هذا زمن الصراع بين الورقي والإلكتروني، صراع ليس بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني أو الرقمي، ولكنه صراع ربما لا يوجد في العالم أجمع إلا في مشهدنا الثقافي، وبالذات في انتخابات الأندية الأدبية، الأمر الذي جعلني أبدا بالتفكير بجميع المسابقات التي تعتمد على التصويت الإلكتروني، الفنية والأدبية تحديداً الشعرية، والقائمة طويلة على رأسها شاعر المليون وأمير الشعراء وستار أكاديمي، وغيرها، عشرات الآلاف يهدرون مالهم للتصويت ولكن لا أحد يفوز، أهي مؤامرة إلكترونية، ولماذا هذه المؤامرة ضدنا، لماذا الجميع يعتمد على الإلكتروني؟ مسألة غريبة ومضحكة في الوقت ذاته، أشعر بأن علاقتنا بالتقنية الحديثة متوترة، في الوقت الذي تتجه الدولة بخطى ثابتة إلى الحكومة الإلكترونية، ولكن فيما يتعلق بالثقافة وتحديداً الأندية الأدبية لا تزال التقنية في أغلبها متأخرة، مَن مِن الأندية الأدبية قام بنشر إصداراته إلكترونياً عبر موقعه؟! وقبل ذلك هنالك بعض الأندية ليس لها موقع إلكتروني وإذا كان لها موقع فغالباً يكون متواضعاً، هل هنالك أندية تتواصل مع الأعضاء عبر البريد الإلكتروني؟ ربما البعض يبلغ بأنشطته عبر الرسائل النصية في الهاتف المحمول وهذا جيد، ولكن، هل خصص ناد معين قاعة للإنترنت، وبادر آخر بتكوين قاعدة إلكترونية للأدباء والمثقفين والكتاب، والأدب السعودي، هل بإمكان أي زائر لناد أدبي أن يحصل على معلومة متكاملة عن أي أديب، اسمه وعنوانه وأرقام هواتفه المتاحة وبريده الإلكتروني، هل وضع أي ناد منتدى إلكترونيا لأعضائه بحيث يكون وسيلة لنشر الإبداع والتعليق والمناقشة؟! الأسئلة كثيرة جداً ومن الصعب أن نحدد ناديا معينا ونقول إن أعضاءه جميعاً على إلمام بالتقنية الحديثة، إذاً ليس غريباً أن يطالب أعضاء الجمعيات العمومية بالانتخاب الورقي. بكل تأكيد علاقتنا بالورق قوية، ولا أحد يستغني مطلقاً عن الورق، واستلام نسخة من إصدار بصيغته الورقية أجمل وأمتع وأفضل من مشاهدة إصدار بصيغته الإلكترونية أو الرقمية، وحمل كتاب وقراءته ورقياً أمتع من تصفحه على الرغم من وجود تقنية الآي باد والهواتف الذكية أو الكمبيوترات اليدوية، ولكن مشكلة مشهدنا الثقافي والخاص بالانتخابات ,لابد من تكريس الثقة بوضع آليه إلكترونية واضحة يفهمها الجميع ويقدرون على التعامل معها، وإذا كان ذلك موجوداً.. رجاء ابحثوا عن الخلل.. وأقول إن الخلل بكل ثقة ليس متعلقا بالإلكتروني أو الورقي.. ربما الخلل بمن لا يرى أمام عينيه إلا الفوز ولو لم ينتخبه أحد..