لم أكتب عنه لولا أنه من الأفذاذ الذين يستحقون أن تكتب أسماؤهم في سجل الحياة، ولئن كنت أكتب عنه هذه السطور القليلة كشيء من العرفان بفضله، فقد سبقني إلى ذلك تلميذه محمد بن زياد التكلة في كتاب ضخم سماه (فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل) .. وجه إليه الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رسالة في عام 1365ه استهلها بقوله: الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.. وقال عنه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: إن الشيخ عبد الله بن عقيل من المشايخ العلماء الذين لهم حق الإكرام والتكريم.. كان ذلك في عام 1385ه وسأكتفي بأسماء العلماء والمشايخ الذين أثنوا عليه وأشادوا بعلمه وفضله ومنهم العلامة عبد الرحمن السعدي عام 1359ه والشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع 1372ه والشيخ عبد الحق الهاشمي 1380ه والشيخ عبد الله بن دهيش 1385ه والشيخ محمد بن عبد الله بن عودة 1424ه. ولد الشيخ القاضي عضو مجلس القضاء الأعلى فيما بعد عبد الله بن عقيل في عنيزة في 1/7/1335ه الموافق 13/4/1917م حسب السجلات الرسمية أي أن عمره الآن حسب التاريخ الهجري 97 سنة وحسب التاريخ الميلادي 93 سنة تقريبا. يروي تلميذه محمد التكلة على لسان ابن عقيل نفسه قوله في بعض مراحل حياته: «خرجت مع اللجنة المكلفة بتحديد الحدود بين المملكة العربية السعودية ومملكة اليمن أيام الإمام يحيى حميد الذين في شعبان عام 1355ه ومكثنا في هذه المهمة مدة تقارب الشهرين نتجول في تلك المناطق ونتناقش مع رؤساء القبائل وأعيان الناس.. ثم يقول مؤلف الكتاب: «وكان شيخنا قد استصغر أول تعيينه في القضاء فمن ذلك أنه لما راجع رئيس القضاة بمكة المكرمة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ وأعضاء الرئاسة تعجبوا من تعيينه وعمره 22 سنة وجعل بعضهم يسأل بعضا فأجاب بعضهم بأن هذا عينه الشيخ ابن سليم بناء على أمر من الملك عبد العزيز وهذا لا نقاش فيه». ويقول شيخنا ابن عقيل: «ولما كان أول عام 1360ه حصلت أمور وأشياء أوجبت انتقالي إلى محكمة (جزيرة فرسان) بأمر من الملك عبد العزيز فسافرنا إليها بحرا في سفينة شراعية وباشرنا العمل في 7/3/1360ه وتوليت العمل في المحكمة والإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ويقول أيضا: «وقد أنسنا بفرسان وأهالي فرسان وتزوجنا عندهم زواجا مباركا ولكن لم تطل إقامتنا فيها أكثر من ستة أشهر ولما هدأت الأحوال صدر أمر الملك عبد العزيز رقم 3045 في 23/9/1360ه بإعادتنا إلى أبو عريش. لقد ظل الشيخ وفيا لجزيرة فرسان كما هو وفي لغيرها وكانت آخر زيارة له إليها بعد أن تقدم به العمر في عام 1428ه لحضور مناسبة مهرجان الحريد في ذلك العام، إلا أن وعكة صحية ألمت به لم تمكنه من الحضور والمشاركة. الذي دعاني إلى كتابة هذه السطور زيارتي له في منزله بالرياض مرافقا لمحافظ فرسان المهندس عبدالرحمن بن عبد الحق الذي أتاح لي فرصة هذه الزيارة لنجد معا شيخنا الكريم في كامل حضوره الذهني والعلمي وحديثه الممتع المشحون بالذكريات.. متع الله شيخنا الجليل بالصحة والعافية. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة