طوابير طويلة وإقبال منقطع النظير لمازالت تشهده أروقة الكلية التقنية بمحافظة الرس مساء كل يوم من السعوديين المتقدمين بطلب وظائف في إطار حملة وزارة العمل لتوظيف السعوديين. «الرياض» نقلت بعض آراء الباحثين تجاه الحملة ومامر عليهم من مواقف مع المتقدمين : الكثير من المتقدمين غير مؤهلين في البداية التقينا مشرف اللجنة عبدالرحمن الرميح والذي أوضح أن مبدأ الحملة ممتاز جداً وأظهر أن هناك اهتماماً بالعاطلين عن العمل لإيجاد حلول لتشغيلهم إضافة إلى أهمية عمل المواطن السعودي من ناحية اقتصادية فبدلاً من استنزاف الأموال التي يحولها العمال الأجانب إلى خارج المملكة تبقى هنا فتأخذ دورة رأس المال ومع انتقالها من شخص لآخر إلا أنها تبقى داخل الوطن ، وتؤكد الإحصائيات أن أكثر من 72 ألف مليون ريال تخرج من المملكة كتحويلات للخارج وهذا استنزاف للاقتصاد المحلي بالطبع . وأضاف بأن المشكلة التي ظهرت كثيراً هي الأعداد الكثيرة للمتقدمين غير المؤهلين وهذا النوع يتم توجيههم إلى وظائف خدمية وهي لاتتطلب الخبرة والمهارة وقد قام صندوق التنمية البشرية بوضع دورات للمؤهلين وغير المؤهلين لإعداد طالب العمل وهي تعلمهم نظام العمل والعمال وأخلاقيات العمل وسلوكياته ، وعموماً فنحن نرسل أسماء المتقدمين الذين يحتاجون إلى تهيئة يومياً الى صندوق التنمية البشرية لإختيار الوقت المناسب للدورات ، كما أن بعض المتقدمين هم من الطلاب وأيضاً البعض منهم موظف ويبحث عن تحسين وضعه من خلال وظيفة أفضل وأيضاً تقدم إلينا عدد قليل من المتقاعدين. كما أننا عانينا مع البعض من مشكلة عدم قدرتهم على القراءة والكتابة مما يعني أننا سوف نقوم بالكتابة عنه وهذا يأخذ وقت أكثر. ينقصها الحملة الإعلامية فيما أشار الباحث صالح الغفيلي أن الفكرة ممتازة ولكن ينقصها الحملة الإعلامية مع العلم أن هناك حملة لكن لم تطبق بالشكل المطلوب ، ومالاحظناه على الكثير من المتقدمين رفض الكثير منهم مهنة بائع ولكن بعد التحدث معه واطلاعه على النشرات والصور تتغير قناعاته. وقد شاهدنا خريجي معاهد لغة انجليزية لديهم الرغبة في تدريس اللغة الانجليزية إلا أنه إصطدم بالواقع وكان البعض يطلب التدريس في الليلية. اختار لي أحسن وظيفة فيما قال الباحث صالح التويجري إلى أن الحملة ممتازة لأنها أوجدت الفرصة أمام المترددين فهناك عدد من الشباب لديه تردد أو تخوف من العمل في القطاع الخاص من ناحية المرتبات وضغط العمل وهذا الشعور لدى الباحثين عن العمل لم يأت من فراغ فهو أمر موجود في السابق وإذا التقينا بهم نوضح لهم الصورة المستقبلية وكيف سيكون التنظيم مع القطاع الخاص مع العلم أن هناك جهوداً ستبذل لضمان حق طالب العمل وصاحب العمل ، ويقول التويجري أن الحملة إذا ماسارت وفق ماخطط لها فكلا الطرفين سيضمن حقوقه ، فلا الموظف ينسحب مبكراً دون مبرر وعدم تعطل صاحب العمل وكذلك عدم طرد الموظف لأي سبب فأصبح هناك ود عمل فمن الممكن أن يقوم صاحب العمل بتشجيع الموظف ومكافأته لأن الهاجس الأول لدى المتقدم كم الراتب وكم فترة الدوام ونحن نوضح لهم أنه حسب المنشأة وحسب طبيعة عملها ، ونحن كباحثين نلمس لدى المتقدمين انطباعاً جيداً بعد مقابلتهم وهم بحاجة ماسة للتوجيه وكل ما أتمناه أن يستمر ماخطط له مسبقاً وألا تكون نشوة فقط بل لابد أن تستمر حتى تحقق الهدف المطلوب وهي توظيف العاطلين ، كما أتمنى أن يكون التخطيط بعيد المدى لعشرين عاماً أو أكثر لأنه متوقع أن يكون هناك نسبة كبيرة في المستقبل يبحثون عن عمل قياساً بالنمو السكاني في المملكة. ومن الملاحظ أن البعض يقول وهذا كثير (إختار لي أحسن وظيفة) نسمع من الكثير أنهم بحاجة ماسة فلايوجد لديه وظيفة ولا سيارة ولا دخل وأحياناً يعول أسرة وأطفال فهو عليه التزامات. ومن المفترض ألا يكون هناك مقارنة بين ابن الوطن والأجنبي سواء من ناحية المعيشة أو المصروفات أو الارتباطات الأسرية وخلافها وهذا لايعني بالتأكيد أن السعودي غير قابل أو غير قادر وكذلك فالأجنبي يعيش في غرفة صغيرة وليس لديه مصروفات ولايوجد لديه