زارت وكل العالمين هجوع من لا هتنا بوصالها ممنوع في جنح ليلً والفيافي دونها ومهامةٍ فيه الوحوش ارتوع قفرٍ سباريت خليٍ مابها الا نجايب او بها جربوع جتنني بها يهيا لها من حسنها صافي جبينه كنه الشموع و لواحظٍ فيهن السحر واضح من سحر بابيلٍ لها مجموع ومورداتٍ بينهن مورق وانفٍ كحد مهندٍ مشروع ومناكب عما يعلق بذنبها (1) جل الذي سوى لهن خضوع ومهفهفٍ يتل وشاحه ضامر مطوي حشاً ما طوي له جوع والى بغى ينوي القيام لحاجة لكنه من حد الحشا مقطوع تنقل نقا لولا الثياب تلفها والدانيين اللي لذيك فزوع يزها الثياب وبالمراح(2) إلى دنا في حليها عنه الغطا منزوع ومقلدٍ وموشحٍ ومخلخل لا بالطويل موازنٍ مربوع فيه الملاحة والسماحة والبها ما ذكر في سوق الغلا مبيوع فان شافها قاري الكتاب مطوع خلى الكتاب من اجلها والطوع فلو يراها عابدٍ في خلوه شفته على وجه الوطا مصروع حورية تركيةٍ عربيه أوصافها تكمل بحسن طبوع مياسةٍ نعاسةٍ مكياسة ما للردي بجنابها مطموع اوحشةٍ محشيةٍ بلطافه ولا هبرة تذكر ولا بطلوع ولى استتم البدر وابعد حسنه غطا جماله كنه المبلوع ولو تطا صافي الحصا بأقدامه اخضر صوان الحصا بزروع قريت (ألم نشرح لك) وذهني غايب ما اظن يرجع غير عقب سبوع ثم الصلاة على النبي محمد ما غنت الورقا بروس فروع الشاعر : هو رميزان بن غشام من آل بو سعيد من آل مزروع من بني تميم من شعراء القرن الحادي عشر الهجري حيث تولى إمارة روضة سدير في عام1057ه وتوفي عام 1079ه.وقد حفلت المجاميع الشعرية والمخطوطات بقصائده ومراسلاته مع شعراء عصره. دراسة النص: ورد النص في مخطوطة شعر قديمة لجامع مجهول، ويمتاز النص بأن الشاعر قصره على صفات المرأة الفاتنة بحسب رأيه، وقد بدأ الشاعر قصيدته معلنا قيام الحبيبة بزيارته في جنح الليل وأنها قطعت الفيافي والقفار الخالية إلا من وحوش الحيوانات في سبيل أن تصل إليه، وهذا يرفضه الواقع ولا يتصوره العقل من امرأة، ولكن الشاعر وظف هذه الصورة كمخرج طوارئ يلجأ إليه ليدعي أن هذه القصة هي من أحلامه ولا تدل على حقيقة، وهذا أسلوب اتبعه كثير من الشعراء تهرباً من الحرج، وقد استخدمه الشاعر بحرفية ثم يبدأ في تعديد الصفات التي يرى أنها مقاييس الجمال التي يخيل للشاعر أنها ستجعل السامع يفغر فاه اندهاشاً بما تمتلكه فاتنته من سحر الالحاظ إلى الخدود المشربة بالحمرة إلى الأنف الذي هو أشبه بالسيف الهندي إلى ما تتميز به من تباعد الأكتاف ونحول الخصر والذي لم يكن ضموره من جوع حتى انه من شدة الضمور يعتقد الرائي لها عند نهوضها أن جسدها قد انفصل في هذا الموضع، وهذه الصورة شبيهة بقول دوقلة المنبجي: وبخصرها هيف يزينه فإذا تنوء يكاد ينقد وهنا يظهر تفضيل الخصر النحيل ولكنه يرتبط بالأرداف الضخمة التي هي أشبه بالجبل الرملي الذي تزهو به الأثواب ثم يصف النحر والساق اللذين تزينهما الحلي وأن هذه الفاتنة ليست بالطوال ولا بالقصيرة وانما مربوعة الجسم وهذه الصور تتفق مع ما جاء عند كعب بن زهير في قوله: هيفاء مقبلة عجزاء مُدبرة لا يُشَتكى قصر منها ولا طول وبعد أن حدد الصفات الجسدية ينتقل الشاعر إلى الحديث عن الصفات المعنوية من خفة الدم وسماحة النفس وانه لا يشابهها أحد في ذلك، وإمعانا من الشاعر في تأكيد ندرة مواصفات حبيبته فهو يجزم بأن (المطوع) إذا شاهدها ستتغير حاله، بل أن الراهب في صومعته سيصرع من الدهشة فيما لو شاهد هذا الجمال ، ففي المرأة خليط من صفات الحور ونساء الترك والعرب زيادة على حسن الطباع، ورغم ما فيها من الدلال والغنج فهي عفيفة، بل هي تفوق البدر حسناً ولو وطئت بقدميها على الحجر لأنبت العشب واكتسى بالخضرة. ومما يجدر ملاحظته والإشارة إليه أن الشاعر المتأخر ابن حصيص من أهل القرن الرابع عشر الهجري صاحب البيت الشهير: المطوع لو يشوف خديد ساره طبق(...)وعجل بالصلاتي قد استنسخ معنى هذا البيت من بيت رميزان الوارد في هذه القصيدة: فان شافها قاري الكتاب مطوع خلى الكتاب من اجلها والطوع الهوامش: 1-أذيال ثيابها 2-مكان النوم صورة مخطوط قصيدة رميزان