احسست في احد الأيام بألم اسفل البطن وانا وهذا الألم شيل وحط فتارة يهدأ ويمنحني فرصة في الحياة السعيدة وتارة ينقض كالصقر بمسكة مخلبية وهذه بالمناسبة من مصطلحات المصارعة الحرة، وعلى ذكر المصارعة اذكر طرفة بهذا الصدد وقديماً ايام التلفزيون الأبيض والأسود وفي احدى الحلقات واذا بأحد المصارعين ممسكاً بتلابيب الآخر بمسكة منومة ولم ينم فالتفت احد كبار السن الذي كان يعشق مشاهدة المصارعة على ابنائه قائلاً (يمكن انه نايم عقب الظهر) عموماً خرجت من المكتب وانا اطمئن نفسي قائلاً يمكن برد وكان كذلك رأي زملائي في العمل وهذا اسلوب تطميني خلاق لكى يهونوا الأمر، وهو التصور الذي يمكن تسميته التشخيص الاستباقي الوقائي لاسيما وان الجو عندنا بارد مشمس حار غبار صيفا وشتاءً اي جو كوكتيل، ذهبت الى المنزل ودهنت جسمي بالفكس وتكمكمت وتلملمت وكنت اشبه برائد فضاء يستعد للوصول الى عالم غريب، الألم استمر على هذا المنوال يعطيني فسحة ويعود وانا اعلل النفس بالآمال ارقبها. وفي الصباح اتجهت الى العمل الحالة! المعنوية توحي بزوال الألم والواقع خلاف ذلك وكنت اعبر الممرات كالسهم والقي السلام على الزملاء على عجل لكي لا ادخلهم في دوامة الفكس العالمية ومن حسن الحظ أني لم اقابل المدير العام في ذلك اليوم، استمرالألم على نفس الوتيرة ذهابا وايابا، والأمر المحزن انه شدد من قبضته وفي نهاية الأمر حسمت أمري واتجهت الى الطبيب المختص بالباطنة وبحكم خبرته وبعد الكشف المبدئي شخص الحالة وطلب مني عمل تحليل واعطاني وصفة العلاج والحمد لله على كل حال خفف الدواء من مسكات الألم الموجعة. وفي هذا السياق بودي ان اشير الى نقطة حيال التعامل مع الطبيب وهي ان تكون الشفافية والوضوح اساس التعامل اذ كيف سيشخص الطبيب حالة المريض على نحو دقيق والمريض يخفي بعض الأمور وقد تكون رئيسية اما خجلاً او حياءً او نسياناً وهذا وارد بنسبة كبيرة لاسيما وان المريض يكون مشوش الذهن والتركيز نظرا لحالة الألم التي لا ترحم فعامل الشفافية يجب أن يكون الضوء الذي تسير عليه المنظومة العلاجية، فمن غير المعقول أن يخفي المريض علاجا معينا يتعاطاه عن الطبيب، وإذا حدث تعارض بين الدواءين نلقي باللائمة على الجهة الصحية، فالمريض يجب أن يضع نصب عينيه الصراحة متى ما أراد استخدام العلاج المناسب حرصا عليه وعلى صحته وان يساعد نفسه بمساندة الدكتور بالمعلومات، والسؤال الذي يتبادر الى ذهني دائماً هو كيف يتسنى للطبيب ان يعلم بالأدوية التي يتعاطاها مريضه لاسيما وان المريض في هذه الحالة يكون قلقا ومشوشا ذهنياً وبالتالي لا تكون الأدوية حاضرة في ذهنه اثناء مقابلته للطبيب؟ الجواب في تقديري يكمن في الاستفادة من التقنية بهذا المجال لا سيما في مجال الأدوية وبالتالي فإن المريض الفطن وبمستواه الفكري العالي يستطيع ان يحفظها في اي جهاز محمول ويخزنها في الذاكرة طالما ان ذاكرته لن تسعفه ليستعين بها في هذه الحالات الحرجة وهذا بلا ريب سيسهل كثيرا على الطبيب في تتبع المرحلة العلاجية عطفاً على معرفته للأدوية التي تعاطاها المريض وبالتالي فإن صرف الدواء سيتم على نحو دقيق. وعندما خرجت من الطبيب واثناء عودتي الى المنزل امتطيت صهوة مركبتي وفي الطريق وفجأة ومن دون مقدمات واذا بي امام تل جبل صخرة لا ادري ماذا اسميه العرب تسميه مطب صناعي العقال طار في جهة والغترة في الجهة المقابلة وجهاز الراديو يصدح (الحياة حلوة) والألم هو الآخر وجدها فرصة ليكمل ما تبقى من هذه االملحمة العلاجية البهلوانية غير المستحبة. الجميع يحبون النظام والهدوء قليل من الرحمة بنا وبنفسياتنا ومركباتنا، لا تزيلوا هذه المطبات فهي جيدة وتحث السائقين على عدم السرعة، خصوصاً داخل الأحياء وعند المدارس والمستشفيات والمرافق الأخرى، كل ما نريد هو وضع إشارة تبين أنك أمام مطب، دعونا نراها لكي نتعامل معها بحكمة وتتعامل معنا برأفة، خصوصاً أن اختلال توازن المركبة يكلف كثيرا ويُحدث من الأعطال فيها ما يسيل له لعاب الميكانيكيين والكهربائيين المستعدين لاستقبالك في الحل والترحال.