ارتباطات ومستعد للعمل إلى آخر الليل. تفاعل إيجابي يقول صالح بن عبدالله الغفيلي منسق الحملة : أننا استقبلنا منذ انطلاق الحملة إلى يومنا الحالي أكثر من ألفين متقدم وهذا عدد كبير ، وأود أن أوضح أن من النقاط الإيجابية للحملة تفاعل بعض المؤسسات الأهلية بدأت بشكل ملحوظ حيث انهالت الكثير من الاتصالات من قبل العديد من المؤسسات الأهلية للتعريف بالوظائف الموجوده لديها بقصد إرسال موظفين مناسبين لطبيعة العمل ولكن بدورنا نؤكد لهم أن هذا يتم بالتنسيق مع مكتب العمل ، ومن الأشياء اللافتة أن أحد أصحاب المؤسسات الخاصة يخبرنا أنه هرب لديه سبعة عمال غير سعوديين خلال أربعة أشهر ويؤكد مدى الخسارة التي لحقت به من جراء ذلك سواء بالإقامة أو التأشيرة وفترة تعلم العمل واللغة وهذه عوامل كثيرة تدلل على أن أبناء الوطن هم الأفضل والأنسب فلا إقامة أو تأشيرة ولايحتاج لفترة تعلم اللغة ولديه القدرة والكفاءة وقياساً بالربح والخسارة فهو الأوفر والأفضل خاصة مع التدريب. تغيير نظرة المجتمع الباحث عيسى رشيد الحربي يقول : يجب أن نربي أبناءنا على إحترام صاحب المهنة وتقديره ومن الملاحظ أن الكثير من الناس وخاصة كبار السن يرددون كلمة (عامل) لصاحب المهنة الأمر الذي يقلل من قيمته وشأنه خاصة عند الصغار بدلاً من احترامه والاعتزاز فيه لان إنزال قدره إنزال للمهنة نفسها ، وقد سمعنا أن أحد كبار السن يقول للصغار الذي لايدرس يصبح مصيره مثل هذا ، وهذه مشكلة كبيرة لأنه يجب أن يبتعد الجميع عن هذا التعامل الذي يرسخ في أذهان الصغار خاصة عدم تقبل هذه المهن ، والمسؤولية تقع على الجميع في ضرورة التوعية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة خاصة المدارس وفي رأيي المتواضع أن يكون هناك فترة لدى طلاب المدارس لممارسة الأعمال المهنية فالأطفال لديهم هذه الغريزة وهم يحتاجون فقط للتشجيع والدعم. ومن المواقف التي مرت علي أنني كنت في قسم التوجيه في مركز التدريب المهني فجاءني أحد الأباء يسأل عن إبنه فأوضحت له تفوقه وتميزه في أعمال النجارة فأظهر عتبه واستياءه وطلب إبعاده عن القسم مشيراً إلى النواحي الاجتماعية لدى البعض وعدم تقبل الأقارب لصاحب المهنة وأنه قد لايزوج إذا كان في هذه المهنة ، ويوضح الحربي أن هذا الكلام قبل خمسة عشر عاماً وقد توقعت أنه انتهى أو قل بنسبة كبيرة ولكنني تفاجأت بردة الفعل لدى البعض فأذكر أني قلت لأحدهم لو عرض عليك دورة في مركز التدريب في أي تخصص ترغب فكانت ردة فعله شديدة وقال لاأريد صنعه الجماعة مايتقبلون صاحب المهنة. ومن وجهة نظري أننا نحتاج الى توعية لتغيير بعض أفكار المجتمع ونظرته وهذا دور الإعلام بشكل كبير فمن الضروري إعداد وعرض برامج تعنى بهذه الجوانب وتشجع الأعمال المهنية. عرف الحملة من الجريدة يقول المتقدم : منصور عويض الحربي ويحمل شهادة الابتدائية أنه عرف الحملة من خلال الجريدة وأنه يرغب في أي عمل يكسب منه رزقاً حلالاً سواء كان ذلك معقباً أو حارس أمن أو سائقاً ، ويقول الحربي أنه لاحظ حسن استقبال الموظفين وبشاشتهم ورحابة صدورهم وتوجيههم لنا في كل مانسأل عنه دون تردد. ويقول المتقدم عبدالرحمن حميد المظيبري أنه علم بالحملة قبل عدة أيام عن طريق الأصدقاء ويضيف بأنه يرغب العمل في أي عمل وفي أي مكان سواء بائعاً أو حارساً أو مشرفاً عمال أو خلافه ويؤكد أنه لم يسبق له العمل في أي من القطاعات الحكومية أو الأهلية. مواقف وطرائف أحد المتقدمين أوضح أنه يبحث عن وظيفة حتى لو حلاب نياق. شرح أحد المتقدمين ظروفه الصعبة وأن لديه أولاد فتعاطف معه أحد الزملاء الباحثين وسهل مهمة توظيفه عند أحد أقاربه. ذكر أحد المتقدمين أنه إمام مسجد ويرغب في الحصول على وظيفة أخرى. أحدهم أحضر ورقة توضح أنه العائل الوحيد لأمه ويطلب عملاً في مقر إقامته في بلدة عقلة الصقور . أحد المتقدمين يطلب الحصول على وظيفة لاعب كرة قدم. أحدهم يقول (اختار لي أحسن وظيفة) بمرتب جيد. جبيرة الجبس التي غطت قدمه لم تمنع أحد الباحثين من الحضور وقيامه بعمله على الوجه الأكمل.