في يوم مجيد يمر علينا من كل عام نسعد به ونبتهج وندعو الله أن يعيده علينا ونحن في أفضل حال.. ولِمَ «لا».. ونبض العطاء يزخر بكل أشكاله ويتجدد في قلوبنا الولاء والانتماء فنسعد في ذلك اليوم ونفرح به وكان من مخرجات هذا اليوم الغالي «يشعر الجميع بفرح عارم».. وتزيد محبتنا للوطن وهو أملنا ومنالنا، ونفاخر به أمام الأمم بكل أصناف الحب فعندما نلتمس السعادة على شفاه الأطفال قبل الكبار تظهر وطنية الجميع كل على طريقته بالتعبير مظهرين عشقهم ومحبتهم لهذا الحضن الدافئ.. كيف «لا» ونحن في عصر النهضة والبناء في مسيرة خادم الحرمين الشريفين أطال الله بقاءه. والذي سار واثق الخطوة على مسيرة والده الملك الموحد ومن بعده إخوته الملوك الكرام «رحم الله الجميع».. فقد سار الجميع على طريق البناء والتطوير حتى وصلنا إلى عصر النهوض الذي نحن فيه بهمم عالية في ولادة أمة متماسكة بعد أن كانت أمماً متمزقة فكان كل ما يشغل فكر القائد المؤسس في ذلك الوقت هو أن يجمع الأمة على أرض واحدة وفي وطن واحد تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» لذا أراد ان يجعل من وطنية الجميع نبراساً في حب الوطن والانتماء له وان تعددت مفاهيم القبول والرفض بين أفراد المجتمع بألوانه وتعدد مشاربه، ومنذ ذلك الزمان إلى يومنا الحاضر كان غرس الوطنية ينمو بين أضلع الأجيال جيلاً بعد جيل، ففي يوم أشرقت فيه الشمس وبعزيمة الأبطال الفاتحين فتحت الرياض على يد القائد المؤسس.. الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه مع صحبه الغر الميامين وهم صفوة من الفرسان الشجعان الذين اختزلوا وطنيتهم في حب الأرض وجمع الأمة على راية التوحيد وبسط الأمن في وقت كان الإنسان لا يستطيع ان يأمن على حاله في حله وترحاله في زمن الفوضى والنزاعات حيث لم يكن حينها هامش من الأمن يحمي العقيدة والعرض والمال فكان لابد من أن يسود الأمن حتى يأتمن الناس من القتل لأتفه الأسباب، فقوة الأمن هي الدعامة الأولى لحفظ الدين ولولا قوة الأمن لما استطاع ان يحمي العقيدة لتبقى على الصورة التي أنزل عليها. والدين لا يمكن ان تطبق تعاليمه إلا ببسط الأمن وتعزيزه وفرض هيبته حتى يشعر الناس بالأمن وتطمئن على أنفسها ومقدراتها، فلما أصبح الأمر على ما تم عليه.. سعد الخلق وفرحوا فرحاً كبيراً.. فأصبح الهاجس الأول للقائد المؤسس هو تنقية الدين بعد رص الصفوف في العمل على اخماد النزاعات بين الأفراد والمجموعات وتوطين الناس في بيوت مستقرة آمنة.. وخلق مجموعات مجتمعية متحضرة ليشعر الجميع بأن الأرض هي الوطن وكلاهما تعني الوطنية!! والوطنية تعني الانتماء للوطن، والانتماء للوطن يعني التمسك بالأرض. هذا ما أراد له: ملك التوحيد حين أجمع الناس عليه وكانوا على قلب واحد في وطنية خالصة ليس فيها سوى التمسك بالحق والدفاع عنه فكان للفرسان الذين قاتلوا معه في فتح الرياض.. صولات وجولات وكذلك ما بعد الرياض حيث الهمم العالية في القتال وكانوا يقاتلون ببسالة وصبر حتى آل الأمر للملك الفاتح بعزيمة الأبطال بعد توفيق من الله حيث سطرت آيات في الحب والولاء في وطنية خالصة لا تحتمل أي شعارات أو مسميات براقة تظهر عكس ما تخفيه بل كان شعار الجميع «هو لا إله إلا الله محمد رسول الله» فتجمعت الأمة على التوحيد فأصبحت أمة واحدة تدين بالولاء المطلق للقائد الموحد. إن ما بذله الأبطال لا يعكس إلا الجهد الذي خطط له القائد المؤسس فكانوا سائرين معه في أن نحيى حياة كريمة من بعدهم.. فتحية لهؤلاء الأبطال الذين أوصلوا لنا هذا الخير والنتائج واضحة للجميع من خلال حماية العقيدة من التشويش وما نرى من الإعمار والتطوير في الحرمين الشريفين حتى أصبحا وما زالا بإذن الله تضيء أنوارهما ويصل سماع قرآنهما وأذانهما إلى أرجاء الأرض وهذا يكفي لنفاخر به أمام أكثر من مليار مسلم. إذاً وطنية أجدادنا هي التي أوصلت هذا الكم من النتائج التي تندرج في حب الوطن لديهم بعد حب الله ورسوله فهذه هي الوطنية بعينها.. فأملنا كبير في كل عام أن يحتفل المواطنون والشباب بهذه المناسبة العظيمة على أن لا تتعدى ان تكون فرحاً بريئاً يشترك فيه الجميع دون أن يكون هناك أذى أو تعديات على أحد.. لأن الازدهار الذي نراه هو ملك للجميع والدولة ولله الحمد غنية وسخية على العطاء والبذل وهي بذات الوقت مسؤولة مسؤولية مباشرة مع المواطن دون وسيط إلا الضمير!!! فهي مطالبة برفع المستوى المعيشي والصحي والتعليمي لكافة أفراد المجتمع بلا تميز وبما أنه مطلوب من المواطن بذل ما عليه من واجبات، أيضاً حق المواطن مكفول من الدولة في كل استحقاقاته المكفولة ضمناً. ولنبتهل إلى الله أن يحفظ ولاة أمرنا من كل غادر لا يمت لعروبتنا وإسلامنا بشيء ونحن نعلم بأن احتفالنا هو نهر من العواطف الجياشة وصفاء الحب والاحساس بالأرض فأرضنا هي وطننا. فلا يمكن ان يكون هنالك وطن بلا أمة ولا أمة بلا وطن. إذاً الوطنية. هي: ولادة وطن وولادة أمة مجتمعين!!!