ماذا يجب عليك حينما تعرف أن ماتفعله (حرام)؟!! أترك الإجابة لكم، وما يرادف ذلك: الانسانية والعلاقات الاجتماعية والروح الرياضية ..الخ. والمناسبة هنا ما أفتى به الشيخ الدكتور عائض القرني وهو يتحدث لبرنامج (إرسال) في القناة الرياضية، التي تدخل جميع البيوت في أرجاء مملكتنا الغالية وفي مختلف الدول، وهو (يحرم) ما كان يتعرض له (ياسر القحطاني) من ألفاظ في المدرجات السعودية حينما كان يلعب مع الهلال وانتقلت إلى المدرجات الإماراتية واقترفت الذنب ذاته صحيفة (الإمارات اليوم) فكان الصدى وردة الفعل (السعودية) الحقيقية والمفتعلة تجلجلان. حينما انتشرت العبارة الشيطانية في مدرجات الملاعب السعودية كتبت أكثر من مرة بأن من واجب اتحاد القدم أن يتصدى لها، وكررت ذلك في الفضاء، وعارضني زملاء حتى أن بعضهم يؤكد أنه (لاقانون) يدين هذه الألفاظ !!، فلم أجد إلا أن أرد بسخرية "فعلا هذه العبارة التي يرددها مختلف منافسي الهلال هي بقصد التحفيز ل (نجم) يجيد فنون التهديف وبالتالي يهزم فرقهم". لاحظوا الفرق بين (اتحاد القدم السعودي) و (اتحاد القدم الإماراتي)، ما أن هتفت جماهير (منافسة) لفريق العين في أول أو ثاني مباراة في الدوري الإماراتي، وواكبته الصحيفة الإماراتية بأمر الإثارة السخيفة ، بادر الاتحاد الإماراتي لردع هذه التصرفات والمحافظة على قيمة وكرامة (إنسان) احترف لديهم لإضفاء مزيد من المتعة والفائدة. ونحن لدينا من الكتاب ماليس له حد يستخدمون العبارة بالتصريح والتلميح أسوأ من الجماهير، وهناك زملاء نبهوا لفظاعة وبلادة ورداءة وتجاوز هؤلاء دون أن تتحرك مشاعر مسؤولي اتحاد القدم. الأكيد أن هناك لاعبين آخرين عانوا في فترات من ألفاظ جارحة، لكن ليس كما فعل بياسر دون أن تتحرك شعرة غيرة أو خجل أو إصلاح لدى المعنيين. وبالمناسبة تعج بعض الصحف الورقية بألفاظ وألقاب يندى لها الجبين دون أن تجد من يردعها عدا بعض الاجتماعات الاستجدائية التي قد تصل للتهديد والوعيد فقط..!! وبالنسبة لياسر فأقول له إنك مأجور، مع أهمية أن تتحلى بالصبر وأن تتعظ وتكافح كل مايوسوس به الشيطان. وأستشهد بما قاله الشيخ عائض القرني: "والأصل أن الساب يسب نفسه وليس المسبوب، لأن المسبوب في الأخير يستفيد من تكفير السيئات". والأكيد أن تدني مستوى ياسر ليس لأنه يسب في المدرجات، فالخبراء في التدريب وغيره أسدوا له نصائح وهو مسؤول عن تطبيقها كي يعود قويا في الميدان. لكن ولأنني أتحدث عن مبادئ سامية، أشير أيضا إلى رأي الدكتور عائض الذي قال "بدون شك وبعد التأمل والدراسة لهذه الظاهرة وما حصل من أهازيج تدخل تحت الشتم، وشتيمة المسلم وقذفه وسبه والتعريض به محرم، بل عده العلماء من الكبائر". وسبق للدكتور عائض أن تناول الرياضة عبر (لقاء الجمعة) في (روتانا)، وقال: "أطالب بسحب سوء الأدب والشتيمة من الجمهور". وأضاف "الإعلام الرياضي أخذ منحى غير لائق، وعليه مسؤولية كبيرة، ما يكتب وما يقال في الفضاء وللأسف يشوبه الاستعداء والشتائم والسب، بل يصل درجة التخوين ، أين مبادئ الروح الرياضية التي ينادون بها؟". بقي أن أقول وبحرقة: (التعمد) أكبر جرما..والله الهادي إلى سواء السبيل.