جرح الهوى أعيا الأطباء علاجه والفكر ضاقت به مناهيج الافجاج والشوق باقصى ضامر القلب فاجه لفح الهوى واشعل بالاضلاع وهاج والقلب قل من الهموم ابتهاجه والدمع من عيني على الخد ثجاج من خشف ريمٍ باخلٍ بالمواجه علي وانا منه للوصل محتاج له غرةٍ كالصبح عند انبلاجه والخد كنه بدر الانصاف لعاج والوجه مصباحٍ اضا في زجاجه والعرف ليلٍ منه جنح الدجى داج من فوق لحظٍ كن دارة حجاجه نونٍ على صادٍ من العفص والزاج غض النواهد كنها حق عاجه ما ضر حاله لو على مغرمه عاج والوسط مهضومٍ غدا باندباجه ارق وألطف من حريرٍ وديباج والخصر يبدي من ضناه انزعاجه يشكي الجفا من ضيم ردفه بتلجاج لا كن ردفه لا مشى برتجاجه تيار بحر به تلاطمت الامواج او شبه طعسٍ سمتته الفجاجه محيا الخيال وهوج الارياح وثباج والساق مدموجٍ يزين اندماجه خلخال تبرٍ في مراصيف محراج طفلٍ نشا من ترب ليلى نتاجه ما شب في نجدٍ ولا في حمى تاج ظبيٍ تفرد بالبها لبس تاجه لو طالعه كسرا العدا له رمى التاج بالدل يمزح والحيا بغتناجه رعبوب خرعوبٍ من البيض مغناج لما رما الخاره ولبس العلاجه له قلت صل مغراً بلاماك هراج لي قال لا تكثر علي اللجاجه إن كان ودك نعتني فيك بعلاج اصبر ترى بعض اللجاجه سماجه واعذر وسامح من لبحر الهوى فاج بعد الصبر تقضى لنا كل حاجه اصبر لصبري فاخر الصبر الافراج له قلت ان الصبر مرٍ اجاجه ما نستطيعه لو بسوق الهوى راج لما سمع قولي تغير مزاجه وأغضى ولجلج لي بالالحاظ وإلتاج سمحت له وأديت باقي خراجه وبقيت في وصفه للاشعار نساج يا من عليه الصعب سهل انفراجه تجعل لصافي الخد رزقٍ ومخراج الشاعر: هو حسين بن موسى الصايغ والملقب أبو خميس الأحسائي نسبة إلى مسقط رأسه الاحساء وقد عاش في القرن الثالث عشر الهجري وله مراسلات شعرية مع شعراء عصره مثل الشاعر سليمان بن عفالق ومحسن الهزاني. دراسة النص: يعتبر النص أحد نماذج الشعر الغزلي في القرن الثالث عشر الهجري حيث يركز الشعراء في غزلهم على الوصف الحسي أو بمعنى اصح العشق الجسدي وبالتالي الشعر لديهم يعتمد على تعديد مزايا جسد الحبيبة فتتكرر الصور من قصيدة لأخرى وكأنما استنسخت جميع القصائد عن بعض وكأنهم اتفقوا جميعهم على نفس المواصفات فلا تخلوا قصيدة غزلية من وصف العين والخد وإضاءة الوجه ونحول الخصر ورقة الملمس واستدارة الأوراك وامتلاء الساق وحركية أجزاء أخرى بما يمثل ذائقة عامة توارثها أبناء الجزيرة العربية وهو خط ظهر في الشعر الجاهلي وكان واضحاً عند امرئ القيس في معلقته الشهيرة وأمتد حتى وقتنا الحاضر وإن كانت هناك مؤشرات مؤخراً على اضمحلال هذا الخط الشعري الذي تتجلى فيه المقدرة الإبداعية للشعراء على التصوير حتى أن المتلقي تتشكل في ذهنه صورة ثلاثية الأبعاد وكأنه يقف أمام تمثال نحته الشاعر بمقدرة فائقة على تحريك العواطف الغريزية بل أنها في فترات زمنية طويلة لا تكاد تخلو قصيدة حتى وإن كانت مدحاً من هذا الغزل الجسدي وليس أدل من قصيدة زهير بن أبي سلمي في الرسول صلى الله عليه وسلم: وما سعادُ غداةَ البينِ إذ رحلوا إلا أغنُ غضيضُ الطرفِ مكحولُ هيفاءُ مُقبلةً عجزاءُ مدبرةً لا يشتكى قصرٌ منها ولا طولُ تجلو عوارضَ ذي ظَلمٍ إذا ابتسمتْ كأنه مُنهلٌ بالراحِ معلولُ والقارئ لنص شاعرنا أبو خميس الأحسائي يجد تشابهًا كبيراً بينه وبين نص دوقلة المنبجي ولا أستبعد أن أبا خميس متأثراً بقصيدة دوقلة فعند المقارنة بين بعض الأبيات من القصيدتين نجد تشابهاً حتى في ترتيب وتتابع هذه الصفات داخل النص والذي يبدأ من الأعلى بوصف الوجه إلى أن يصل إلى القدم يقول دوقلة: فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ ويقول ابو خميس: له غرةٍ كالصبح عند انبلاجه والخد كنه بدر الإنصاف لعاج والوجه مصباحٍ اضا في زجاجه والعرف ليلٍ منه جنح الدجى داج من فوق لحظٍ كن دارة حجاجه نونٍ على صادٍ من العفص والزاج يقول دوقلة: وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ ويقول أبو خميس: والوسط مهضومٍ غدا باندباجه ارق وألطف من حريرٍ وديباج والخصر يبدي من ضناه انزعاجه يشكي الجفا من ضيم ردفه بتلجاج لا كن ردفه لا مشى برتجاجه تيار بحر به تلاطمت الامواج أو شبه طعسٍ سمتته الفجاجه محيا الخيال وهوج الارياح وثباج يقول دوقلة: وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ يقول أبو خميس: والساق مدموجٍ يزين اندماجه خلخال تبرٍ في مراصيف محراج وإن كان تميز نص الشاعر هنا بحوار مختلف مع الحبيبة ويبدو أنها إحدى زبائن المحل لديه ويفهم من النص أنها تمر بظروف مالية حرجة أراد أن يستغل ذلك للضغط عليها ولكن في النهاية وعندما أحس بتغير مزاجها وعدم قبولها لهذا الضغط أضطر ان يقضي حاجتها ويدعي لها بالرزق وانفراج أزمتها المالية: لما سمع قولي تغير مزاجه وأغضى ولجلج لي بالألحاظ وإلتاج سمحت له وأديت باقي خراجه وبقيت في وصفه للاشعار نساج يا من عليه الصعب سهل انفراجه تجعل لصافي الخد رزقٍ ومخراج