يجسد اليوم الوطني من كل عام تاريخاً مجيداً لا ينسى يتمثل في تلك الملحمة الوطنية الكبرى التي أدت إلى توحيد المملكة العربية السعودية في كيان واحد ودولة قوية متماسكة، كما أنه يعيد لنا ذكرى مناسبة وطنية غالية على كل مواطن ومواطنة لنذكر تضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا هذا الكيان الكبير، وفي الوقت نفسه يعطيهم دافعاً للمحافظة على المكتسبات التي تحققت والاستمرار في بناء الوطن وتدعيم ركائزه للأجيال المقبلة. وبعد إرسائه -طيب الله ثراه- دعائم الأمن والاستقرار لهذا الوطن الكبير بدأت الانطلاقة الحضارية والاقتصادية والثقافية وفي كافة المجالات الأخرى لتعم أرجاء الوطن للنهوض بهذا الوطن على كافة الأصعدة، ووضع المملكة على مشارف المستقبل، تسلم الحكم من بعده ابناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- والذين ساروا على نهج الملك المؤسس من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والانتماء العربي ومواصلة مسيرة البناء والتعمير والازدهار وشهدت المملكة خلال سنوات حكمهم نهضة شاملة في شتى المجالات. ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحكم والمملكة تعيش مرحلة متميزة من الرفاه والرخاء للمواطن السعودي، وقد جاءت القرارات الملكية الكريمة التي صدرت قبل عدة أشهر، والتي تصب في مصلحة المواطن السعودي في المقام الأول ثم الاقتصاد السعودي في المقام الثاني، لتؤكد على حرصه على تسخير كافة الموارد الوطنية لخدمة المواطن لاسيما وان جميع هذه القرارات التي اتخذت ستعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن وتوفر له السكن اللائق وترفع من مستويات الخدمات العامة التي يحظى بها. وقد استطاع خادم الحرمين الشريفين بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة مواصلة المسيرة التنموية وأن ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات على الرغم من كل التطورات والظروف الاقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة وبالمملكة؛ مما جعلها تتبوأ الصدارة في العالمين العربي والإسلامي، بالاضافة إلى ما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي وثوابت في السياسة والعلاقات الدولية مستمدة من العقيدة الإسلامية والقيم العربية والسياسات الحكيمة لقيادتها. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت