آه من المرأة دائماً تجدها في أي شيء، ونتجاهلها رغم كل شيء.. ذكر الله تعالى في القرآن الكريم مواقف التحدي للمرأة، وضرب المثل بامرأة فرعون، وذكر الجحد لامرأة لوط.. المرأة مثل الرجل تملك العقل ولها حق المشورة، وكان في النساء من هن أفضل من كل الرجال.. الحقيقة السعودية لم تتجاهل المرأة ولكن هل تأخرت..؟ ممكن فجميعنا يعرف وضع السعودية ولكن الغريب أن هناك أنظمة سياسية تفتخر بمدنيتها لم تتبوأ بها المرأة أي منصب يتجاوز الوزارة .. مثلًا مصر لم أقرأ أو أسمع أن امرأة تولت رئيسة حكومتها خلال القرن الماضي، والحالي، رغم كل تلك النساء اللواتي حكمن مصر عبر كل العصور مثل (حتشبسوت) التي بنت أجمل آثار الزمن الفرعوني في الأقصر إلى أن جاءت (كيلوباترا) ودوخت وراءها (شباب) روما , وشجرة الدر آخر الأيوبيين، وأول المماليك.. حالة أخرى أكثر غرابة هي لبنان البلد المفاخر بحريته لم أرَ أو أقرأ عن أي وزيرة لبنانية إلا السيدة ليلى الصلح في حكومة عمر كرامي، والتي استمرت أسابيع حتى اغتيل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري رحمه الله. قبل أيام شاهدت برنامجاً للإعلامي سعود الدوسري على قناة (MBC) عن السيدة هيلة القصير، وكانت الحلقة بصراحة ممتعة حيث تكلمت عن الضيق وصعوبة التواصل مع المرأة والتي قد تصل لدرجة الانعدام، وأن تكون أسيرة أفكار مجتمعها الذكوري مهما كان متطرفاً، ولا يخفى على الجميع زواجها وفكرهم المتشدد ، الملك عبدالله ليس رجل قرارات رد فعل بل هو صانع حدث.. فتح الابتعاث للفتيات، وبنى لهن أكبر جامعات الشرق الأوسط .. كل هذه القرارات جاءت بعد لقائه بالطالبات والموظفات ليعرف الهموم والاحتياجات.. في مملكتنا الحبيبة تشكّل الفتيات نسبة تقارب نصف عدد العاطلين، وللأسف ثلاثة أرباعهن من الجامعيات بعكس الذكور.. والسبب قلة فرصهن الوظيفية ، وإصرار الأسر على الموافقة لبناتهم بالعمل في وظائف محددة لم تعد متوفرة ومن الظلم الضغط على الميزانية العامة لتشغيل أغلب العاطلات .. الفرص الوظيفية هى نتاج نمو اقتصادي وتطور المهارات الوظيفية. أريد أن أوضح أن مشكلة المرأة في السعودية ليست ثقافية كما يقتصرها البعض بل اقتصادية.. يُنفق عليها المليارات في التعلم والأهالي يطالبون الدولة بوظائف مفصلة على مزاج واطمئنان الأهالي.. السياسة قد تقبل المجاملة ولكن لغة الأرقام لا تستطيع أن تجامل.. وخادم الحرمين وهو رجل التحولات للأفق والطموح دعا المرأة للتشاور ولإيجاد حلول لمشاكلها، وظهور صوتها الذي للأسف أخفضه الكثير من الآباء بعكس الأب الكبير والذي اتخذ قراره بإيمان وثقة.. حفظه الله ورعاه.