اكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء ان روسيا كانت الاثنين موافقة على مسودة القرار المقترحة لادانة القمع في سوريا قبل ان تغير موقفها، معربا عن امله في التمكن من اقناع موسكو بالموافقة على المسودة. وقال جوبيه امام النواب الفرنسيين "مساء امس كنا 14 صوتا من اصل 15. بالطبع لبنان لن يصوت. لكن حصل تغيير في الموقف (الروسي) خلال النهار". وتابع "آمل ان نتمكن من اقناع الروس" بتغيير موقفهم. الا ان فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية اعلنت ظهر الثلاثاء بتوقيت نيويورك، ان واشنطن "تأمل" بعد اسابيع من "النشاط الدبلوماسي الكثيف" "في ان يجرى تصويت قوي على القرار الذي سيطرح على الطاولة، وتأمل ايضا بان نتمكن من استخدام هذا القرار لتوجيه رسالة الى نظام الاسد بضرورة وقف العنف". واعلنت روسيا الثلاثاء ان مشروع القرار الاخير الذي يندد باعمال القمع في سوريا "غير مقبول"، في تلميح الى احتمال استعمال حقها في النقض. وفي آخر مشروع قرار، فضلت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال الحديث عن "تدابير هادفة" بدلا من "عقوبات" لحمل البلدان الاخرى في مجلس الامن على تأييده. تركيا تستعد لفرض عقوبات.. وعقيد منشق يطالب بتوحيد الصفوف واشار جوبيه الى ان روسيا تطالب "بوضع النظام والمتمردين على مرتبة واحدة في القرار". لكن بالنسبة الى فرنسا هذه "النقطة غير مقبولة" لانه "لا يمكن معاملة من يمارس القمع ومن يتعرض له على قدم المساواة". واضاف "لذلك وصلنا اليوم الى طريق مسدود". واوضح "النص الذي طرحناه اليوم هو نص غير كاف برأيي. فهو لا يؤدي الى عقوبات. بل يعلن احتمال العقوبات". وتابع "انه نص حد ادنى" و"قبلنا به على امل حصوله على اجماع". كما دعا السناتور الامريكي جون كيري الثلاثاء الى تشديد الضغوط الدولية على النظام السوري ، وقال كيري في بيان "من الضروري ان نواصل دعم جهود السوريين وان نطلب من الحكومة وقف العنف الذي يستهدفهم فورا". واضاف السناتور الامريكي "اشجع مجلس الامن والمجتمع الدولي على ان يحذوا حذو الامريكيين والاوروبيين لدعم السوريين بتصعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية بشكل كبير ضد النظام" السوري. من جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء من بريتوريا ان بلاده تؤيد صدور قرار في الاممالمتحدة يدين القمع في سوريا، كما انها عازمة على فرض عقوبات على النظام السوري. وقال اردوغان في تصريح صحافي خلال زيارة رسمية الى جنوب افريقيا "لا يسعنا ان نقف متفرجين حيال ما يحصل في سوريا. انهم يقتلون ابرياء وعزلا. لا يمكننا ان نقول: لنترك الامور تسير على ما هي عليه". واضاف اردوغان "سنعلن جدول عقوبات بعد زيارة الى انطاكية" جنوب تركيا. واوضح انه سيزور في نهاية هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل هذه المدينة القريبة من الحدود السورية، حيث اقيمت مخيمات لآلاف السوريين الذين هربوا من عمليات القمع. وقال اردوغان "سبق ان اعلنا بعض الاجراءات التي كان لا يمكن ان تنتظر". هذا وافادت وكالة انباء الاناضول التركية ان العقيد السوري المنشق رياض الاسعد دعا من العاصمة التركية انقرة الى الوحدة في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رياض الاسعد الذي لجأ الى تركيا انه "على قوات المعارضة في سوريا ان تتحد وترص صفوفها الى ان يسقط النظام" كما اوضحت الوكالة. وفي الأراضي السورية، تواصل القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من 2700 شخص منذ منتصف اذار/مارس بحسب الاممالمتحدة، وادى الثلاثاء الى مقتل 11 شخصا. من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء ان مسؤولي السفارات السورية يعملون بشكل منتظم على مضايقة المعارضين في الخارج في مسعى لاسكات الاحتجاجات ضد القمع الدامي للتظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد داخل البلاد. وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها انها وثقت حالات تشمل اكثر من 30 ناشطا في ثمانية بلدان هي بريطانيا وكندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا واسبانيا والسويد والولايات المتحدة. وحثت المنظمة البلدان المضيفة على اتخاذ "تدابير أقوى ضد السفارات السورية المتهمة بتنسيق هذا النوع من المضايقات والترهيب". واكدت ان "اقارب (الناشطين) في سوريا تعرضوا للمضايقة والتوقيف واحيانا للتعذيب". وفي موضوع آخر، يعتزم مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الاجتماع مع مسؤولين سوريين هذا الشهر في محاولة لبدء تحقيق تعطل طويلا بشأن موقع يشتبه في أنه لمفاعل نووي دمر في قصف إسرائيلي عام 2007م . وقال متحدث باسم الوكالة ومقرها فيينا الثلاثاء إن من المقرر عقد اجتماع في دمشق يومي 24 و25 أكتوبر تشرين الأول. وكان الأمين العام للوكالة يوكيا أمانو قد قال الشهر الماضي إن سوريا عرضت بعد سنوات من المماطلة التعاون مع التحقيق الذي تجريه الوكالة بشأن الموقع المدمر في دير الزور.