عندما تقود سيارتك متجهاً بأمان الله الى عملك او منزلك ترى احياناً مايعكر صفوك او يكدر خاطرك وذلك عائد لبعض الحماقات التي يرتكبها الكثير من السائقين اما عمداً وهو الاكثر او لقضاء حاجة على عجل دون مراعاة للغير واغلب هذه المخالفات التي ترتكب تكون من قبل اطفال صغار لايراعون حرمة للطريق او للغير بل ان اكثرهم ينظرون الى انهم هم الوحيدون الذين يسيرون على الطريق وهو مخصص لهم فقط..! واهم تلك المخالفات التي انتشرت بشكل مخيف قطع الاشارة المرورية والتجاوز الخاطئ والسرعة والوقوف الخاطئ وغيرها الكثير. وتعتبر المخالفات المرورية هي السبب الاول ان لم تكن هي الوحيدة للحوادث المرورية فيكفي ان نقول ان هناك اكثر من 10 ملايين مخالفة سنوية يتم رصدها وللنظر جيداً للكلمة الاخيرة رصدها ام لم يرصد فإنه سيكون ضعف هذا العدد ان لم يكن اكثر من ذلك بكثير وقد اكدت الاحصاءات على ان اكثر من 34٪ من الحوادث المرورية الخطرة تكون بسبب مخالفتي قطع الاشارة المرورية وزيادة السرعة وعلى الرغم من اتفاق معظم المراقبين على ان الجزء الاكبر من مسؤولية الحوادث والمخالفات المرورية يقع على السائق الا ان هناك مسؤولية تقع على عاتق رجال المرور الذين لايقومون احياناً بمهامهم على الشكل المطلوب مما ينتج عنه ارتكاب السائقين المخالفات المرورية كما ان هناك تداخلاً في ادوار الجهات المعنية في البداية يقول الاستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي استاذ النقل ورئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور ان الامر خطير وهام فالامير نايف قد وضع النقاط على الحروف حين اطلق على المخالفات المرورية ظاهرة لانها اصبحت تشكل ظاهرة واضحة للعيان وربما ان هناك الكثيرين الذين لايريدون التحدث عن هذه المشكلة رغم خطورتها على الجميع لأنهم يعتبرون مسؤولية عن وقوعها فمشكلة المخالفات المرورية اصبحت هاجساً يؤرق والحوادث التي تقع بسبب تلك المخالفات المرورية مشكلة لم تجد حلاً بل انها زادت لدينا في المملكة والوقوف ضدها بصرامة مطلوب لان اكثر السائقين المخالفين لايخافون العقاب وذلك لأنهم يرون في قرارة انفسهم انهم بعيدون عن طائلة المحاسبة فلو كان هناك شدة وحسم في تطبيق الانظمة المرورية على السائقين العابثين والمخالفين لما تجرأ هؤلاء على جريمتهم نعم اسميها جريمة لانه في اغلب المخالفة هدر للنفس البشرية ولمقدرات البلاد فيكفي ان نقول ان هناك اكثر من 4 الاف قتيل سنوياً بسبب الحوادث المرورية الناتجة عن المخالفات المرورية بل ان الامر تعدى ذلك الى وجود هدر في مقدرات البلاد يبلغ 5٪ من الناتج المحلي اذاً فالمصيبة اكبر واعم والحل من وجهة نظري العقاب لان مبدأ العقاب هو الطريق الناجح لمثل هذه الحالات فالسائق المستهتر غير المبالي يحترم الانظمة والقوانين المرورية متى ما سافر الى دولة اخرى تطبق مبدأ العقوبة..! من جانبه قال العقيد خالد بن نشاط القحطاني مدير ادارة الدراساتو الاحصاد بالمرور قال انه ومن خلال المخالفات التي تم ضبطها عام 1424ه في المملكة بلغت 10,641 مليون مخالفة مرورية نسبة السعوديين منها 63٪ والباقي لغيرهم 37٪ وقد كان اكثر المخالفات المرورية عدم ربط حزام الأمان حيث بلغت 1,575 مليون مخالفة بنسبة 14,8٪ ثم يأتي الوقوف الخاطئ واضاف ان الحوادث المرورية حديث يشوبه الحزن والالم خاصة اذا كان الضحايا هم من