن المرحلة التالية لذلك تكون في البحث عن مصادر تمويل المشروع، وما إذا كان سيعتمد على تمويل حكومي إذا كان متاحاً، أو التمويل البنكي، مشيراً إلى أن لكل ممول شروطه التي ينبغي على صاحب المشروع أن يستجيب لها ويستوفيها. ولفت المحاضر إلى المشكلات التي قد يتكرر حدوثها مع المشروع بعد إجراء دراسة الجدوى والتي تتسبب في حدوث تعثر أو فشل المشروع، تتمثل في عدم الاستعانة بشركة ذات سمعة جيدة لإجراء دراسة الجدوى، ومن ثم تكون النتائج مؤيدة للفشل، إضافة لعدم استعداد الشركاء لتقبل سيناريوهات مختلفة متوقعة لسير المشروع، ومن ثم تحدث المفاجأة التي تصيب الشركاء بالعجز عن مواجهة الصعوبات الطارئة، أو أن يصر الشركاء على الاستمرار في المشروع رغم تكشف العوامل الأولية للفشل. وقال إن من عوامل نجاح المشروع أن يظهر الشركاء إيمانهم بفكرة المشروع من خلال المشاركة في رأس المال، كما أن من الضروري ربط عوائد المشروع بمستوى الأداء، وعدم التسرع بإصدار القرارات الكبرى قبل دراستها، كما على الشركاء أن يكونوا مستعدين لطرح البدائل المناسبة لمواجهة تحولات السوق، وشرح المحاضر خطوات تقييم الاستثمار والمشروعات، لافتا إلى عوامل عديدة تتمثل في مدة الاستثمار، العوائد والمخاطر، قيمة الاستثمار ونسبته من المحفظة الاستثمارية للمستثمر، ومدى تناسب العوائد مع المخاطر، وساق أمثلة عملية بالأرقام لتوضيح عملية تقييم الاستثمار.