عاد منتخب السعودية بنقطة وحيدة من تايلاند خارج الأرض، وأنهى قلقا شديدا لجماهيره أعقب الخسارة القاسية من أستراليا بالدمام وسط أداء ضعيف، وعدم اتضاح الصورة حول هوية الفريق الوطني الذي واجهت تشكيلته الرئيسة تغيرات عدة بين مواجهة الافتتاح في مسقط ومباراة استراليا، وعزز القلق من مستقبل "الأخضر" الظهور الجيد لتايلاند في الجولتين السابقتين حين خسر بصعوبة بعد تقدمه من أستراليا في سدني وكسب عمان؛ ورغم أن المنتخب التايلاندي هو منافس السعودي على البطاقة الثانية في التصفيات الآسيوية، وسبب إرباكا شديدا طوال شهر مضى؛ إلا أن المواجهة الأخيرة أكدت أن السعودية تتفوق على منافستها في كثير من الجوانب، والمتابع لواقع المباراة يلحظ أن لدينا من الإمكانات الفنية ما يجعلنا قادرين على الذهاب بعيدا في التصفيات، ومرد ذلك أن الجهاز الفني بقيادة الهولندي ريكارد بدأ يصل للتشكيل الأنسب بعد أن خاض قبل مباراة تايلاند ثلاث مواجهات إحداها ودية، ولو سارت الأمور كما يجب وحظي لاعبونا بإعداد جيد وخاضوا تجارب ودية قبل لقاء عمان الافتتاحي واستفاد من جميع نجومه الذين حرم من خدماتهم لأسباب غامضة لكان الوضع مختلفا. اعتبار نقطة تايلاند مكسبا ما كان ليحدث لو أن المنتخب في وضعه الطبيعي؛ غير أن الظهور الجيد بعد فترة عصيبة والسيطرة على المباراة وتوفر فرص التسجيل تقودنا للتفاؤل اليوم، شريطة أن يركز الجهاز الفني على ما يعانيه "الأخضر" من عقم أداء خط الهجوم وعدم قدرته على هز الشباك في أربع مباريات متتالية بما فيها ودية إندونيسيا سوى مرة واحدة من ركلة جزاء، وهذا نذير خطر، فلا يوجد فريق بطل لا يسجل مهاجموه الأهداف، ولا فريق ينشد بطاقات تقود لاستحقاقات عالمية والمهاجمون لا يقومون بواجبهم، إما لعدم جاهزيتهم الفنية واللياقية، أو لأن مستوياتهم توقفت في محطة يجدون صعوبة في تجاوزها. ريكارد أعاد لاعب الوسط محمد نور بعد شد وجذب وآراء متناقضة حرمت المنتخب السعودي من خدماته أمام عمان واستراليا وكان حضوره في تايلاند فعالا، وسيستفيد الهولندي كثيرا من تلك المرحلة وأظنه قطع شوطا في معرفة فريقه وحاجاته، والمؤمل أن يسعفه الوقت لعلاج العقم الهجومي واختيار العناصر المناسبة لوضع حدّ لغياب الأهداف السعودية، وجمع النقاط الكفيلة بتجاوز هذه المرحلة. علينا أن ندرك أن مشوار الوصول لكأس العالم بالبرازيل 2014 شاق جدا، وأن فرص الإقصاء منها لا يقل عن فرص بلوغ نهائياتها، ومتى تجاوزنا المرحلة الحالية وهذا ما أنا متفائل به رغم أخطاء البداية، ومتى عملنا باحترافية في المراحل الأصعب مع المنتخب ومنحنا الجهاز الفني الوقت الكافي والصلاحيات الكاملة لاختيار الأنسب والأكثر جاهزية لارتداء الشعار سنجد أنفسنا سلكنا طريقا صحيحة نحو العودة لمكانة المنتخب السعودي التي فقدها على مستوى القارة.