شدد الممثل الاقتصادي والثقافي لتايوان في المملكة الدكتور إبراهيم جاو على ضرورة تذكير رجال الأعمال في كل من تايوان والمملكة العربية السعودية بالفرص الاستثمارية المتاحة (المتوافرة) في البلدين، لافتاً إلى أن نمو التجارة البينية بلغ حتى شهر يوليو من العام الحالي حوالي تسعة مليار دولار أمريكي زيادة عن العام الماضي الذي كان قد بلغ حوالي السبعة مليارات دولار أمريكي. وأرجع جاو سبب عدم وجود مشاركة تايوانية واسعة في المشاريع الإنشائية في المملكة إلى ارتفاع مستوى الرواتب التي يتقاضها المهندسون والكوادر الفنية التايوانية، مشيراً في نفس الوقت إلى عدد من المشاريع المتعلقة بقطاع النفط والبتروكيميائيات في كل من الساحل الشرقي والغربي للمملكة. وأبدى الممثل الاقتصادي والثقافي استعداد بلاده لتقديم منح دراسية للطلاب السعوديين الراغبين في الدراسة في تايوان، مشيراً إلى أن التدريس لا يقتصر على اللغة الصينية فقط بل باللغة الانجليزية أيضاً . فإلى نص الحوار : - * هل لكم أن تحدثونا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ؟ - يعود التعاون الاقتصادي والتجاري وحتى التقني بين المملكة العربية السعودية وتايوان لعقود مضت، فالتجارة الثنائية بلغت حسب الأرقام خلال نصف العام الحالي وحسب بيانات شهر يوليو أكثر من 9,2 مليارات دولار أمريكي بنمو 17 % ، مقارنة بالعام الماضي حيث أشارت الأرقام إلى 7,8 مليار دولار أمريكي في نفس الفترة، مع ترجيح جانب المملكة فنحن نعتمد على موارد الطاقة منها، وأما الصادرات التايوانية للمملكة فهي مطردة وقد تضاعفت عن العام الماضي بنسبة 100% إلا أن إجماليها ما زال ضئيلاً وهو في حدود المليار دولار أمريكي فقط . * ماهي المجالات التي تخططون الدخول فيها في سوق المملكة ؟ - بالنسبة للحكومة لدينا فإنها تشجع حرية التجارة الفردية للمواطنين، وبين الشركات الثنائية بين المملكة وتايوان لاختيار ما يرونه مناسب للتصدير والاستيراد. من أهم الصادرات قطع غيار السيارات ومنتجات التكنولوجيا المتقدمة، وتوجد فرص واعدة بالرغم من الأزمات والتغيرات التي يمر بها السوق .. وبشكل عام فإن استثمارات تايوان تنتشر في جميع دول العالم. * هل تطمحون في دخول سوق الإنشاءات والتشييد ؟ -التايوانيون مستعدون للدخول، ولكن هناك عناصر تهيء للدخول وأخرى لا تساعد، مثل التنافسية ومستوى المعيشة ورواتب المهندسين والعمالة الفنية، وهي عناصر تقلل من التواجد التايواني في هذا المجال ولكن مازالت لدى تايوان فرص في مناحي الاستشارة وإدارة البرامج. * ماهي الدول التي لديكم تعاون معها في منطقة الخليج ؟ - كثير من شركات الإنشاء التايوانية الخاصة تعمل في أسواق الخليج ومنها المملكة ولديهم مشاريع لإقامة مصافي ومصانع بترولية، كما توجد شركات تايوانية تنفذ بعض المشاريع في الساحل الشرقي والغربي . * هل لديكم تحالفات تايوانية كورية أو مع أي شركات من دول أخرى ؟ - نحن نرحب بأي تحالف، وهناك مساعي بيننا وبين اليابانيين والسنغافوريين ويمكن أن نؤكد بأنه لا يكاد يكون هناك أي مشروع إلا ويوجد تواجد تايواني. * فيما يخص التعاون العلمي بين البلدين وخاصة مع برنامج الابتعاث الذي تنفذه المملكة، كم يبلغ عدد الطلاب السعوديين في تايوان، وهل يوجد طلاب تايوانيين في المملكة؟ - أنا من الجيل الأول قبل 30 سنة من الذين استفادوا من المنح حيث درستُ في جامعة أم القرى في مكةالمكرمة، ومنذ ذلك الحين والطلاب التايوانيون يأتون للمملكة للدراسة، وهذا أمر مشكور للمملكة. كما إن لنا طلاب يدرسون حالياً في جامعة الإمام وجامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، ونحن نحرص على التواصل الثقافي والتعليمي وتبادل الخبرات. كما أننا نرحب بالطلاب السعوديين الذين يريدون مواصلة تعليمهم في تايوان.. وهذه الأسواق التعليمية مفتوحة وبعض الطلاب يريدون اختصار الوقت، ويزعمون أنهم يضيعون وقتهم في تعلم اللغة الصينية، على الرغم من وجود جامعات لدينا في تايوان الدراسة فيها باللغة الانجليزية. إن ما نحتاجه هو الترويج لها بشكل أوسع. إن تايوان على استعداد لتقديم منح دراسية لمن يريد مواصلة تعليمه في تايوان من الطلاب الأجانب. وفي هذا المقام نرحب بالشباب السعوديين وأبناء دول الخليج الأخرى بأن يقوموا بالاتصال بنا لمعرفة كيفية الحصول على المنح والوصول إلى تايوان. * ما هي العقبات التي تواجهكم في المجال الاقتصادي والتي تعيق دخول الشركات التايوانية إلى أسواق المملكة؟ - في الحقيقة يجب على الجانبين بذل المزيد من الجهود وخاصة الجانب السعودي لتذكير الناس بالفرص المتاحة للتبادل التجاري، وعلى التايوانيين أيضاً ضرورة التعرف على الأسواق السعودية بشكل أكبر، ويأتي هنا دورنا لتعريف السعوديين والخليجيين بالفرص الاستثمارية والتجارية وطرق التواصل. وأرى من واجبي بأن أعرف التايوانيين بالفرص الموجودة في المجال التجاري، كما أن السوق التايواني سوق استهلاكي لا بأس به. * ما دور الغرف التجارية في المملكة وتايوان ؟ - لدينا لجنة مشتركة تسمى اللجنة السعودية التايوانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتقني والمسند أمرها في المملكة لمجلس الغرف وقد عقدت الدورة 21 والتي بالمناسبة تعقد حوالي كل سنتين وهذا يدل على عراقتها وقد عقدت آخر مرة العام الماضي في تايبيه وتم الاتفاق على عدد من المواضيع ما زلنا نتابعها لأن لدينا مشاريع تعاونية زراعية وأخرى للتدريب المهني، كما أن لدينا أيضاً تعاون في مجال المواصفات والمقاييس. وأريد ان أحدثكم عن مجالات قابلة للتفاعل وأتذكر هنا موقفاً مر بي خلال شهر رمضان الماضي، عندما كنت في تايوان أؤدي صلاة التراويح في مسجد تايبيه وبعد أن فرغنا من الصلاة وإذا بعائلة سعودية أتت لتقضي فترة الإجازة في تايوان كانت تصلي معنا ، وسألتهم عن حالهم فقالوا بأنهم مرتاحين. وقد لاحظنا بالفعل ان هناك تزايداً في إصدار التأشيرات ، وبهذا نستطيع أن نقول أن قطاع السياحة ربما يكون مجال جيد لتنشيط العلاقات ، وخاصة قطاع السياحة العلاجية ، فمستوى الخدمات الطبية في تايوان عالي، ولكن عامل اللغة وارتفاع التكاليف قليلاً ربما يكون عائقاً. * هل يمكن أن تحدثونا عن تطور العلاقات بين بكين وتايبيه خلال الفترة الحالية ؟ - منذ عام 2008م الذي تم فيه انتخاب الرئيس ما ينج جو، والذي منذ توليه الرئاسة حرصت حكومته على تهدئة الاضطرابات بين الجانبين. في عام 2010م، وبعد كثير من المساعي الحثيثة تم توقيع إتفاقية إطار التعاون الاقتصادي بين الجانبين وهو تعاون اقتصادي بحت ونتيجة لهذه الاتفاقية شهدت الدول المجاورة انتعاشاً في العلاقات الاقتصادية في المنطقة. فقد سمحت الاتفاقية لأكثر من 500 رحلة طيران مباشرة أسبوعياً وكذلك تم فتح مجال شحن البضائع وكلها ضمن الأنشطة الاقتصادية. وتحرص الحكومة التايوانية على أن تشارك تايوان في المحافل الدولية، بمعنى أن تكون تايبيه في خدمة المجتمع الدولي وخاصة المساهمة في النواحي السلمية، وفي التواصل الثقافي والتعليمي، وأن تكون إيجابية في الأنشطة الاقتصادية مع الدول الأخرى.