للمرة الأولى ومنذ أكثر من ثلاثين عاما غاب اسم صاحب الضربة الجوية الاولى في حرب اكتوبر 1973 الرئيس السابق حسني مبارك، وتعمد الإعلام الرسمي الذي طالما تغنى باسم مبارك طول عشرات السنين بقيادته للضربة الجوية في حرب اكتوبر، وبدا ذلك واضحا في كلمة القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي التي وجهها الى الشعب بهذه المناسبة، والتى استذكر فيها الرئيس الأسبق أنور السادات واصفا إياه ب "صاحب قرار الحرب والعبور"، من دون ان يشير طنطاوي الى صاحب الضربة الجوية، باستثناء وقفة لمؤيدى مبارك أمام المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة الذي يرقد فيه للعلاج رافعين لافتات تصفه بأنه "بطل الحرب والسلام". وقال مصدر مسئول ل "الرياض" امس ان الرئس السابق حسني مبارك عاش امس الاول الخميس يوما صعبا، شعر فيه بالاكتئاب، بعد ان أصر على مشاهدة برامج التليفزيون في ذلك اليوم، ولم يشاهد ما اعتاد عليه، وخاصة صورته التي ظلت تتردد طوال عشرات السنين وهو في داخل غرفة عمليات القوات المسلحة قبيل بدء حرب اكتوبر، وتوجيه الضربة الجوية الأولى، وشعر انه لم يذكر له شىء طيب قام بعمله. ولوحظ انتشار صور الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات خلال الاحتفالات، كما رفع البعض صور رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي وعاش المصريون الاحتفال بذكرى نصر السادس من أكتوبر هذا العام بصورة مختلفة، وتجمع المئات في ميادين مختلفة لمتابعة عروض الطيران التي نفذتها وحدات في سلاح الجو في سماء القاهرة ومختلف المحافظات. وقال مراقبون ل "الرياض" امس أن احتفال هذا العام أعاد الاعتبار لبعض من قادة الجيش المصري أثناء الحرب الذين لعبوا أدواراً مؤثرة، لكن بخسوا حقوقهم بسبب التركيز طوال العقود الثلاثة الماضية على دور سلاح الطيران واعتبار الضربة الجوية التي قادها مبارك وطالما تغنت بها وسائل الإعلام الرسمية آنذاك. وقال مصدر مسئول ل "الرياض" انه سيتم رويدا .. رويدا ازالة كل ما هو له صلة بالنظام السابق، واشار الى انه سيتم فى هذا الصدد تغيير الرموز الانتخابية التي اعتاد الشعب عليها والتى كان يحتكرها الحزب الوطنى السابق مثل رمز الهلال والجمل. وقد وضعت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار عبد المعز إبراهيم الرموز الانتخابية للمرشحين والمرشحات سواء المستقلين أو القوائم الحزبية، وقررت اللجنة استبعاد أى رمز دينى أو سماوى يرمز إلى العقيدة والدين، مثل الهلال والنجمة والشمس، فيما تم أيضا استبعاد كل الرموز الحيوانية التى تحقر من المرشح وتضعه موضع سخرية من قبل منافسية مثل الجمل والأسد والحصان والهدهد والسمكة والغزالة، وقالت اللجنة على لسان رئيسها المستشار عبد المعز إبراهيم، إنها تخلصت تماماً من رمزى الهلال والجمل على وجه الخصوص لأنهما رمزان مرتبطان بالحزب الوطنى المنحل، وإنها استبدلت هذه الرموز بأخرى تدل على التقدم والرقي، مثل رمز الكمبيوتر والتليفون المحمول والكتاب والقلم وحمامة السلام.