انتقل إلى رحمة الله العلامة الشيخ عبدالله بن عقيل، شيخ البلاد النجدية في الحديث النبوي الشريف، والفقه الحنبلي، عن عمر 97 سنة، وكانت له مباركات نافعات. وإننا نقدم العزاء لابنه الشيخ عبدالرحمن، وحفيده الشيخ أنس، وجميع العائلة. وهو الأخ الرفيق لنا، وله الفضل العميم -رحمه الله-، حيث تلقيت الرواية عن مشايخه، الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، كما سمعت سماحة العلامة المفتي السعودي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ومعالي الوزير الشيخ محمد الحركان، والشيخ محمد بن منيع، والشيخ محمد بن مانع، حفظ الله من بقي منهم، ورحم من غادرنا من أهل فضلهم. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمه يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. - البخارى 100 واللفظ له ومسلم 2673 صحيح الجامع الصغير 1854 -. وهذا الذي لنا مع شيخنا، فقد تجاوز التسعين من عمره المديد الذي بارك الله فيه، والذي نفع به عباده كافة، وكان من تلامذته العدد الكبير جداً. وقد تمت معه ومعي المدامجة الحديثية، وذلك بفضله وكرمه، وبذلك جمع الله بيننا بالسند النبوي الشريف في البلاد الشامية وبلاد نجد والحجاز، ومعي أستاذنا الشيخ صبحي السامرائي، إلى علماء كل عصر. وكان يجتمع بإخوانه في (اللقاء الشهري برمضان) في الحرم المكي، حيث يتدارس رسائل الحديث الشريف مع مجموعة من إخوانه، الذين يحضرون إلى مكة، ويكون معهم (وهو الأكبر سناً منهم رغم مرضه ) ومنهم: المحدث الشيخ عبد الرحمن الفقيه الغامدي (صاحب ملتقى أهل الحديث )، والعلامة الشيخ عبدالله الأول الانصاري، والمحدث الشيخ عمر الحفيان (الحموي)، والشيخ أبو اسحاق الحويني المصري، والعلامة الشيخ عثمان بن خميس الكويتي، والشيخ عبدالرحمن دمشقية البيروتي، والشيخ أبو سفيان السلمي الكويتي، والقارئ الشهير لعام الحرم المكي الشيخ عبد الرحمن السديس، والشيخ قاسم الضاهر (القرعوني) وأخي العلامة الشيخ بكري الطرابيشي (الجامع للقراءات) وهو شريكي في كتاب (السندان الاْعليان)، والدكتور عبدالوهاب الطريري، والمذيع النافع الشيخ سلمان العودة، والعلامة بدر الطامي العتيي من أبرز تلاميذ أستاذنا العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، والعلامة الذي يجمع ما يلقى في العشر الاْخير، كتبه ورسائل أخي الشيخ محمد ناصر العجمي، وأخيه الشيخ فيصل يوسف العلي، والشيخ علي بن يوسف الشيخ، ورئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت الدكتور طارق العيسى، والعلامة المفيد الشيخ عدنان العرعور، والأستاذ راشد بن عساكر. والشيخ يوسف المرعشلي اللبناني، والشيخ سعد الدين الكبة، وأخي العالم الجامع الشيخ زياد التكلة، وأخي العلامة الدكتور محمد بن لطفي الصباغ، وغيرهم ممن قد فاتني ذكرهم، وهم من الأخوة وطلاب الشيخ السعوديين وغيرهم ممن يصعب حصرهم حفظ الله الجميع. وإلى كل هؤلاء وزملائهم الذين نسيت ذكر أسمائهم، أقدم لهم أحر العزاء بوفاة شيخنا فضيلة الشيخ عبد الله بن عقيل، وأكرر العزاء لاخى الشيخ عبد الرحمن والشيخ أنس، وجميع العائلة والاهل والاولاد. ومن ابرز أعمال الشيخ قيامه رحمه الله بأعمال كريمة مهمة. فكان عضواً في هيئة الإفتاء العام بالسعودية، وتنقل في عدد من المحاكم في عدد من مدن المملكة، أخيراً أصبح قاضياً في المحكمة الكبرى في الرياض، ثم عضواً في مجلس القضاء الاعلى، ثم عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى. وأثناء ذلك، كان في عضوية العديد من المحاكم حيث ما تقتضي أعمال الدولة السعودية. هذا بخلاف عدد من فتاواه ومؤلفاته المطبوعة والمخطوطة.