( تقرير ) هذي هي الأخبارُ يا أمي : على جدارِ النار ِسالَ الظلُّ ... قبل الصبح نحتكرُ الإرادة ..! على فراشِ الموتِ خانَ الليلُ .. بعدَ الصبح نبتكرُ الولادة ..! هذي هي الأخبار يا أمي: شمسٌ الغروبِ.. حمامةٌ بيضاءُ في الزيتونِ .. أسماءٌ مؤجّلةٌ حروقٌ من صقيعْ ...! أمٌ تبيعْ ...! طفل يضيعْ ..! هذي هي الأخبار يا أمي تلخّصها التقارير الكثيرة تحت عنوان : الربيع..! ( تحرير ) في سلَّةٍ للغيمِ تنمو زهرةٌ في تلّة للغيبِ تبدو فكرةٌ هذي سماء الله يا أمي .. زرقاءَ ذات النيلِ لاتخفى على عينيكِ عتمتُها ولا غبشُ البريق ...! هيّا احجبي هذا الدخانَ.. على طريقِ الماءِ يخمدُنا الحريقْ ..! هذي سماءُ اللهِ يا أمي.. وهذا هو الطريق ..! ( تدمير ) منذ ابتدأنا الموتَ يا أمي نموتْ ولا يموتْ .. لاشيء يأخذنا إلى نحنُ.. ولا عنّا كما كنّا : بيتٌ بلا سقفٍ سقفٌ بلا بيتٍ.. وفي كلٍّ بيوتْ..! منذ انتهينا الموتَ يا أمي نعيشُ إذا يموتْ ..! ( تخدير ) أمّاهُ في هذي الطولِ حبيبتي غجريَّةً تتخدّرُ الأخبارا نامتْ على تخْتِ الغروبِ وضاجعتْ ليل الكلام .. وأفشتِ الأسرارا أماه لااا للكرْه إن هي أنجبتْ من ليلها قمرًا .. يطلُّ نهارا ..! ( تزوير ) الياسمينةُ في الحديقةِ.. والمقابرُ في البلادْ...! البيتُ من طوبِ الرمادْ الشارع المنذورُ للماشينَ خلفَ ظلالِهمْ نمطُ الحِيادْ..! الشاعرُ المأخوذ بالمرئيِ عادْ..! لاخوفَ يا أمي سوى أني هنا.. أتلو على الغاوينَ صبحَ قصيدتي عدنا بها وِزْرًا .. وما عاد ت رشادْ..! لا خوف يا أمي.. إذا ابيضَّ السوادْ ... فالياسمينةُ في الحقيقةِ والقبور على حِدادْ ..!