اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني وقوات الجيش المنشقة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر في شمال صنعاء، حسبما افاد شهود عيان. وفي هذه الاثناء، انطلق عشرات الالاف في تظاهرة من ساحة التغيير التي يعتصم فيها المناوئون للرئيس اليمني منذ اشهر، باتجاه دوار العصر الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات وينتشر فيه مناصرون للرئيس، وذلك وسط اجراءات امنية مشددة. واكد الشهود ان انفجارات قوية واشتباكات عنيفة تدور في شوارع شمال حي الحصبة في شمال العاصمة اليمنية، بما في ذلك في شارع عمران القريب من حي التلفزيون وفي شارع الثلاثين الذي يؤدي الى مقر الفرقة الاولى مدرع المؤيدة للشباب المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح والتي يقودها اللواء الاحمر. وذكر الشهود ان انفجارات قوية تهز مواقع قوات الفرقة الاولى مدرع في هذه المناطق. كما افاد سكان ان قصفا عشوائيا استهدف حي التلفزيون وقالوا انهم يعتقدون ان مصدر القصف هو قواعد الحرس الجمهوري في شمال العاصمة. وتجددت الاشتباكات في وقت سابق أمس في حي الحصبة بين القوات الموالية المتمركزة خصوصا في وزارة الداخلية ومسلحين قبليين من انصار ال الاحمر، مع العلم ان هذا الحي شهد معارك دامية في الاشهر الماضية بين الطرفين. وتستخدم في المعارك الاسلحة الرشاشة فيما كانت تسمع اصوات انفجارات قذائف من حين الى آخر بحسب مراسلين. وفي صنعاء ايضا، اكدت مصادر امنية سقوط قذيفة صباح أمس الخميس في فناء معهد الميثاق التابع للحزب الحاكم وسط المدينة، ما اسفر عن اصابة شخصين بجروح. وتاتي هذه التطورات غداة تحذير نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من دخول اليمن في حرب اهلية اذا ما انفجر الوضع الامني في البلاد. من جهته، دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر الأطراف اليمنية المتصارعة الى تجنب الانزلاق الى حرب أهلية ، وعبر عن قلقه لضعف سيطرة الدولة المركزية على بعض مناطق البلاد . ونقلت أسبوعية " 26 سبتمبر" الناطقة باسم الجيش اليمني والمقربة من القصر الرئاسي أمس الخميس عن بن عمر الذي يزور اليمن حاليا قوله "الحل السياسي لا يزال ممكناً، ونحث كافة الأطراف اليمنية على التحلي بالمسؤولية من أجل إنجاز اتفاق سريع يجنب الانزلاق إلى أزمة لا تحمد عقباها والدخول في حرب أهلية ". وعبر بن عمر عن قلقه الشديد في ما يتعلق بضعف سيطرة الدولة المركزية على بعض المناطق اليمنية، وتزايد نشاط تنظيم القاعدة ، إضافة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية والفاتورة الباهظة التي يدفعها اليمنيون جراء هذا التدهور. وأشار الى انه أجرى محادثات مع كافة الأطراف اليمنية بلا استثناء في الحكومة والمعارضة وقوى الحراك الجنوبي والحوثيين والشباب الذين يعتصمون في الساحات المطالبين بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.