الشباب الذين يعتبرون هم الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث وهذه مشكلة اجتماعية يعاني منها الجميع لما لها من آثار كثيرة يعاني منها المجتمع بالحملة ثم ان منظمة الصحة العالمية ومن خلال الدراسات التي اجرتها سابقاً ان من تزهق ارواحهم بسبب الحوادث المرورية تبلغ بين 1 - 2٪ من الوفيات في العالم. اما الاستاذ صالح المرزوق عضو اللجنة الوطنية للسلامة المرورية قال لاشك ان التوعية المرورية قد احدثت ردة فعل ايجابية خاصة في بداية الحملة التي رافقتها بعض العقوبات والتواجد المروري الذي اشعر المواطنين والمقيمين بجدية هذه الحملات والمتطلع الى الحملات المرورية بكل ما صاحبها من تأثير يجد انه لايمكن ان توفر التوعية دون الجزاءات الرادعة لمن يخالف القوانين فمن أمن العقوبة اساء الادب والا ما معنى ان اقوم بحملة تكلف الملايين دون ان يكون هناك مقابل وهذا المقابل يجب ان يرى تأثيره على المواطنين والمقيمين خاصة الجزاءات والا ما معنى التزام معظم السائقين في الخارج بانظمة المرور وعدم التزامهم بها في الداخل اليس هناك قوانين صارمة تطبق بحق المخالفين؟ مع العلم ان التوعية ضرورية لكنها لن تكون كافية اذا لم يرافقها الجزاء الصارم والشديد والفاعل والمؤثر على ان يحاسب المخالف خلال اسبوعين من تاريخ المخالفة حتى يشعر بالمتابعة لأن ترك المخالفة الى حين مغادرة البلاد بالنسبة للاجنبي او عند تجديد الرخصة او الاستمارة للسعودي يعني انه قد يمضي وقت طويل على العقوبة وبالتالي فقد يرتكب السائق خلال هذه الفترة الطويلة اعداداً هائلة من المخالفات لذا فإن التوعية غير كافية في الوقت الحاضر بالرغم من الحملة الاعلامية التي تعتبر كالبالون في موسمية لأن التوعية تحتاج الى اتحاد كافة الجهات ووقوفها بجانب بعضها البعض مما يسمح لها بتصميم رسائل توعية مرورية للجميع. اما الاستاذ عبدالرحمن الحصان وهو احد المهتمين بالجوانب المرورية فقال ان المخالفات المرورية مستمرة مادام ان الوضع القائم مستمر فإذا لم تتحرك ادارات المرور في تصحيح الوضع القائم حيث ان هناك استهتاراً من الكثير من السائقين بالمرور وانظمته فتجد الشخص يقطع الاشارة دون مراعاة للآخرين بل انه لاينظر مجرد نظرة الى الغير وكأنها امتلك الشارع والاشارة ثم هناك الوقوف الخاطئ المنتشر بكثرة في شوارع المملكة فهل ذلك عائد لسوء التخطيط اما هو للعشوائية الموجودة بكثير من طرقنا ومواقعنا فإذا كان الوضع كما هو لماذا لايتم وضع جميع المواقف في وسط المدن باسعار رمزية كما هو معمول به في دبي حيث تجد ان غالبية السائقين يلتزمون بالوقوف الصحيح ويضعون المبلغ في حصالة النقود واذا لم يقم الشخص بوضع النقود يتحصل على غرامة مالية وهذا ما ادى الى قلة المخالفات المرورية في ايقاف الخاطئ ثم هناك الوضع المروري الموجود حالياً حيث نجد ان هناك قلة في امكانيات رجال المرور البشرية والآلية مما يؤدي الى كثرة المخالفات المرورية والتي منها قطع الاشارة المرورية والسرعة الزائدة التي ادت الى حصر ارواح بريئة لا ذنب لها والمطلوب حالياً هو وقفة مع النفس للتعرف على حجم المشكلة فالوضع خطير ويتطلب تضافر الجهود لحل المشاكل الناتجة من المخالفات المرورية فنحن هنا في المملكة نعتبر من الدول التي تحصل بها مخالفات مرورية بشكل مزعج هذا مانقله لي احد الاصدقاء الذي قدم لزيارة المملكة..!